وعمّ الإضراب الشامل مدينة وبلدات الخليل، حداداً على أرواح الشهداء. وشيّعت جثامين 17 شهيداً، كانت سلطات الاحتلال سلمتها، أمس، بالإضافة إلى جثامين ستة آخرين، بعضهم أُرجئ تشييع جثمانه بسب الظروف الجوية إلى غدٍ الأحد.
وعلى الرغم من سوء الأحوال الجوية، وتساقط الأمطار، إلا أن نحو عشرين ألف فلسطيني خرجوا وشاركوا في تشييع جثامين الشهداء، بعدما نقل بعضهم بواسطة مركبات إسعاف إلى قراهم وبلداتهم من مستشفى "الأهلي" الحكومي في مدينة الخليل. وحمل المشيعون الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل الفلسطينية، وهم يهتفون بتمجيد الشهداء ويدعون للانتقام لهم.
وشارك عشرة آلاف فلسطيني في تشييع جثامين 14 شهيدا في مدينة الخليل، بعدما انطلق موكب التشييع من أمام مستشفى "الأهلي" باتجاه منازل ذويهم، حيث ألقيت نظرة الوداع الأخيرة عليهم، ومن ثم انطلق المشيعون إلى مسجد "الحسين بن علي"، لأداء صلاة الجنازة. وجابت بعد ذلك مسيرة التشييع شوارع مدينة الخليل، وانطلق المشيعون باتجاه مقبرة "الشهداء" في حارة الشيخ بالمدينة، حيث ووري الشهداء الثرى هناك.
واندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال، عقب الانتهاء من تشييع جثامين الشهداء، في منطقة باب الزاوية بمدينة الخليل.
بموازاة ذلك، شيّع نحو ثلاثة آلاف فلسطيني في بلدة سعير (شمالاً)، جثمان الشهيد فادي الفروخ، بعدما نقل جثمانه بسيارة إسعاف إلى البلدة، حيث ألقت عائلته نظرة الوداع عليه، وصليت عليه صلاة الجنازة في مسجد "سعير الكبير"، ليوارى الثرى بعدها في مقبرة شهداء البلدة.
كما شيّع نحو 5 آلاف فلسطيني في بلدة بيت أمر(شمالاً)، جثمان الشهيد عمر زعايق بعد وصول جثمانه بمركبة إسعاف، حيث ألقى ذووه نظرة الوداع عليه، وصلى المشيعون صلاة الجنازة عليه في مسجد "بيت أمر الكبير"، وانطلقوا باتجاه مقبرة البلدة على مدخل بيت أمر المحاذية للشارع الاستيطاني رقم (60)، لكن قوات الاحتلال قمعت الجنازة.
وقال رئيس بلدية بيت أمر، نصري صبارنة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات الاحتلال لم تمهل المشيعين وباغتتهم بإطلاق قنابل الغاز والرصاص المطاطي، قبل وصولهم إلى المقبرة، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق، وإصابة شاب في رأسه بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط".
وفي بلدة بيت أولا (شمالي غرب الخليل)، شيّع نحو ألفي فلسطيني جثمان الشهيد حمزة العملة إلى مثواه الأخير في مقبرة البلدة، بعدما ألقت عائلته نظرة الوداع عليه، وصليت عليه صلاة الجنازة في المسجد "العمري" في البلدة، وجابت مسيرة التشييع شوارع البلدة تخللها جنازة عسكرية لقوى الأمن الفلسطيني، ومن ثم ووري جثمانه الثرى في مقبرة البلدة.
وقتلت قوات الاحتلال في أوقات وأماكن متفرقة من الخليل، خلال أكتوبر/ تشرين الأول الشبان (همام اسعيد، وفضل القواسمة، وشادي القدسي الدويك، وعز الدين أبو شخيدم، وسعد الأطرش، وإسلام عبيدو التميمي، ومهدي المحتسب، وفاروق سدر، وحمزة العملة)، إضافة إلى الشاب باسل بسام سدر، والذي قتلته قوات الاحتلال في القدس.
وكانت قد قتلت في نوفمبر/تشرين الثاني (عمر الزعاقيق، وفادي الفروخ، ومالك الشريف)، في حين قتلت في ديسمبر/كانون الأول الماضي (إيهاب مسودة، وعبد مسودة، وطاهر فيصل فنون التميمي، ومصطفى فضل فنون التميمي).
اقرأ أيضاً: تشييع 5 شهداء بالضفة عقب إفراج الاحتلال عن جثامينهم