بات تحرير صنعاء من مليشيات الحوثيين أمراً شبه محسوم، سواء عبر معركة عسكرية بعد تحرير تعز، أو من خلال اتفاق سياسي يفضي إلى انسحاب المليشيات واستعادة العاصمة اليمنية.
وأوضح المحلل السياسي، فيصل المجيدي لـ"العربي الجديد"، أن "هناك أكثر من سيناريو لتحرير صنعاء، منها انسحاب الحوثيين ضمن اتفاق سياسي أو طردهم عبر المقاومة المسلحة"
وأضاف "أعتقد أن هناك قراءات أكثر من سيناريو يجري الإخراج لها، أولها السيناريو السياسي، وذلك ما بدأنا نرى شواهده من خلال إخراج بعض من أسرة صالح، ومن خلال محادثات مسقط".
اقرأ أيضاً:"المقاومة" تسيطر على مديريات في إب وتقترب من صنعاء
لكن هذا الخيار، بحسب المجيدي، "يبدو غير محسوم، خصوصاً في ظل الانهيارات الكبيرة للمليشيات في محافظات الجنوب والوسط، والتي ساهمت في تراجع اللغة الاستعلائية للحوثيين الذين كانوا يرون، أن تطبيق القرار 2216 على الأرض غير واقعي".
ورأى المجيدي أن "الحسم العسكري يظل مطروحاً، خصوصاً وأن الأحداث أثبتت أن الحوثي ما لم ينكسر عسكرياً، فلا يمكن أن يستجيب لأيّ حلول سياسية".
وبحسب المجيدي فإن "تحرير صنعاء يبدأ أولاً من تحرير تعز"، متوقعاً أن يكون "سيناريو تحرير صنعاء من خلال مقاومة مأرب وفتح قنوات للمقاومة في إقليم أزال مثل أرحب، وتحرير تعز لتأمين الجنوب والتحام مقاومتها مع الجيش والمقاومة المنطلقة من الجنوب".
وتابع : "حصار صنعاء ينطلق من تحرير تعز والالتحام بمقاومة إب وإسقاط يريم، بعيداً عن مقولة انضمام بعض معسكرات صالح، ثم إسقاط ذمار والانطلاق من أبين والسيطرة على البيضاء إلى رداع فذمار أيضاً، ثم الانطلاق من مأرب والسيطرة على الجوف ودخول صعدة رأس الحوثي لتقليل الخسائر ثم عبر مأرب عمران، عندها سوف تنهار المليشيا وتسقط صنعاء دون قتال".
من جهته، اعتبر المحلل السياسي، بلال أحمد، في حديث لـ" العربي الجديد" أن "معركة تحرير تعز، هي المعركة الحاسمة في الصراع الدائر ضد المتمردين الحوثيين". مشيراً إلى أنه "لا يمكن الحديث عن معركة صنعاء بدون تحرير تعز الذي يفتح الباب أمام تحرير بقية المحافظات".
وشدد أحمد على أن "تحرير صنعاء مرهون أولاً بتحرير تعز ثم في استمالة القبائل المنتشرة في محيط العاصمة".
إلى ذلك، قال المحلل السياسي، بشير عثمان، في تصريحاته لـ"العربي الجديد" إن "المخاوف من جر صنعاء الى الحرب مبررة، لكنها ستكون قمة الحماقة الحوثية".
ولفت إلى أن "الحوثيين لا يملكون ما ينتصرون به، الأمور محسومة سلفاً، لا يمتلكون قوة عسكرية كبيرة ومنظمة، لا يمتلكون أسلحة حديثة، لا يمتلكون موارد مالية وبشرية، ولا شعبية وطنية، لا يمتلكون شرعية من أي نوع، لماذا سيحاربون وعلى ماذا سيراهنون؟".
وفي السياق ذاته، أكد مواطنون من سكان حي الجراف في صنعاء لـ"العربي الجديد"، أن الحوثيين، وعقب هزيمتهم في عدن بدأوا في وضع المتارس وحفر الأنفاق داخل الحي الذي يعتبر المعقل الرئيسي لهم داخل العاصمة اليمنية، ويقع فيه مقر المجلس السياسي للجماعة".
وكشفت مصادر عسكرية يمنية لـ"العربي الجديد" "أن الحوثيين يحفرون الأنفاق في المناطق المحيطة بالعاصمة، تخوفاً من زحف القبائل الموالية للرئيس هادي".
اقرأ أيضاً:نهاية تمدّد الحوثيين: هزائم تطاول الشمال وسيناريوهات معركة صنعاء