أنهى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الجدل حيال خليفة محافظ عدن المُغتال اللواء جعفر محمد سعد، فأصدر قراراً كلّف بموجبه قائد "المقاومة الجنوبية" العميد عيدروس الزبيدي، محافظاً لعدن. وكان الزبيدي قد عاد من زيارة خليجية بشكل مفاجئ بعد ساعات من اغتيال سعد، خصوصاً مع ارتفاع الأصوات الضاغطة باتجاه اختياره، لشعبيته في الأوساط الشعبية و"المقاومة" باعتباره قائد "المقاومة الجنوبية".
الزبيدي هو أحد القيادات العسكرية الجنوبية، التي تمّ إقصاؤها بعد حرب 1994، إلى جانب عشرات الآلاف من الجنوبيين، وهو ينتمي إلى منطقة زبيد، جنوب مدينة الضالع. وقاد أعمالا عسكرية ضد نظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، بعد أقل من ثلاث سنوات على حرب 1994، في إطار ما كان يُسمّى حركة "حتم". واستمرّ القائد الجنوبي معارضاً للرئيس المخلوع وحكمه، مشكّلاً مع مجموعة من الكوادر، "المقاومة الجنوبية"، بعد انطلاق "الحراك الجنوبي"، وقمع نظام صالح لاحتجاجات الحراك، الذي كان الزبيدي من أبرز قياداته.
كما خاض مواجهات كثيرة ضد نظام صالح في السنوات السبع الأخيرة، متصدراً صفوف "المقاومة الجنوبية" في الضالع، في الحرب الأخيرة ضد مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع. وتحت قيادته، حققت "المقاومة" في الضالع، أول انتصار ضد مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع.
وعدا الضالع، توجّه الزبيدي إلى لحج، لمساعدة "المقاومة" هناك، محققاً مكاسب في جبهة المسيمير. وبعد تحرير عدن ولحج والضالع، تلقّى دعوة لتسلّم الملف الأمني في عدن، قبل أن يتوجه بطائرة خاصة إلى العاصمة السعودية الرياض، مع القيادي الآخر شلال علي شايع، ليقابل قيادات في التحالف العربي، وينتقل القياديان فيما بعد إلى الإمارات، قبل أن يعودا إلى عدن بعد ساعات من اغتيال محافظها.
ويُعدّ التحدي الأكبر للمحافظ الجديد هو الأمن ودمج "المقاومة"، بعد أن عاد للواجهة وسط ضغط شعبي وسياسي على الحكومة والرئاسة، للإسراع في ضبط الأمن ومحاربة الخلايا النائمة والإسراع في دمج "المقاومة" وبناء الجهاز الإداري والمؤسسي للجهازين الأمني والعسكري.
اقرأ أيضاً: "داعش" اليمن... استقطاب عناصر "القاعدة" بدل قياداته
كما أن الزبيدي مُطَالَب من الشارع العدني، بمواصلة المشوار الذي بدأه المحافظ السابق اللواء جعفر محمد سعد، الذي يرى كثر أنه بذل جهداً كبيراً خلال شهرين من عمله، وحقق إنجازات كبيرة، وأعاد الحياة للسكان في عدن، ومنها حلّ مشكلة الكهرباء بشكل شبه كامل، وكذلك المياه والوقود ودعم إعادة فتح المدارس والجامعات وتنظيم الشوارع والأسواق وانتشار رجال المرور والتخفيف من انتشار السلاح.
ووسط حالة الحزن التي تعمّ عدن، انتشرت حرب الشائعات التي تلت عملية الاغتيال، كأكبر حرب شائعات تشهدها المدينة، تحدثت عن أحداث أمنية واغتيالات، وصفها مصدر عسكري وآخر محلي لـ"العربي الجديد"، بأنها "أكبر حرب نفسية تعرّضت لها عدن والشارع في الجنوب، بعد اجتياح الشائعات كل وسائل التواصل الاجتماعي، وشكّلت ضغطاً على الناس". ويؤكد المصدران أن "هذه الحرب جاءت بعد صدمة الشارع بمقتل محافظ عدن، وحاولت الأطراف الانقلابية استغلاله لإزعاج المواطنين". وشكّلت الشائعات التي تلت حادثة الاغتيال ضغطاً على السلطات الأمنية والحكومة الشرعية، لا سيما أنها ركّزت على نشر أخبار عن احتمال حدوث تفجيرات واغتيالات واقتحامات ومواجهات واشتباكات، حتى أن هذه الشائعات حاولت تصوير عدن بأنها في حالة حرب حقيقية".
