وأطلق بيان للحزب تسمية "مجموعة الشهيد سمير القنطار" على الفرقة التي نفذت العمليّة، في إشارة إلى أنها رد على اغتيال القنطار في سورية في العشرين من شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي.
واعترف الجيش الإسرائيلي بحصول العمليّة عند حدود لبنان الجنوبية مع فلسطين المحتلة، نافياً وقوع إصابات في صفوف المستهدفين، أو تنفيذ عمليّة أسر لأحد من جنوده. ورد جيش الاحتلال الإسرائيلي على العمليّة بإطلاق عشرات القذائف الصاروخية والعنقودية على عدد من البلدات اللبنانيّة الحدودية، وهو ما أدى إلى نزوح عدد من اللاجئين السوريين الذين يقطنون في المناطق الزراعية القريبة من القصف.
وتأتي هذه العمليّة بعد سلسلة من التوترات الحدودية، إذ سبق أن نفذ الجيش الإسرائيلي مناورات بالذخيرة الحية في منطقة شبعا استمرت طوال الأسبوع الماضي، وترددت أصداء الذخائر المستخدمة فيها في مُختلف مناطق الجنوب اللبناني، وذلك تحسباً لرد حزب الله على اغتيال القنطار.
وتزامنت العمليّة، مع ارتفاع منسوب التوتر بين السعوديّة وإيران، في إطار حرب باردة بين البلدين، تُوجت بقطع السعوديّة وعدد من البلدان العربيّة العلاقات الدبلوماسيّة مع إيران. وربط بعض المراقبين توقيت عمليّة حزب الله بهذا التوتر، إذ غالباً ما يتولى الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الدفاع عن إيران والرد على الاتهامات العربية، وشنّ هجمات كلامية عنيفة طاولت حكام السعوديّة بشكلٍ غير مسبوق في الأشهر الأخيرة.
اقرأ أيضا: تهديد غير مسبوق من "حزب الله" للسعودية "انتقاماً" للنمر
ونظراً إلى أن إيران اعتبرت الإجراءات السعودية، والبحرينية والسودانية الأخيرة هادفة بالأساس إلى قطع علاقات إيرانية ــ عربية بالدرجة الأولى، فإنّ عدداً لا بأس به من التعليقات في بيروت خلصت إلى أن تزامن عملية يوم الإثنين مع التوتر غير المسبوق السعودي ــ الإيراني لم يكن صدفة؛ فصحيح أن الحزب قرر الردّ فعلاً على الجريمة الإسرائيلية المتمثلة باغتيال سمير القنطار في غارة جرمانا السورية الشهر الماضي، إلا أنّه لم يكن متوقعاً أن يأتي الرد بهذه السرعة بعد يوم واحد من خطاب نصرالله، مساء الأحد، الذي ختمه بتهديد مباشر لكل من إسرائيل والسعودية.
من هنا، يرى البعض أنّ إحدى الرسائل غير المباشرة لعملية حزب الله يوم الإثنين، هدفها مخاطبة الوجدان العربي من بوابة المقاومة ضد العدو الإسرائيلي. لهذا يرى البعض أن من أهداف هذه العمليّة إعادة ربط حزب الله وإيران بقتال إسرائيل في لحظة "محاولة حصار إيران" عربياً.
كما أن حزب الله، يسعى في هذه العمليّة، إلى التأكيد أنه يرد بالفعل على جرائم الاغتيال التي تطاول كوادره العسكرية العاملة في سورية، وإن كان لا يُريد أن يستجلب رداً إسرائيلياً عنيفاً، وخصوصاً أنه ليس جاهزاً لخوض معركة طويلة مع إسرائيل حالياً لأسباب كثيرة، أهمها انشغاله في الحرب السورية، وعدم رغبة إيران في استعداء الغرب مجدداً حالياً.
وقد كرّس حزب الله هذا المنطق، منذ اغتيال جهاد مغنية، نجل قائده العسكري السابق عماد مغنية، والذي اغتيل مع ضابط إيراني رفيع وعدد من مقاتلي الحزب في غارة إسرائيلية في القنيطرة استهدفت موكبهم مطلع عام 2015، فكان رده موضعياً في عملية تسببت بما عُرف بحرب الساعتين في حينها في منطقة مزارع شبعا.
اقرأ أيضا: قصف بلدات لبنانية بعد استهداف "حزب الله" دورية إسرائيلية