وأوضح الضابط، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، أنّ عشرات الضباط والجنود الأكراد فقدوا، في فترات متعاقبة خلال معارك تحرير مدينة جلولاء من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، والفترة التي أعقبتها بعد طرد التنظيم من المدينة، مُبيناً أنّ جميع المفقودين الذين تجاوز عددهم السبعين، ينتمون إلى قوتي "البشمركة" و"الأسايش" الكرديتين.
وحمّل المسؤول الكردي القوات العراقية ومليشيا "الحشد الشعبي" مسؤولية الحفاظ على حياة المقاتلين المفقودين، داعياً الجميع إلى العمل بجد لتحديد مصيرهم، بعد الهدوء النسبي الذي يسود المدينة، والذي يسهل عملية البحث عنهم.
وفي هذا السياق، أكّد مصدر أمني محلي في محافظة ديالى، أنّ مدينة جلولاء شهدت اضطرابات ومعارك متكررة، مُبيناً خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ معرفة الجهة التي تقف وراء اختفاء المقاتلين الأكراد أمر صعبٌ جداً، بعد تعدد الجهات التي سيطرت على المدينة، والمعارك التي شهدتها بين القوات العراقية ومليشيا "الحشد" وقوات "البشمركة" من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى.
وأوضح المصدر المحلي، مُتحفظاً عن كشف اسمه، أنّ الفترة التي أعقبت تحرير جلولاء من سيطرة "داعش" شهدت خلافات عميقة بين "الحشد" و"البشمركة"، مُستدركاً "لكن هذه الخلافات، لا ترتقي إلى اتهام جهة غير (داعش) بالمسؤولية عن اختفاء مقاتلي البشمركة والأسايش".
وتفاقمت الأزمة بين القوات الكردية و"الحشد"، بعد رفض "البشمركة" عودة نازحي مدينة جلولاء إلى مناطقهم، وحدثت خلافات حادة بين الجانبين وصلت إلى تبادل إطلاق النار.
ووصفت وزارة "البشمركة" في إقليم كردستان، حوادث إطلاق النار المُتكررة مع "الحشد الشعبي" في شهر يوليو/تموز الماضي بـ"سوء التفاهم" بعد مطالبة القوات الكردية مسلحي الحشد بالخروج من المناطق التي حررتها "البشمركة"، مما أدى إلى توتر أمني وإطلاق نار بين الطرفين.
وقال أمين عام وزارة البشمركة، جبار الياور، إن جهوداً كبيرة بُذلت لاحتواء سوء التفاهم ومعالجته.
إلى ذلك، تظاهر المئات من سكان جلولاء، أمس الاثنين، أمام مبنى مجلس محافظة ديالى، للمطالبة بإعادتهم إلى مناطقهم التي تم تحريرها من سيطرة تنظيم "داعش"، محذرين من مخططات السلطات الكردية، لإحداث تغيير ديموغرافي في مدينتهم، بعد منعهم من العودة إليها.
اقرأ أيضاً: "داعش" يعدم المزيد من أسرى البشمركة جنوب الموصل