يُريد البعض لقضية ميشال سماحة أن تنتهي على شكل نقاش قضائي حول أحقية وزير العدل اللبناني بنقاش حكم المحكمة العسكريّة من عدمه. بمعنى آخر، يُريد البعض تحوير النقاش صوب عناوين ليست في صلب الموضوع أبداً. هو الأسلوب عينه يُتبع في غالبية القضايا في لبنان. فالبحث في معارك القلمون المتتالية يدور حول "تعدي المسلحين السوريين" على لبنان، وإذا ما قال أحدهم إن هناك من حمل سلاحه وتوجّه للقتال في كل بقعة سورية، يُصبح خطابه خشبياً ويتحوّل هو لعميل وتكفيري.
أمّا في قضية سماحة ــ المملوك ــ الأسد فالأمر أكثر وضوحاً. قال السيد سماحة في تسريباته بالصوت والصورة، إنه نقل المتفجرات "من عند الأسد مباشرةً". كرر في كلامه مراراً أن الأسد يُريد تفجير هذا وليس ذاك. قال سماحة بلسانه، ما لا يُمكن الشكّ به، لجهة وجود نية وقرار سوريين بتنفيذ اغتيالات في لبنان وإحداث عنف مذهبي. القرار السوري ليس جديداً على اللبنانيين. فمنذ سبعينيات القرن الماضي وهم واثقون من وجود قرار كهذا، ومن أن هذا النظام نفّذ اغتيالات وأشعل حروباً خلال الحرب الأهليّة. من كمال جنبلاط إلى الرئيس المنتخب مروراً برينيه معوض وصولاً إلى رمزي عيراني.. فعمليّة الاغتيال المستمرة مفاعليها مع اغتيال رفيق الحريري العام 2005، وما تلاها من عمليات اغتيال. لكن هذا الاتهام بقي دوماً في إطاره السياسي، مع أنه في فترات كثيرة كان من المميت أن تتهم النظام السوري بتجاوز أحد ضباطه السرعة القصوى في لبنان، فكيف بالقتل.
بقي الاتهام سياسياً، إلى أن خرج علينا ميشال سماحة فقدّم برهاناً لا يُمكن الطعن به.
لكن من قرر الدفاع عن نظام البعث منذ عام 2005، بحجة عدم وجود دليل يتهم النظام، أعلن عن نواياه بوضوح أكثر. ولذلك يرى هؤلاء أن قضية سماحة لا تستحق أن تتصدر الأخبار وأن تُشكّل نقطة للمراجعة الذات. لا يهم إذا أُثبت أن النظام قاتل، فطبيعة المدافعين عنه قاتلة أيضاً. لم يعد الأمر يحتاج إلى اتهام اسرائيل بعمليّة الاغتيال. فليكن، البعث نفذها، وهم ليسوا ممانعين.
من سخرية القدر أن يُنشر تسجيل سماحة الذي يتحدث فيه عن "كاتم الصوت" قبل أيام قليلة من الذكرى الـ28 لاغتيال مهدي عامل بكاتم الصوت (حسن حمدان، المفكر الشيوعي الذي اغتيل في مايو/أيار 1987). منذ 28 عاماً، اتهم الشيوعيون "القوى الظلامية" بأنها اغتالت عامل في بيروت وهو في طريقه لجامعته. اليوم، تستمر هذه القوى بالعمل على اغتيال الحلم بـ"وطن حرّ وشعب سعيد" في سورية وفي لبنان. من سخرية القدر أن هناك جمهوراً في لبنان لا يزال يرى وسام الحسن عميلاً، وهو الذي قاد تفكيك شبكات تجسس إسرائيليّ في لبنان وسورية، وقدم سماحة وأدلته للقضاء، ثم قضى اغتيالاً بعد أسابيع من اكتشاف من مخطط سماحة.
أمّا في قضية سماحة ــ المملوك ــ الأسد فالأمر أكثر وضوحاً. قال السيد سماحة في تسريباته بالصوت والصورة، إنه نقل المتفجرات "من عند الأسد مباشرةً". كرر في كلامه مراراً أن الأسد يُريد تفجير هذا وليس ذاك. قال سماحة بلسانه، ما لا يُمكن الشكّ به، لجهة وجود نية وقرار سوريين بتنفيذ اغتيالات في لبنان وإحداث عنف مذهبي. القرار السوري ليس جديداً على اللبنانيين. فمنذ سبعينيات القرن الماضي وهم واثقون من وجود قرار كهذا، ومن أن هذا النظام نفّذ اغتيالات وأشعل حروباً خلال الحرب الأهليّة. من كمال جنبلاط إلى الرئيس المنتخب مروراً برينيه معوض وصولاً إلى رمزي عيراني.. فعمليّة الاغتيال المستمرة مفاعليها مع اغتيال رفيق الحريري العام 2005، وما تلاها من عمليات اغتيال. لكن هذا الاتهام بقي دوماً في إطاره السياسي، مع أنه في فترات كثيرة كان من المميت أن تتهم النظام السوري بتجاوز أحد ضباطه السرعة القصوى في لبنان، فكيف بالقتل.
بقي الاتهام سياسياً، إلى أن خرج علينا ميشال سماحة فقدّم برهاناً لا يُمكن الطعن به.
لكن من قرر الدفاع عن نظام البعث منذ عام 2005، بحجة عدم وجود دليل يتهم النظام، أعلن عن نواياه بوضوح أكثر. ولذلك يرى هؤلاء أن قضية سماحة لا تستحق أن تتصدر الأخبار وأن تُشكّل نقطة للمراجعة الذات. لا يهم إذا أُثبت أن النظام قاتل، فطبيعة المدافعين عنه قاتلة أيضاً. لم يعد الأمر يحتاج إلى اتهام اسرائيل بعمليّة الاغتيال. فليكن، البعث نفذها، وهم ليسوا ممانعين.
من سخرية القدر أن يُنشر تسجيل سماحة الذي يتحدث فيه عن "كاتم الصوت" قبل أيام قليلة من الذكرى الـ28 لاغتيال مهدي عامل بكاتم الصوت (حسن حمدان، المفكر الشيوعي الذي اغتيل في مايو/أيار 1987). منذ 28 عاماً، اتهم الشيوعيون "القوى الظلامية" بأنها اغتالت عامل في بيروت وهو في طريقه لجامعته. اليوم، تستمر هذه القوى بالعمل على اغتيال الحلم بـ"وطن حرّ وشعب سعيد" في سورية وفي لبنان. من سخرية القدر أن هناك جمهوراً في لبنان لا يزال يرى وسام الحسن عميلاً، وهو الذي قاد تفكيك شبكات تجسس إسرائيليّ في لبنان وسورية، وقدم سماحة وأدلته للقضاء، ثم قضى اغتيالاً بعد أسابيع من اكتشاف من مخطط سماحة.