ويقول مصدر سياسي موالٍ للشرعية لـ"العربي الجديد"، إن "على الحكومة الشرعية أن تعود إلى عدن بكاملها لطمأنة الناس، وعلى الرغم من سرعة اختيار تكليف محافظ لعدن، غير أنه من الضروري أن يكون بنفس قبول جعفر، حتى يكون مدعوماً من الناس لتجاوز الأحداث الأخيرة والحالة النفسية التي يمرّون فيها وإخراجها من حزنها على سعد".
ويُحذّر المصدر من "تنصيب قيادات كان لها دور سيئ سابقاً ومتهمة بالفساد، داعياً أيضاً إلى أن تعقد السلطات المحلية والأجهزة الأمنية مؤتمرات صحفية، تُخاطب الناس وتطمئنهم إلى أمنهم، وتواجه حرب الشائعات".
من جانبه، وعد وزير الداخلية اللواء حسين محمد عرب بـ"العمل على ترسيخ الأمن وملاحقة من يقفون خلف اغتيال المحافظ سعد".
اقرأ أيضاً اغتيالات عدن: خلط للأوراق وتحذيرات من فراغ لصالح "داعش"
الزبيدي هو أحد القيادات العسكرية الجنوبية، التي تمّ إقصاؤها بعد حرب 1994، إلى جانب عشرات الآلاف من الجنوبيين، وهو ينتمي إلى منطقة زبيد، جنوب مدينة الضالع. وقاد أعمالا عسكرية ضد نظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، بعد أقل من ثلاث سنوات على حرب 1994، في إطار ما كان يُسمّى حركة "حتم". واستمرّ القائد الجنوبي معارضاً للرئيس المخلوع وحكمه، مشكّلاً مع مجموعة من الكوادر، "المقاومة الجنوبية"، بعد انطلاق "الحراك الجنوبي"، وقمع نظام صالح لاحتجاجات الحراك، الذي كان الزبيدي من أبرز قياداته.
وعدا الضالع، توجّه الزبيدي إلى لحج، لمساعدة "المقاومة" هناك، محققاً مكاسب في جبهة المسيمير. وبعد تحرير عدن ولحج والضالع، تلقّى دعوة لتسلّم الملف الأمني في عدن، قبل أن يتوجه بطائرة خاصة إلى العاصمة السعودية الرياض، مع القيادي الآخر شلال علي شايع، ليقابل قيادات في التحالف العربي، وينتقل القياديان فيما بعد إلى الإمارات، قبل أن يعودا إلى عدن بعد ساعات من اغتيال محافظها.
ويُعدّ التحدي الأكبر للمحافظ الجديد هو الأمن ودمج "المقاومة"، بعد أن عاد للواجهة وسط ضغط شعبي وسياسي على الحكومة والرئاسة، للإسراع في ضبط الأمن ومحاربة الخلايا النائمة والإسراع في دمج "المقاومة" وبناء الجهاز الإداري والمؤسسي للجهازين الأمني والعسكري.
اقرأ أيضاً: "داعش" اليمن... استقطاب عناصر "القاعدة" بدل قياداته
كما أن الزبيدي مُطَالَب من الشارع العدني، بمواصلة المشوار الذي بدأه المحافظ السابق اللواء جعفر محمد سعد، الذي يرى كثر أنه بذل جهداً كبيراً خلال شهرين من عمله، وحقق إنجازات كبيرة، وأعاد الحياة للسكان في عدن، ومنها حلّ مشكلة الكهرباء بشكل شبه كامل، وكذلك المياه والوقود ودعم إعادة فتح المدارس والجامعات وتنظيم الشوارع والأسواق وانتشار رجال المرور والتخفيف من انتشار السلاح.
ويقول مصدر سياسي موالٍ للشرعية لـ"العربي الجديد"، إن "على الحكومة الشرعية أن تعود إلى عدن بكاملها لطمأنة الناس، وعلى الرغم من سرعة اختيار تكليف محافظ لعدن، غير أنه من الضروري أن يكون بنفس قبول جعفر، حتى يكون مدعوماً من الناس لتجاوز الأحداث الأخيرة والحالة النفسية التي يمرّون فيها وإخراجها من حزنها على سعد".
ويُحذّر المصدر من "تنصيب قيادات كان لها دور سيئ سابقاً ومتهمة بالفساد، داعياً أيضاً إلى أن تعقد السلطات المحلية والأجهزة الأمنية مؤتمرات صحفية، تُخاطب الناس وتطمئنهم إلى أمنهم، وتواجه حرب الشائعات".
من جانبه، وعد وزير الداخلية اللواء حسين محمد عرب بـ"العمل على ترسيخ الأمن وملاحقة من يقفون خلف اغتيال المحافظ سعد".
اقرأ أيضاً اغتيالات عدن: خلط للأوراق وتحذيرات من فراغ لصالح "داعش"