وتلفت مجلة "إسرائيل ديفانس" (Israel Defense)، الأنظار إلى أنّ اهتمام الإيرانيين بدول آسيا الوسط لا يقلّ أهمية عن اهتمامهم بمنطقة الشرق الأوسط، إذ يعتبرون هذه الأخيرة "حديقتهم الخلفية". وفي تقرير نشرته المجلة، أخيراً، توضح أنّ إيران في عهد رئيسها الحالي، حسن روحاني، كثّفت سعيها للتأثير على آسيا الوسطى من خلال الأنشطة الاقتصادية والانضمام إلى المنتديات الإقليمية، مشيرة تحديداً إلى انضمام طهران إلى مشروع "طريق الحرير"، الذي بادرت الصين إلى تشكيله.
وتنقل المجلة عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها، إن الإيرانيين شرعوا في محاولات التأثير على آسيا الوسطى بُعيْد انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، إذ بدأوا بالاستثمار في الجمهوريات التي انفصلت حديثاً، وبعد ذلك قاموا بتدشين صناديق خيرية لتوزيع المساعدات على المحتاجين في هذه الجمهوريات، إلى جانب إنشاء مراكز ثقافية تهدف إلى التأثير دينياً وثقافياً على شعوب المنطقة.
ويشير التقرير بشكل خاص إلى دور "صندوق الإمام الخميني"، كأهم الصناديق الخيرية التي تعتمد عليها إيران في المنطقة. وبحسب المصادر الأمنية الإسرائيلية، فإن طهران نجحت في تعزيز علاقاتها مع تركمستان، بسبب الحدود المشتركة الطويلة، والتقارب التاريخي، إلى جانب الرابط العرقي بين الجانبين، لافتة إلى مشروع السكة الحديدية الذي تم تدشينه بين إيران وتركمستان، والذي مكّن جميع دول آسيا الوسطى من الوصول إلى موانئ إيران على الخليج الفارسي.
اقرأ أيضاً: سيناريوهات إسرائيلية لمواجهة "النووي" الإيراني
وتنقل المجلة عن مصادر أمنية في تل أبيب قولها، إنّ إيران تحاول استغلال علاقاتها التجارية والاقتصادية مع دول المنطقة في محاولة زرع خلايا تعمل لصالح "قوة القدس" التابعة للحرس الثوري الإيراني، هدفها جمع معلومات عن أهداف إسرائيلية وأميركية في المنطقة. وبحسب مزاعم هذه المصادر، فإنّ "قوة القدس" أقامت مركزاً لها في قلب طاجيكستان، إذ نجحت في تجنيد عملاء لها، للعمل لصالحها في جميع أرجاء المنطقة، بعدما منحتهم غطاء للعمل هناك. وأعلنت إسرائيل مطلع العام 2014 عن خطة لمواجهة ما اعتبرته مخططات لإيران وحزب الله، التي تهدف إلى المسّ بأهداف إسرائيلية في منطقة آسيا الوسطى.
وأعلن وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، أفيغدور ليبرمان حينها، عن تشكيل غرفة عمليات في الوزارة تضم دبلوماسيين وضباطا في جهازَي "الموساد" وشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، لتعزيز التعاون الأمني والاستخباري مع دول المنطقة بهدف مواجهة مخططات المس بالأهداف الإسرائيلية فيها. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية في ذلك الوقت، أنّ تل أبيب تخشى أن يتمكن عملاء إيران وحزب الله من خطف رجال أعمال وجنرالات إسرائيليين متقاعدين انتقلوا إلى قطاع الأعمال خلال وجودهم في تلك المناطق. وسبق لإسرائيل أن ادّعت إحباط عمليات خطط حزب الله لتنفيذها ضد أهدافها في أذربيجان.
وفي سياق متصل، انتقدت أوساط إسرائيلية إصرار حكومة بنيامين نتنياهو والجيش على شراء طائرات عسكرية متطورة، على الرغم من أنّ الاتفاق النووي نزع مسوغات قيام إسرائيل بمهاجمة المنشآت النووية في المستقبل. وفي مقال نشرته صحيفة "هارتس"، أخيراً، انتقد الكاتب الإسرائيلي، يوئيل ماركوش قرار الجيش شراء المزيد من طائرات "أف 35" المتطورة الأميركية، والمعروفة بـ"الشبح"، بسبب كلفتها العالية ولعدم الحاجة للاستثمار فيها. وينوّه ماركوس، إلى أنّه لا يوجد ثمة مسوغ للاستثمار في شراء هذه الطائرات المكلفة في الوقت الذي تراجعت فيه فرص استخدامها.
من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة "معاريف" في عددها الصادر، يوم الجمعة الماضي، أنّ التقرير الأخير الذي أصدره مجلس أمناء اللجنة الدولية للطاقة النووية، يعني أنّ اللجنة تعتبر الملف النووي الإيراني بات مغلقاً، وأنّ اللجنة ستركز فقط على مراقبة الأنشطة في المنشآت النووية الإيرانية للتأكد من عدم تجاوز طهران ما التزمت به في الاتفاق. وتشير الصحيفة ذاتها، إلى أنّه لا يوجد ما يدفع إلى الاعتقاد أنّ إيران ستحاول الإخلال بالتزاماتها، على اعتبار أنّه بعد ستة أشهر، يحين موعد رفع العقوبات الصعبة التي فُرضت عليها وأدّت للإضرار بأوضاعها الاقتصادية.
اقرأ أيضاً الخطة الخمسية للجيش الإسرائيلي: تقليص موارد ضرب إيران