نقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية عن مؤسسة الحج في البلاد، أن عدد القتلى الإيرانيين إثر حادثة التدافع في منى وصل إلى 228 شخصا، بينما بلغ العدد الفعلي للجرحى الذين مازالوا يتلقون العلاج 27 حاجا، فضلاً عن وجود 246 شخصاً آخرين، مازالوا في عداد المفقودين ولم يتم التعرف على هوياتهم.
وفي مؤتمر صحافي للمتحدث باسم الحكومة الإيرانية، محمد باقر نوبخت، اعتبر أن مسؤولية تأمين سلامة الحجاج تقع على المملكة العربية السعودية، التي يتوجب عليها تقديم اعتذار رسمي، حسب قوله.
وأشار نوبخت إلى أن الخدمات التي قدمت للحجاج لم تكن كافية، وأنّ دولا أخرى عرضت المساعدة على الرياض، التي أخّرت بدورها منح التأشيرات للجهات الراغبة في تقديم المساعدة لحجاجها، كما أخّرت وصول الوفد الإيراني إلى السعودية.
كما لفت إلى أن الرئيس حسن روحاني عاد إلى إيران اليوم، بعد أن قطع رحلته إلى نيويورك، التي وصل إليها قبل أيام للمشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، حيث عاد الرئيس للمشاركة في مراسم تشييع قتلى منى. وفيما يتعلق بسفير البلاد السابق في لبنان، غضنفر ركن أبادي، أكّد نوبخت أنه دخل إلى السعودية بجواز سفره الشخصي، وليس بجوازه الدبلوماسي، وأنه ما زال في عداد المفقودين في حادثة التدافع.
ورد على تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، والذي صرح بأنه لا يحق لروحاني ولإيران الحديث عن المسؤولية تجاه الحجاج أو عن الديمقراطية في السعودية، فقال نوبخت إن إيران تعلم أنها تتعامل مع دولة عنيدة لديها معها العديد من الخلافات، واصفا التصريحات السعودية بالواهية والسخيفة.
في ذات السياق، قال مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، إنه إذا لم تكن السعودية قادرة على أداء مهامها، فلتعترف بالأمر لكي توكل مهمة حماية الحجاج وتأمين مناسك الحج لمنظمة التعاون الإسلامي، مطالبا الرياض بتقديم توضيحات حول حادثة منى والتي راح ضحيتها عدد من المسؤولين والشخصيات الإيرانية، على حد تعبيره، من دون أن يحدد هذه الشخصيات.
اقرأ أيضا: إيران تجدد انتقاداتها لموسم الحج ..والسعودية ترد
في المقابل، أكد السفير السعودي في لبنان، علي عواض عسيري، أن "بعض المواقف التي صدرت في لبنان وإيران، وصوّبت على المملكة العربية السعودية، على خلفية حادث التدافع، الذي وقع في مشعر منى خلال موسم حج هذا العام، ليست سوى تعبير عن حال الإفلاس السياسي والضياع التي تعيشها الجهات التي أصدرتها، والتي وصلت إلى حد استغلال الدين والحادث المؤسف الذي حل بالحجيج، لتشويه صورة المملكة، والكيد منها، ردا على فضحها المخططات الهدامة التي تحاك لدول المنطقة".
وتساءل عسيري، في بيان، عن سبب "مسارعة بعض الجهات إلى كيل الاتهامات، واستبقت التحقيقات التي تجريها السلطات المختصة في المملكة، والتي ستوضح أسباب الحادث بكل شفافية"، معتبرا أن ذلك "يشكل دليلا على وجود نيات مبيتة مسبقة لمهاجمة المملكة ومحاولة تشويه صورتها".
وتابع "أن وجود ملايين الحجاج في نفس الوقت ونفس المكان، يرفع من احتمال وقوع الحوادث، وهذا ما نشهده كل عام بنسب متفاوتة تعمل الحكومة السعودية والهيئات المختصة المشرفة على الحج على إبقائها في حدها الأدنى، وبالتالي كان حرياً بالذين أطلقوا العنان لحملات التشكيك والتشفي، الأخذ في الاعتبار، الجهود التي تبذلها المملكة في استقبال ضيوف الرحمن على مدار العام".
ونقلت وكالة "فارس" أن عددا من الجرحى وصلوا إلى إيران، أمس الإثنين، مع الدفعة الأولى من الحجاج العائدين للبلاد، حيث يتلقى عشرة منهم العلاج في مستشفيات العاصمة الإيرانية.
فيما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن رئيس الدائرة الطبية في مؤسسة الحج، علي مرعشي، قوله إن جثامين الإيرانيين ستبدأ بالوصول إلى البلاد اعتبارا من اليوم الثلاثاء، مرجحا أن تصل ليلا، وتوقع أن تقام مراسم التشييع الرسمية التي سيحضرها المسؤولون الإيرانيون يوم غد الأربعاء.
كما وصل وزير الصحة الإيراني، حسن هاشمي، صباح اليوم، إلى جدة على رأس وفد يضم مساعد وزير الخارجية الإيراني حسن قشقاوي، ورئيس الهلال الأحمر الإيراني، أمير محسن ضيايي. ونقلت المواقع الرسمية الإيرانية أن الوفد سيتابع عملية نقل الجثامين إلى البلاد، كما سيحاول معرفة مصير المفقودين من الحجاج الإيرانيين.
اقرأ أيضا: اختتام مناسك الحج اليوم والمتعجلون يتوافدون على المدينة