أنصاري، وفي مؤتمر صحافي عقده صباح اليوم الاثنين، قال إنّ "المملكة تعمل على تصدير مشكلاتها الداخلية للمنطقة، وقامت بإعلان قطع العلاقات بعد إقرار الأمن في السفارة ومحيطها، وفي وقت لم يكن فيه ديبلوماسيوها مهددين في طهران". وأضاف: "إنّ اقتحام السفارة السعودية ليس الأول من نوعه في العالم، ولكن السلطات الإيرانية أدت مهامها وهدأت من روع الغاضبين من الإيرانيين، وحافظت على أمن الديبلوماسيين".
وعن أفراد البعثة الديبلوماسية الإيرانية في السعودية، قال أنصاري إنّهم "ما زالوا هناك في انتظار إعادتهم للبلاد"، كما دعا المجتمع الدولي ودول المنطقة، لا سيما أطراف الجوار العربي، للوقوف بوجه ما سماه "التصعيد السعودي" الذي يزيد "التوتر في المنطقة وتترتب عليه تبعات مؤسفة"، بحسب وصفه.
من جهته، اعتبر مدير الدائرة السياسية والحقوقية في الخارجية الإيرانية، حميد بعيدي نجاد، أنّ "المملكة حاولت إعاقة اتفاق إيران النووي مع الغرب في محاولة للحد من تأثير إيران في المنطقة، واتباعها لسياسات وصفها بـ"غير المنطقية ترمي لعزل طهران".
أمّا تعليق الرئاسة الإيرانية، فجاء على لسان النائب الأول للرئيس اسحاق جهانغيري، الذي نقلت عنه وكالة "إيسنا"، قوله إنّ "الرياض هي الطرف المتضرر من قطع العلاقات الديبلوماسية"، موضحاً أنّه "يريد تقديم نصيحة للطرف السعودي بالابتعاد عن القرارات العجولة".
كما نقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن المسؤول السياسي في "الحرس الثوري"، رسول سنايي، قوله إنّه "بدلاً من أن تتحمل السعودية مسؤوليتها عما فعلته في اليمن والبحرين، ودعمها لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتنظيمات أخرى في المنطقة، فضلاً عن عملها على تحريك مجموعات صغيرة جنوب شرقي إيران، تقرر الهروب نحو الأمام باتخاذ قرارات تصعيدية من هذا النوع" على حد تعبيره.
وأضاف سنايي، أنّ "طرح المملكة لفكرة مواجهتها لإيران مجرد خدعة للالتفاف على واقع اضمحلال هذا البلد، واقتراب سقوط نظامه"، بحسب تعبيره، مضيفاً أنّه "لولا نقاط التقاطع الدينية والإيديولوجية لما شكلت السعودية نداً لإيران، رغم أنها أصغر وأقل من ذلك"، بحسب قوله.
برلمانياً، قال عضو لجنة الأمن القومي، محمد حسن آصفري، لـ"إيسنا"، إنّ "السعودية لا تريد تحمل مسؤولية تبعات إعدام رجل الدين نمر النمر، وتريد التهرب من مسؤوليتها عن حادثة التدافع في منى خلال موسم الحج الفائت، والتي أودت بحياة مئات الإيرانيين، كما أن ما يجري في سورية والعراق يقع على عاتقها".
وفي ما يتعلق بالموضوع ذاته، نقلت مواقع إيرانية عدّة عن صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتصل بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف، أمس الأحد، وبحثا التصعيد بين طهران والرياض وتوتر العلاقات بين الطرفين دون الإشارة إلى تأكيد رسمي إيراني.
اقرأ أيضاً: السعودية وإيران بعد قطع العلاقات: إنها "الحرب الباردة"