فمنذ ظهر أمس الأربعاء، تجمع العشرات من أهالي حي الزهراء، وسط شارع الستين قرب دوار المواصلات القديم، ونصبوا خيمة، معلنين بداية اعتصامٍ مفتوح قربها، لحين إقالة محافظ حمص طلال البرازي، و"اللجنة الأمنية بحمص"، إذ يتهمها سكان الحي الأكثر ولاء للنظام السوري في المدينة، بالتقصير والفشل في تحقيق الأمن لهم، بعد تكرار حوادث التفجير، التي قُتل فيها العشرات.
وبينما كان الاعتصام في بدايته عند الساعة الثانية عشرة ظهر أمس، انفجرت عبوة ناسفة في حي الحمراء القريب، دون أن تؤدي لأضرار بشرية، لكن وقبل ذلك، كانت بدأت الدعوات للاعتصام في حي الزهراء، بعد ساعات قليلة من تفجيري الثلاثاء، إذ كان الأول بواسطة سيارة مفخخة، رُكنت قرب حاجزٍ أمني بشارع الستين، تبعه بدقائق تفجير انتحاري نفسه على بعد أمتار من الانفجار الأول، ما رفع عدد القتلى لنحو عشرين شخصاً.
وأتت هجمات الثلاثاء، كنقطةٍ أفاضت كأس سكان الحي المترعة أساساً، جراء كثرة التفجيرات المماثلة، التي شهدها في الأسابيع القليلة الماضية، وكان آخرها في الثامن والعشرين من ديسمبر/كانون الاول الماضي، إذ قُتل يومها نحو ثلاثين شخصاً بانفجارين متزامنين.
وقبل ذلك في الثاني عشر من ذات الشهر، انفجرت سيارة مفخخة، رُكنت في الشارع الواصل بين المشفى الأهلي ومنطقة العباسية في حي الزهراء، وقتلت أكثر من خمسة وعشرين شخصاً.
ويضاف لذلك كله عشرات التفجيرات المماثلة، التي شهدتها أحياءٌ تقطنها غالبية مؤيدة للنظام (عكرمة-النزهة)، خلال العام الماضي، إذ بدأ يتبعها في الفترة الأخيرة، مظاهراتٌ توجه أصابع الاتهام بالانفلات الأمني، لمحافظ حمص ومختلف الأجهزة الأمنية في المدينة.
وفي حين أن هذه الاحتجاجات كالمستمرة منذ أمس في حي الزهراء، والوقفات المماثلة التي سبقتها، لا ترفع أي مطالب سياسية ضد النظام، أو تنتقد شخص الرئيس السوري بشار الأسد، بل وتُحاول التأكيد أنها "تقف مع القيادة بوجه الإرهاب"، إلا أن بعض الناشطين وخاصة في حمص، يعتبرون أن السكان المتضررين، مضطرون لتورية احتقانهم من سياسات النظام بمناطقهم، وأقصى ما يستطيعونه، المناداة بإقالة المحافظ، المُقرب من دوائر النظام الأمنية.
وفي حين تبنى تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش) أغلب تلك الهجمات، سوى أنه لم يعد خافياً، بأن مدينة حمص التي تخضع بكاملها لسلطات النظام (ما عدا حي الوعر)، باتت محط اهتمام المليشيات الأجنبية، خاصة اللبنانية والعراقية، التي تتواجد ضمنها بكثرة، فيما تدور أحاديثٌ في الأوساط المؤيدة، عن تضارب مصالح على النفوذ، بين متزعمي تلك المليشيات، وقادة مجموعات "الدفاع الوطني"، والأجهزة الأمنية التابعة للنظام في المدينة، التي هجرها معظم
سكانها الأصليين، بعد تعرض منازلهم لقصف النظام، خلال السنوات الأربع الماضية.
اقرأ أيضاً: قتلى في تفجيرين استهدفا حاجزاً للنظام السوري وسط حمص