تظهر التطورات والمواقف التي أعقبت الاعتداء الدامي الذي نفذه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في إسطنبول، أول من أمس الثلاثاء، أن ارتدادات الاعتداء لن تقتصر على الداخل التركي، حيث تنفذ السلطات الأمنية حملة واسعة ضد المشتبه بانتمائهم إلى التنظيم، لكنها تمتد أيضاً إلى إعادة ضبط تحالفات تركيا مع عدد من الدول، وتحديداً مع ألمانيا، وسط ترقب لمعرفة تداعيات الاعتداء أيضاً على العلاقة المتوترة أصلاً بين تركيا وروسيا ولا سيما بعد تأكيد لسفارة الروسية في أنقرة نبأ اعتقال السلطات التركية 3 مواطنين روس لاشتباه بارتباطهم بتنظيم "داعش"، فضلاً عن انتظار تطورات الأيام المقبلة التي ستحسم ما إذا كان التضامن الدولي الواسع مع تركيا سينعكس على ملفات أخرى يتقدمها مع الملف السوري وعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي.
وفيما بدا واضحاً منذ اللحظات الأولى التي أعقبت اعتداء "داعش" أن تركيا تنال تضامناً دولياً واسعاً، أدى الهجوم إلى المزيد من التقارب التركي الألماني، إذ ظهر أمس أن العلاقات بين الجانبين، تحولت من تحالف يشعر فيه الألمان بأنهم كانوا "تحت الابتزاز التركي في ما يخص أزمة اللاجئين التي اجتاحت أوروبا" إلى علاقة تحالف وثيق، جعلت من خطر "داعش" محوراً أساسياً لها. الأمر الذي من المفترض أن ينعكس إيجاباً على مجمل العلاقات، بما في ذلك على مسيرة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وتعزيز موقعها في حلف شمال الأطلسي، ومساعدة تركيا على تحمّل نفقات اللجوء السوري.
وبعد ساعات من اعتداء "داعش" الذي أودى بحياة عشرة سياح ألمان وجرح 15 أخرين منهم 11 سائحاً ألمانياً، توجه وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير، للوقوف على تفاصيل الهجوم وإجراء مباحثات مع نظيره التركي إفكان آلا، كما زار موقع الاعتداء برفقة رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو. وعقد الجانبان بعد ذلك، مؤتمراً صحافياً، لم يتوقفا خلاله عن إبداء الشكر للتعاون الوثيق الذي يجمعهما، فيما بدا لهجة "غزل" متبادل لم تحضر في علاقات الجانبين منذ أكثر من خمس سنوات على أقلّ تقدير. وأكد آلا، خلال المؤتمر، أن "قوات الأمن التركية اعتقلت شخصاً واحداً على خلفية الهجوم، والانتحاري لم يكن على قائمة المشتبه بهم بالانتماء للتنظيم". وأفاد بأنه "بعد خروج أربعة جرحى، منهم سائحان ألمانيان ومواطنان تركيان، لا يزال 11 شخصاً يتلقون العلاج، منهم تسعة سياح ألمان ونرويجي وسائح من البيرو، بينما تبدو حالة اثنين من الجرحى الألمان بحالة خطرة".
اقرأ أيضاً "داعش" يختار إسطنبول: رسائل متعددة وأنقرة تزيد دعمها للسوريين
وبعد أن أكد بأنه سيزور برلين الأسبوع المقبل، دعا آلا مختلف الدول المعنية لزيادة التعاون الاستخباراتي مع الداخلية التركية، مشيراً إلى أن "التعاون لم يبلغ المستوى المطلوب"، مستثنياً برلين من ذلك. وكشف أن "قوات الأمن التركية، اعتقلت خلال الأسبوع الأخير قبل هجوم الثلاثاء، 220 شخصاً يُعتقد بانتمائهم لداعش". وأضاف: "قمنا بإلقاء القبض على 847 شخصاً منذ بدء العمليات الأمنية ضد التنظيم. وجزء مهم منهم هم من الأجانب، بما في ذلك ألمان، وذلك بعد التعاون الوثيق الذي أبدته برلين والذي نريد أن نشكرها عليه". وتابع آلا: "منعنا حتى الآن 35970 شخصاً أجنبياً من دخول تركيا، منهم 87 ممن يحملون الجنسية الألمانية بعد التعاون الوثيق بيننا، كما قمنا بترحيل 2894 شخصاً، منهم 94 ألمانياً".
