تمكنت المقاومة شرق جبل صبر في محافظة تعز، جنوب اليمن، من التصدي لهجوم عسكري عنيف، شنّته مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، فيما أعلن عن مجلس عسكري في محافظة إب جنوب، بهدف الترتيب للبدء بعمليات عسكرية لتحرير المحافظة.
وذكرت مصادر محلية، أن "معارك ضارية دارت بين المقاومة الشعبية ومليشيا الحوثي والمخلوع صالح، تركزت في مناطق الحدة وحبور، التابعة لجبهة الشقب الاستراتيجية شرق صبر".
وأوضحت المصادر أن "المعارك اندلعت إثر هجوم واسع وعنيف شنته المليشيات على عدة مواقع في تلك المناطق ضد المقاومة الشعبية بوقت متزامن، مع قصف صاروخي ومدفعي عنيف من المليشيات استهدف عدداً من القرى المحيطة في مربع المواجهات".
وبحسب ما أكدت مصادر ميدانية لـ"العربي الجديد"، فإن "المقاومة الشعبية صدّت بعد معارك شرسة ضد مليشيات الحوثي والمخلوع، التي تقاتل بشراسة للسيطرة على مناطق جبهة الشقب، هجوماً عنيفاً كانت المليشيات قد حشدت له بشكل غير مسبوق، واستخدمت فيه كل أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة".
وتمكنت المقاومة، بعد معركة هي الأشرس، منذ أسبوع، وبعد تعزيز مواقعها بقوات من الجيش الوطني من استعادة المواقع الذي كانت المليشيات قد سيطرت عليه، مساء أمس الأحد، في منطقة النجادة التي تبعد عن موقع العروس الاستراتيجي خمسة كيلومترات، طبقاً للمصادر.
وأفادت المصادر ذاتها، أن "حصيلة قتلى المليشيات بالعشرات، فضلاً عن خسارتها الكثير من الأعتدة العسكرية، ومقابل ذلك سقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المقاومة الشعبية، بسبب القصف العنيف على مواقعهم".
وأشارت مصادر المقاومة إلى أن "قوات الجيش الوطني والمقاومة في جبهة الشقب صامدة في مواقعها، على الرغم من شح الإمكانات في الأسلحة العسكرية والمواد التموينية حتى على مستوى الغذاء".
ولفتت مصادر أخرى إلى أن "التصدي للهجوم جرى بمساعدة طيران التحالف الذي نفذ غارات ضد المليشيات، كما استهدف محاولة تقدمها باتجاه كرش وقصف جسر الحديد، حيث تتمركز المليشيات".
كما استهدف التحالف، مواقع تمركز المليشيات في منطقة الحدة في صبر الموادم جنوب شرق تعز، بالتزامن مع استهدافها عدة مواقع في الأجزاء الجنوبية والغربية من تعز من بينها موقع المليشيات في جامعة تعز غرب المدينة.
وقالت مصادر في المقاومة، وأخرى من السكان، إن "غارات التحالف أسفرت عن مقتل 19 وجرح العشرات من المليشيات كانت تتمركز في مدرسة محمد طه ناجي الحكومية في مناطق الحدة في صبر، بعد أن كانت المليشيات قد حولتها إلى ثكنة عسكرية".
وأوضحت مصادر تابعة للمقاومة الشعبية أن مقاتلات التحالف نفذت العديد من الغارات على مواقع متفرقة في منطقة الأقروض، ودمرت آليات للحوثيين، في ظل محاولات مستمرة من قبل مليشيات للتقدم في المنطقة.
من جهتهم، واصل الحوثيون وحلفاؤهم قصفهم بقذائف الكاتيوشا والمدفعية باتجاه مناطق الشقب وصبر وأحياء في المدينة تسيطر عليها المقاومة وأدى القصف إلى نزوح للسكان من بعض المناطق، فيما لم ترد تفاصيل حول الضحايا.
وفي محافظة حجة، شمال البلاد، أفادت مصادر مقربة من "المقاومة" أن قوات الجيش الموالي للشرعية شنت هجوماً عنيفاً على مواقع الحوثيين والموالين للمخلوع في مدينة حرض الحدودية مع السعودية.
وحسب المصادر فقد سيطرت القوات الموالية للشرعية مدعومة بغطاء جوي من مقاتلات التحالف على مناطق جديدة حرض، مشيرة إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المليشيات.
اقرأ أيضاً:المقاومة تواصل التقدم في الجوف وتصد هجوماً للحوثيين بتعز
مجلس عسكري في إب
وفي محافظة إب جنوب، غرب اليمن، تم إعلان مجلس عسكري، ضم عشرات الضباط العسكريين الموالين للشرعية، وعدد من الشخصيات الاجتماعية والسياسية في المحافظة، بهدف الترتيب للبدء بعمليات عسكرية لتحرير المحافظة وإنهاء تواجد مليشيات الحوثي وصالح فيه، وفق بيان صادر عن المجلس الجديد.
وأوضح البيان، أن "تشكيله يأتي لتعزيز دور مجلس المقاومة الشعبية وتم إعلان المجلس بتنسيق وإشراف من الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، وتواصل مسبق مع قيادة التحالف العربي".
وبين أعضاء المجلس، العميد الركن، أحمد صالح البحش، قائد اللواء 55 مدفعية، والعميد عبد الوهاب سيف الوائلي، قائد شرطة إب، والعميد علي عبده عبد المغني مستشار المجلس العسكري وهو قائد اللواء 139 مشاة، والشيخ عبدالواحد حيدر ناطق رسمي، والعميد الركن، عبدالعزيز منصور علي، مسؤولاً مالياً للمجلس العسكري.
وفي محافظة إب، أيضاً، نفذت مقاتلات التحالف ثلاث غارات في منطقة قاع الجامع، ولم ترد تفاصيل حول آثار الضربات.
غارات على صنعاء والبيضاء
في موازاة ذلك، شهدت منطقة نهم شرق صنعاء معارك عنيفة، تزامناً مع تنفيذ التحالف العربي غارات على قاعدة الديلمي ومعسكرات الأمن المركزي والصباحة والنهدين ومخازن في عصر وهمدان ومذبخ.
وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد"، إن "القصف، كان الأعنف منذ بداية الشهر، وتم تدمير منصة لإصلاح الصواريخ، فيما تكثف طائرات التحالف من تحليقها في سماء صنعاء".
وفي نِهم أيضاً، أعلنت المقاومة أنها تصدت لهجوم من الحوثيين وحلفائهم على جبل قرود.
يأتي هذا فيما شن طيران التحالف غارات على مركز مديرية الشرية في محافظة البيضاء، وسط اليمن، عندما كانت تتواجد فيه مجموعات من المليشيات ومعدات عسكرية تم تدميرها، كما قتل وأصيب أكثر من عشرين من عناصر المليشيات وفق مصادر المقاومة.
إلى ذلك، واصلت مقاومة مريس، شمال الضالع، تشديد الخناق على المليشيات في مديرية دمت، وبدأت تنقل المعركة إلى أماكن تواجد المليشيات في دمت وصولاً إلى الرضمة ويريم التابعتين لمحافظة إب، بعد عمليات تنسيق عالية المستوى وفق مصدر في قيادة المقاومة، فيما صدت جبهة حمك شمال غرب الضالع بحدودها مع إب محاولة هجوم للمليشيات.
اقرأ أيضاً:اليمن: غارات مكثفة للتحالف العربي ومعارك في حجة وتعز