أعلنت مصادر طبية وأمنية عراقية، اليوم الثلاثاء، عن ارتفاع عدد ضحايا موجة التفجيرات العنيفة، التي ضربت محافظة ديالى، شرقي العراق، في ساعة متأخرة من ليل أمس، إلى أكثر من 100 قتيل وجريح، فيما حمّل مواطنون حكومتي ديالى وبغداد مسؤوليّة التردي الأمني بالمحافظة، في وقت أعلن فيه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مسؤوليته عن التفجيرات.
وأوضح مسؤول بالشرطة العراقية في محافظة ديالى، لـ"العربي الجديد"، أنّ "43 شخصاً قتلوا وأصيب 52 آخرون، بتفجير سيارة مفخخة في منطقة الهويدر، شرقي بعقوبة"، فيما "قتل ثمانية أشخاص وأصيب سبعة آخرون بانفجار عبوة لاصقة، كانت مثبته بسيارة باص في مدخل بلدة كنعان".
كما أشار المسؤول العراقي، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، إلى أن "تفجيراً آخر بواسطة سيارة مفخخة يقودها انتحاري، استهدف مقراً حزبياً، وأدى إلى مقتل ستة أشخاص وجرح 12 آخرين".
من جهته، حمّل عضو مجلس محافظة ديالى، محمد الكرخي، حكومتي بغداد وديالى "مسؤولية التردّي الأمني الذي تشهده المحافظة".
واعتبر في تصريحٍ لـ"العربي الجديد"، أنّ "الإجراءات الأمنية المتبعة في محافظة ديالى فاشلة جداً، وأثبتت فشلها على طول الفترة السابقة، ورغم ذلك تصر حكومة ديالى على تولّي الحشد الشعبي مسؤولية إدارة الملف الأمني للمحافظة، فيما تم إقصاء الشركاء الآخرين".
كما لفت إلى أنّ "الملف الأمني يجب أن تتم إدارته من قبل مختصين غير مرتبطين بأجندات طائفية"، مبيناً أنّ "الحكومة المركزية لم تتخذ أيّ إجراء أمني جديد بعد التفجيرات الأخيرة في ديالى، وقد سلّمت إدارة الملف بكافة تفاصيله الى حكومتها المحلية".
اقرأ أيضاً: سياسة الإقصاء تتمدّد في ديالى
وفي تداعيات موجة العنف، أعلنت السلطات الأمنية حظراً للتجوال لا يزال مستمراً في مناطق مختلفة من المحافظة، تحسباً لانفجارات أخرى.
وفي السياق نفسه، تبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الهجمات، التي قال إنها استهدفت معاقل مليشيات، وإنها جاءت رداً على "جرائمهم" متوعداً بالمزيد.
في غضون ذلك، أعلن قائد شرطة محافظة ديالى، العميد الركن جاسم السعدي، "اعتقال شبكة متخصصة بتفجير شبكات نقل الطاقة الكهربائية، ونصب العبوات الناسفة وتفكيك ست شبكات أخرى".
وقال السعدي في بيان صحافي، إنّ "قوة من شرطة ديالى تمكنت من اعتقال شبكة مكونة من سبعة عناصر، متخصصة بتفجير وتخريب شبكات نقل الطاقة الكهربائية المارة من قضاء حمرين، شمال شرق ديالى إلى مركز محافظة ديالى".
وبحسب المسؤول العراقي، فإنّ "عناصر الشبكة اعترفوا بتفجير أبراج نقل الطاقة الكهربائية، ونصب أكثر من 80 عبوة ناسفة على الطرق، لاستهداف قوات الجيش والشرطة والحشد الشعبي والمواطنين".
وكشف أن "القوات الأمنية فكّكت ست شبكات إرهابية في مناطق المقدادية وبعقوبة وهبهب، وألقت القبض على عناصرها بالجرم المشهود، أثناء ابتزازهم المواطنين ومطالبتهم بفدية مالية لقاء عمليات الخطف".
يشار إلى أنّ محافظة ديالى تشهد تردياً أمنيّاً خطيراً، من خلال أعمال العنف والخطف والتفجيرات، وقصف بقذائف هاون تنفذها المليشيات، فيما انتقد مسؤولون محليون صمت الحكومة وأجهزتها الأمنية إزاء ذلك.
اقرأ أيضاً: العراق: المليشيات تصعّد من انتهاكاتها في ديالى