أعدمت مليشيات "الحشد الشعبي" عددا من الرجال النازحين من سكان قرية انعينية الواقعة جنوبي الموصل، وذلك بعدما تمكنت قوات الجيش العراقي والشرطة الاتحادية والمليشيات من السيطرة على عدد من القرى الواقعة جنوبي المدينة، بحسب ما كشفت مصادر في قيادة عمليات نينوى، وأخرى من قوات العشائر.
وقال ضابط في قيادة عمليات نينوى، لـ"العربي الجديد"، إن مسلحين في مليشيات "بدر"، التي تتمركز بكثافة إلى جانب قوات الشرطة الاتحادية في محور جنوبي الموصل أعدموا خمسة رجال من العائلات النازحة من قرية انعينية، الواقعة قرب مدينة القيارة.
وأضاف أن مجموعة من المليشيا اقتادت خمسة رجال من سكان القرية أمام أنظار قوات الجيش والشرطة الاتحادية، وأعدمتهم رميا بالرصاص بعد فترة وجيزة، بناء على وشاية أحد المخبرين السريين الذي كان يرافق قوات "الحشد" والشرطة خلال التحقيق مع سكان القرى التي سيطرت عليها قوات الجيش العراقي، أخيراً.
وأوضح أن "عملية إعدام الرجال النازحين تسببت بحدوث مشادات كلامية بين قوات العشائر، التي تضم مجموعة من المقاتلين من أهالي القيارة، وبين عناصر بدر المنضوية في الحشد الشعبي".
وتعتمد قوات الأمن العراقية والمليشيات في حصولها على المعلومات الاستخبارية، وفي التحقيق مع سكان القرى التي كانت تحت سيطرة عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، على مجموعة كبيرة من المخبرين السريين المتعاونين مع الأجهزة الأمنية. وساعد هؤلاء المخبرون في اعتقال المئات من المشتبه بانتمائهم للتنظيم، بحسب مصادر أمنية عراقية.
وحصل "العربي الجديد" على شهادة إحدى العائلات النازحة من قرى جنوبي الموصل، إذ أكد النازح عبد القادر الحديدي أن "قوات الجيش العراقي، ومعها عناصر الشرطة الاتحادية ومليشيات الحشد قامت باعتقال الرجال والشباب ممن لا تقل أعمارهم عن الخمسة عشر عاما، ووضعتهم في إحدى المدارس للتحقيق معهم". وأوضح أن "المعتقلين تعرضوا للضرب والإهانات بتهمة الانتماء والتعاون مع داعش".
وحول الموقف الحكومي من الانتهاكات الكبيرة التي يتعرض لها سكان القرى جنوبي الموصل، أعلن رئيس لجنة حقوق الإنسان النيابية، النائب عبد الرحيم الشمري، في تصريح صحافي، أن "البرلمان العراقي قرر افتتاح مكتب للجنة حقوق الإنسان البرلمانية في مدينة القيارة، لغرض الاطلاع على الأوضاع الإنسانية ومراقبة عمل الأجهزة الأمنية وتعاملها مع سكان القرى المحررة".
وفي السياق، قالت مصادر أمنية عراقية إن "نحو خمسمائة عائلة نزحت أمس من المناطق الواقعة شرقي الموصل، بعدما تمكنت قوات جهاز مكافحة الإرهاب من السيطرة على قرى خزنة وطوبزاوة وبازوايا، الواقعة بجوار مدينة برطلة".
وأضافت أن "حالات النزوح تعد أكبر عملية تحدث منذ بدء الحملات العسكرية لتحرير مدينة الموصل. وقامت القوات العراقية بنقل هذه العائلات إلى معسكر للنازحين أقيم في منطقة الخازر".
وحذرت منظمة الأمم المتحدة وأخرى دولية، السلطات العراقية، من حدوث ما وصفتها بـ"كارثة إنسانية كبيرة" خلال العمليات العسكرية الرامية إلى طرد عناصر "داعش" من مدينة الموصل وضواحيها. كما نبّهت الحكومة العراقية إلى عدم التراخي أمام الانتهاكات المتوقع حدوثها على يد المجموعات المسلحة التي تقاتل إلى جانب القوات العراقية.