وأكّد مصدر فضّل عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، أنّ "طائرات روسيّة استهدفت مساء اليوم، اجتماعاً لقيادات جيش الإسلام في بلدة أوتايا بغوطة دمشق الشرقية، ما أسفر عن مقتل علوش القائد العام للفصيل العسكري، ومؤسسه فضلاً عن مرافقه محمد آدم الملقب أبو معاذ، فيما أصيب نائبه أبو محمود الزيبق والمتحدث الرسمي باسم هيئة أركانه حمزة بيرقدار"، في وقت لم يصدر فيه "جيش الإسلام" أي تأكيد أو نفي للخبر حتى اللحظة.
ولد محمد زهران علوش، في دوما بالغوطة الشرقية عام 1971، والده هو الشيخ عبد الله علوش من مشايخ دوما والدعاة السلفيين المعروفين بتمسكهم بمنهج أهل السنة والجماعة (السلفية) والدعوة إليه، فقرأ القرآن الكريم والتعليم الشرعي على يد والده وعلى بعض شيوخ بلده، ثم التحق بكلية الشريعة في جامعة دمشق وتخرج منها.
سافر علوش إلى المملكة العربية السعودية وأكمل الدراسة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية، وتتلمذ هناك على يد عدد من المشايخ منهم، الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، والشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ محمد بن صالح العثيمين، والشيخ عبد الله بن عقيل والشيخ عبد المحسن العباد البدر والشيخ عبد الله الغنيمان والشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي والشيخ أحمد الددو الشنقيطي.
وعاد بعدها إلى دوما ودرس الماجستير في كلية الشريعة بجامعة دمشق، بالإضافة إلى عمله في التعهدات.
بدأ النظام بملاحقة علوش عبر أفرعه الأمنية عام 1987، بسبب نشاطاته الدعوية السلفية، أوقف بداية سنة 2009 من قبل فرع فلسطين أحد أفرع المخابرات السورية، بتهمة حيازة أسلحة وجدها الأمن في سيارته، حيث تم إيداعه في سجن صيدنايا العسكري الأول، إلى أن أطلق سراحه فخرج من السجن في عام 2011، أي بعد بداية الثورة بثلاثة أشهر، وفق مرسوم عفو رئاسي عام صدر وقتها، وخرج بسببه نحو 1500 معتقل إسلامي.
وعمل علوش عقب خروجه في العمل المسلح، انطلاقاً من أن النظام لا يمكن إسقاطه إلا بالثورة المسلّحة، وأسس مجموعة مسلحة لقتال النظام باسم "سرية الإسلام"، ليعلن في سبتمبر/أيلول عام 2013 عن تشكيل "لواء الإسلام".
ولاحقاً، أسس علوش "جيش الإسلام"، الذي يعتبر من أكبر فصائل المعارضة المسلحة في ريف دمشق، قبل أن ينضم الفصيل إلى الجبهة الإسلامية.
يشار إلى أن جيش الإسلام يعتمد على التربية العقائدية لمقاتليه، بالإضافة إلى تمارين اللياقة البدنية والتدريبات العسكرية، في حين يتكون إدارياً من مجلس قيادة، و26 مكتباً إدارياً و64 كتيبة عسكرية، وتنتشر كتائبه في العديد من المناطق السورية تمتد من حلب شمالاً إلى درعا جنوباً، وقد شارك في كثير من العمليات العسكرية في مختلف المدن السورية، منها تحرير كتيبة الباتشورة للدفاع الجوي بالغوطة الشرقية وتحرير الفوج 274 ثاني فوج عسكري للنظام السوري، وتحرير رحبة إصلاح المركبات الثقيلة وقاعدة الجيش السوري وكتيبة المستودعات وكتيبة البطاريات وكتيبة الإشارة والدفاع الجوي، إضافة إلى قتال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في الغوطة الشرقية وجنوب دمشق، والقلمون وحلب.
اقرأ أيضاً: اتفاق يقضي بإخلاء جنوب دمشق من مقاتلي تنظيم "داعش"