ولم تمض ساعات على الاعتداء الانتحاري الذي شنّه "داعش" حتى كانت قوات الأمن التركية تقوم بشن حملات أمنية واسعة ضد عناصر مشتبه بانتمائها للتنظيم في 7 ولايات تركية، مما أسفر عن اعتقال 68 مشتبهاً، من بينهم 3 مواطنين روس، فيما أكدت السفارة الروسية في انقرة نبأ اعتقال 3 مواطنين روس. من جهته، شكر دي ميزيير المسؤولين الأتراك على الجهود التي بذلوها، مشيراً إلى أن "قدومه إلى تركيا كان للتعبير عن حال الحداد التي يعيشها الشعبين الألماني والتركي، وأيضاً لإدانة الهجوم". وشدّد دي ميزيير على أنه "حتى الآن لا يوجد أي دليل على أن هذا الهجوم كان موجّهاً ضد المواطنين الألمان بالذات"، معتبراً أن "الهجوم لن يؤدي إلى تغيير بالأداء الألماني". واعتبر أن "تصرّفنا لن يتغيّر ولن نعود أي خطوة للوراء، وكما نستمر بمكافحة الإرهاب، سنستمر بالعمل على إيجاد حل سياسي للقضية السورية". وشدّد على أن "ألمانيا تقف إلى جانب تركيا فيما يخصّ مكافحة الإرهاب".
وبعد فترة من الجفاء في العلاقات التركية الأوروبية، تحديداً الألمانية، بدأت العلاقات بين الجانبين بالتحسّن بشكل ملحوظ خلال الشهرين الماضيين، بعد أزمة تدفق اللاجئين إلى أوروبا عبر الأراضي التركية. وبلغت ذروتها بالاتفاق الذي تم توقيعه بين الجانبين، الشهر الماضي، والذي تمت بموجبه إعادة تفعيل مسيرة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي عبر فتح الفصل 17 مع وعود بفتح 4 فصول جديدة، ووضع جدول عمل لرفع تأشيرة الدخول عن المواطنين الأتراك إلى منطقة "شينغن". وأيضاً تقديم مساعدات بقيمة 3 مليارات يورو للاجئين السوريين على الأراضي التركية، في مقابل توقف تدفق اللاجئين وحل القضية القبرصية.
ويشير مصدر رفيع المستوى في الخارجية التركية لـ"العربي الجديد"، إلى أن "المحادثات التركية الأوروبية تتسارع، واستطاعت تجاوز الكثير من العقبات التقنية"، ويضيف أن "عام 2016 قد يكون عاماً رائعاً في ما يخصّ علاقاتنا الأوروبية، بشرط التقدم في حلحلة القضية القبرصية". ويتابع المصدر أن "عملية انضمامنا للاتحاد الأوروبي تعتمد بمعظمها على الشأن السياسي، مع أن قبرص تعوق فتح الفصول 15 و16 و23 و24، إلا أننا بدأنا باللقاءات التقنية لفتحها. وفي حال تمّت حلحلة القضية القبرصية، فإن الفيتو القبرصي سينتهي، وبالتالي لن يكون هناك أي عوائق في التقدم أكثر". ويُشدّد على أن "المفاوضات القبرصية تسير بشكل جيد، ويبدو بأن الحل النهائي للقضية ممكن خلال النصف الأول من العام الحالي".
وسيشهد الشهر الحالي توافد عدد من المسؤولين الأوروبيين إلى تركيا، منهم فريديريكا موغيريني مسؤولة الشؤون الخارجية وسياسات الأمن، ويوهان هان مسؤول شؤون توسعة الاتحاد في 25 يناير/كانون الثاني الحالي. كما سيأتي المسؤولون عن لجنة شؤون الطاقة في الاتحاد إلى تركيا أيضاً في 28 و29 من الشهر الحالي، لتبدأ بعدها المفاوضات فيما يخص تعزيز التعاون الاقتصادي. وبحسب المصدر، فإن شهر مارس/آذار المقبل سيشهد حضور ست لجان أوروبية إلى تركيا في آنٍ، وهو أمر لم يحصل من قبل، وسيسمح ذلك، وفقاً للمصدر، بـ"المساهمة في إعادة تطبيع العلاقات وتحوّل تركيا إلى مرشح اعتيادي لعضوية الاتحاد".
اقرأ أيضاً: ألمانيا تحت وقع الصدمة بعد هجوم إسطنبول
وفيما بدا واضحاً منذ اللحظات الأولى التي أعقبت اعتداء "داعش" أن تركيا تنال تضامناً دولياً واسعاً، أدى الهجوم إلى المزيد من التقارب التركي الألماني، إذ ظهر أمس أن العلاقات بين الجانبين، تحولت من تحالف يشعر فيه الألمان بأنهم كانوا "تحت الابتزاز التركي في ما يخص أزمة اللاجئين التي اجتاحت أوروبا" إلى علاقة تحالف وثيق، جعلت من خطر "داعش" محوراً أساسياً لها. الأمر الذي من المفترض أن ينعكس إيجاباً على مجمل العلاقات، بما في ذلك على مسيرة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وتعزيز موقعها في حلف شمال الأطلسي، ومساعدة تركيا على تحمّل نفقات اللجوء السوري.
