ويقول مسؤول عسكري عراقي في غرفة عمليات التنسيق المشتركة في بغداد لـ"العربي الجديد"، إن "الطائرات الأميركية دمّرت خمسة جسور حيوية تربط محافظتي نينوى والموصل بالمدن والمحافظات الغربية والشمالية المحيطة بها، مثل الأنبار عبر بادية الجزيرة وأربيل وكركوك عبر محوريْ الكوير ومخمور". ويضيف المسؤول العسكري (طلب عدم ذكر اسمه) أنّ "واشنطن توصّلت إلى قناعة، أخيراً، أنّ الجهود العراقية لا يمكن التعويل عليها. وعلى ما يبدو، فإنها باشرت، بالفعل، بخطوات مهمة، وإن كانت بطيئة، لكنّها ستكون نتيجتها إيجابية في النهاية".
كما تمكّنت قوات من البشمركة والأسايش (قوات الأمن) الكردية، ترافقها قوات عراقية ومتطوعون من عشائر الموصل، من فرض السيطرة على معبر ربيعة على الحدود العراقية ــ السورية، المعروف باسم "اليعربية". كما تمكّنت القوات مجتمعة من الانتشار في محيط 5 كيلومترات حول المعبر. وتزداد القوات توسعاً بين الحين والآخر، في المساحة التي تسيطر عليها إلى الغرب والجنوب الغربي بدعم أميركي، تمهيداً لتضييق مناطق الاتصال البري بين جناحي "داعش" في سورية والعراق.
من جانبه، يعتبر نائب رئيس مجلس محافظة نينوى، نور الدين قبلان، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "عمليات تحرير نينوى، لن تكون سهلة، وتحتاج إلى تخطيط سليم، ولن تنطلق من دون مشاركة أميركية حقيقية، تخطيطاً وتنفيذاً"، مؤكداً بذلك حديث المسؤول العسكري العراقي "إن طيران التحالف الدولي، بدأ فعلياً بتدمير البنى التحتية للطرق الاستراتيجية التي يستخدمها التنظيم في التنقل، وخصوصاً، جسر نينوى ــ كركوك عند محور مدينة كوير، وجسراً رئيسياً ثانياً، يربط نينوى بأربيل عبر محور مدينة مخمور، وجسراً ثالثاً، يربط نينوى بقضاء الحويجة في كركوك، ورابعاً، يربط نينوى بسلسلة جبال حمرين ووادي الغزلان، بالإضافة إلى جسر خامس، وهو جسر على وادي يشهد سيول موسمية، يربط بين نينوى والمناطق الحدودية مع سورية.
اقرأ أيضاً: العراق: خسائر الجيش والمليشيات تليّن الموقف من العودة الأميركية
ويشير قبلان إلى أنّ "هذه الجسور حدّت، أخيراً، من عمليات التنقل وتحركات التنظيم. كما أنّ تدمير الطرقات الفرعية مستمر، فضلاً عن تتبع القوافل واستهدافها عبر طائرات مسيرة، تمشّط المنطقة، مبيّناً أنّ "الخطة ناجحة، حتى الآن، وبدأ يظهر تأثيرها على التنظيم"، مستدركاً أنّه "على الرغم من ذلك، فإنّ الاستعدادات لا تزال غير كافية ولا ترتقي إلى الإعلان عن ساعة الصفر، وخصوصاً أنّ معارك الأنبار لم تحسم بعد".
وعن أعداد المقاتلين من سكان نينوى الذين سيشاركون في الهجوم على المدينة، يوضح قبلان أنّه "لدينا ما يقارب 10 آلاف مقاتل ضمن قوات تحرير الموصل من قبضة داعش، الذي لا يزال يحتجز نحو مليون ونصف منهم داخل المدينة، وهذا في حدّ ذاته تحدٍ آخر لنا".
من جهته، يقول النائب عن محافظة نينوى، أحمد الجبوري لـ"العربي الجديد" إن "عمليات تحرير نينوى، تجري بشكل جيد، والخطة الأميركية الأخيرة، ستحوّل داعش إلى فريسة داخل قفص، بعد أن يتم محاصرته بالكامل، ومن ثم استنزافه داخل مركز الموصل، الذي قتل آلاف المدنيين فيها، بمزاعم الخلافة"، مؤكّداً أنّ "المشاركة الأميركية في قتال التنظيم مهمة جداً، والجميع على يقين أنّ تحرير الموصل، بمثابة إسقاط هيكل داعش كله".
ويتوقّع الجبوري أن "تحمل معركة نينوى، خسائر كبيرة لكلا الطرفين، لأنّها حرب نهاية التنظيم الذي سيدفع بجميع ما يمتلك من المقاتلين الذين درّبهم من سكان نينوى، وجنّدهم تحت تهديد السلاح"، مطالباً في الوقت عينه، "بضرورة توخي الدقة في عمليات القصف الجوية، إن كانت من طيران التحالف الدولي أو الطيران العراقي".
بدوره، يؤكّد الخبير الأمني، محمد السالم لـ"العربي الجديد"، أنّ "أي جهد محلي في تحرير الموصل لن ينجح إلا بوجود أميركي. والمعلومات التي نمتلكها، تكمن في تفويض حكومة نينوى للقوات الأميركية التدخل، وبشكل مفتوح، باستثناء بغداد التي لا تزال على موقفها القديم، بدفع من الأطراف السياسية الموالية لإيران والرافضة لهذا التدخل". ويتابع:"بالتأكيد ستكون هناك مشاركة برية أميركية ودعم جوي في النهاية، لأنّ الدعم الإيراني البري لم يحقق النتيجة التي رغبها القادة العراقيون. كما أنّ سيناريو سورية الذي دخل عامه الخامس، لا يمكن أن ينفّذ في العراق. لذا، فإنّ العراقيين سيقدّمون أي تنازلات مهما كانت، للأميركيين، لسحق داعش".
اقرأ أيضاً: الحكومة العراقية تسحب قوات تحرير الموصل إلى الأنبار