أدى أكثر من 250 ألف مصل فلسطيني، اليوم، صلاة الجمعة الرابعة من شهر رمضان في المسجد الأقصى، وسط إجراءات أمنية إسرائيلية استثنائية وفرض قيود على دخول الآلاف من المصلين من الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأوضح مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني، في تصريحٍ لـ"العربي الجديد"، أن إجراءات الاحتلال وقيوده حالت دون وصول عشرات الآلاف من المواطنين خاصة الشبان، الذين منعوا من اجتياز الحواجز، أما من نجحوا في التسلل عبر القفز عن جدار الفصل العنصري، فجرى اعتقالهم لاحقاً في كمائن نصبت لهم قريباً من مقاطع الجدار التي تسللوا منها، واصفاً "القيود والاجراءات بأنها ظالمة، وتدحض ادعاءات الاحتلال وأكاذيبه بأنه يتيح حرية العبادة للمصلين".
بدوره، ندد خطيب المسجد الأقصى، الشيخ محمد حسين، بإجراءات الاحتلال، مؤكداً أن "منع عشرات آلاف المصلين من الصلاة في الأقصى عمل عدواني من قبل الاحتلال، وإصرار على انتهاك الحق الأساسي للمواطنين بأداء صلواتهم بحرية ومن دون أية قيود"، مشدداً على "ضرورة ملاحقة الاحتلال على انتهاكاته بحق حرية العبادة والصلاة".
في سياق متصل، كشفت مصادر طبية في المسجد الأقصى وطواقم إسعاف محلية عن وصول أعداد من المصلين مصابين بكسور ورضوض وخدوش نتيجة قفزهم عن جدار الفصل العنصري.
وعقب صلاة الجمعة، سارت مسيرتان، الأولى لحركة "فتح" تضامناً مع عائلة شهيد مخيم قلنديا محمد الكسبة، الذي استشهد الجمعة الماضي برصاص الاحتلال، هتفت بحياته، ورددت شعارات الوحدة الوطنية، والثانية لحركة "حماس" رفعت الرايات الخضراء وهتفت لكتائب "القسام"، منددةً باعتقال السلطة لنشطاء "حماس" في الضفة، كما هتف المشاركون فيها ضد الرئيس محمود عباس.
وكانت سلطات الاحتلال قد فرضت، منذ مساء أمس الخميس، قيوداً على دخول المصلين من الضفة إلى القدس لأداء صلاة الجمعة الرابعة من رمضان في المسجد الأقصى.
وأفاد بيان للشرطة الإسرائيلية بأنه "يتوجب على النساء من جيل 16 إلى 30 عاماً الحصول على تصريح لأداء الصلاة بالحرم القدسي الشريف، كما ينطبق هذا الإجراء على الرجال من جيل 30 إلى50 عاماً، فيما سيسمح للأطفال المرافقين ما دون سن 12 عاماً، وللرجال ما فوق سن 50 عاماً، وللنساء ما فوق سن 30 عاماً بالدخول من دون تصريح".
وأضاف البيان: "بالنسبة للفتيات ما دون سن 16 عاماً سيسمح لهن بالدخول من دون تصريح، بينما للفتيان والرجال ما بين سن 12 إلى 30 عاماً فلن يسمح بالدخول إطلاقاً"، لافتاً إلى أنه "لن يتم فرض قيود على المصلين من حَمَلة الهوية الزرقاء".
كما أغلقت شرطة الاحتلال عدداً من الطرقات المؤدية إلى البلدة القديمة ومنعت حركة المواطنين والمركبات فيها، بينما شهدت الحواجز العسكرية الثابتة على المداخل الرئيسية لمدينة القدس ازدحامات واختناقات مرورية حادة، وانتشرت الدوريات العسكرية على طول مقاطع جدار الضم والتوسع العنصري حول القدس لمنع الشبان من اجتياز الجدار للدخول إلى المدينة.
اقرأ أيضاً: الحكومة الإسرائيلية تعيد طرح مشروع "برافر" في النقب