اقرأ أيضاً "داعش" يختار إسطنبول: رسائل متعددة وأنقرة تزيد دعمها للسوريين
وبعد أن أكد بأنه سيزور برلين الأسبوع المقبل، دعا آلا مختلف الدول المعنية لزيادة التعاون الاستخباراتي مع الداخلية التركية، مشيراً إلى أن "التعاون لم يبلغ المستوى المطلوب"، مستثنياً برلين من ذلك. وكشف أن "قوات الأمن التركية، اعتقلت خلال الأسبوع الأخير قبل هجوم الثلاثاء، 220 شخصاً يُعتقد بانتمائهم لداعش". وأضاف: "قمنا بإلقاء القبض على 847 شخصاً منذ بدء العمليات الأمنية ضد التنظيم. وجزء مهم منهم هم من الأجانب، بما في ذلك ألمان، وذلك بعد التعاون الوثيق الذي أبدته برلين والذي نريد أن نشكرها عليه". وتابع آلا: "منعنا حتى الآن 35970 شخصاً أجنبياً من دخول تركيا، منهم 87 ممن يحملون الجنسية الألمانية بعد التعاون الوثيق بيننا، كما قمنا بترحيل 2894 شخصاً، منهم 94 ألمانياً".
ولم تمض ساعات على الاعتداء الانتحاري الذي شنّه "داعش" حتى كانت قوات الأمن التركية تقوم بشن حملات أمنية واسعة ضد عناصر مشتبه بانتمائها للتنظيم في 7 ولايات تركية، مما أسفر عن اعتقال 68 مشتبهاً، من بينهم 3 مواطنين روس، فيما أكدت السفارة الروسية في انقرة نبأ اعتقال 3 مواطنين روس. من جهته، شكر دي ميزيير المسؤولين الأتراك على الجهود التي بذلوها، مشيراً إلى أن "قدومه إلى تركيا كان للتعبير عن حال الحداد التي يعيشها الشعبين الألماني والتركي، وأيضاً لإدانة الهجوم". وشدّد دي ميزيير على أنه "حتى الآن لا يوجد أي دليل على أن هذا الهجوم كان موجّهاً ضد المواطنين الألمان بالذات"، معتبراً أن "الهجوم لن يؤدي إلى تغيير بالأداء الألماني". واعتبر أن "تصرّفنا لن يتغيّر ولن نعود أي خطوة للوراء، وكما نستمر بمكافحة الإرهاب، سنستمر بالعمل على إيجاد حل سياسي للقضية السورية". وشدّد على أن "ألمانيا تقف إلى جانب تركيا فيما يخصّ مكافحة الإرهاب".
ويشير مصدر رفيع المستوى في الخارجية التركية لـ"العربي الجديد"، إلى أن "المحادثات التركية الأوروبية تتسارع، واستطاعت تجاوز الكثير من العقبات التقنية"، ويضيف أن "عام 2016 قد يكون عاماً رائعاً في ما يخصّ علاقاتنا الأوروبية، بشرط التقدم في حلحلة القضية القبرصية". ويتابع المصدر أن "عملية انضمامنا للاتحاد الأوروبي تعتمد بمعظمها على الشأن السياسي، مع أن قبرص تعوق فتح الفصول 15 و16 و23 و24، إلا أننا بدأنا باللقاءات التقنية لفتحها. وفي حال تمّت حلحلة القضية القبرصية، فإن الفيتو القبرصي سينتهي، وبالتالي لن يكون هناك أي عوائق في التقدم أكثر". ويُشدّد على أن "المفاوضات القبرصية تسير بشكل جيد، ويبدو بأن الحل النهائي للقضية ممكن خلال النصف الأول من العام الحالي".
وسيشهد الشهر الحالي توافد عدد من المسؤولين الأوروبيين إلى تركيا، منهم فريديريكا موغيريني مسؤولة الشؤون الخارجية وسياسات الأمن، ويوهان هان مسؤول شؤون توسعة الاتحاد في 25 يناير/كانون الثاني الحالي. كما سيأتي المسؤولون عن لجنة شؤون الطاقة في الاتحاد إلى تركيا أيضاً في 28 و29 من الشهر الحالي، لتبدأ بعدها المفاوضات فيما يخص تعزيز التعاون الاقتصادي. وبحسب المصدر، فإن شهر مارس/آذار المقبل سيشهد حضور ست لجان أوروبية إلى تركيا في آنٍ، وهو أمر لم يحصل من قبل، وسيسمح ذلك، وفقاً للمصدر، بـ"المساهمة في إعادة تطبيع العلاقات وتحوّل تركيا إلى مرشح اعتيادي لعضوية الاتحاد".
اقرأ أيضاً: ألمانيا تحت وقع الصدمة بعد هجوم إسطنبول