بريطانيا "تجاور" روسيا بأكبر قوة عسكرية منذ الحرب الباردة

27 أكتوبر 2016
ستتوجه القوات البريطانية إلى أستونيا (مات كاردي/ فرانس برس)
+ الخط -

كشفت صحيفة "ذا تلغراف" عن أنّ بريطانيا سترسل مئات إضافية من قواتها العسكرية إلى حدود روسيا، في وقت تدعو فيه رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، إلى "الضغط" على موسكو، على خلفية الأزمة في سورية.

وأفادت الصحيفة، في تقرير، اليوم الخميس، بأنّ حوالى 800 جندي، مع دبابات وعربات مدرعة وطائرات بدون طيار، سيتوجهون إلى أستونيا، في الربيع المقبل، في إطار جهود حلف شمال الأطلسي "ناتو"، لطمأنة دول البلطيق من أي عدوان روسي.

وبحسب الصحيفة، فإنّ بعثة التعزيز هذه، من ضمن 500 مهمة أعلن عنها في وقت سابق هذا العام، ستكون أكبر انتشار لقوات بريطانية، على المدى الطويل، في إحدى الدول المجاورة لروسيا، منذ نهاية الحرب الباردة.

كما أنّ بعثة القوات البريطانية، والتي ستنتشر على مدة ستة أشهر في قاعدة "تابا" العسكرية في أستونيا، على بعد 100 ميل من الحدود مع روسيا، تمثل، وفق مصادر عسكرية، "بداية الوجود البريطاني المستمر في البلاد".

وستشكل القوات البريطانية، بحسب الصحيفة، واحدة من أربع كتائب عسكرية لـ"ناتو" يتم نشرها، كرد على التهديد الروسي الملموس، على حلفاء الحلف الشرقي.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ إعلان نشر القوات البريطانية، يأتي في وقت تخلت فيه روسيا عن خططها لتزويد سفنها الحربية المتوجهة إلى الحرب في سورية، بالوقود والتموين في ميناء إسباني، بعد ضغوط دولية على مدريد.

وقالت السفارة الروسية في مدريد، أمس الأربعاء، إنّ سفناً من أسطول "الأميرال كوزنيتسوف"، الحاملة الوحيدة للطائرات الروسية، لن تتوقف- كما هو مخطط لها- للتزوّد بالوقود في سبتة، الميناء الإسباني على ساحل شمال أفريقيا.

من جهتها، قالت الخارجية الإسبانية إنّ "السفارة الروسية في مدريد أعلمتنا للتو، بسحب طلبها الحصول على إذن توقف السفن، ولذلك تم إلغاء النظر في هذا الطلب".

في المقابل، نفت وزارة الدفاع الروسية، أي تخطيط من قبلها للتوقف في ميناء سبتة، وقالت إنّ حاملة الطائرات مزودة بوقود وإمدادات كافية، للعمل "بشكل مستقل" خلال مهمتها.

وأفادت الصحيفة بأنّ ثماني سفن من الأسطول الشمالي الروسي، بما فيها "الأميرال كوزنيتسوف"، و"بطرس الأكبر" الحاملة للصواريخ، مرت عبر القناة الإنكليزية في طريقها إلى سورية، الأسبوع الماضي.

ويتوقع أن تنضم هذه المجموعة إلى الأسطول الذي يقوم بمهام قبالة سواحل سورية، إذ قد تستخدم صواريخ "كوزنيتسوف" من طراز "ميغ 29 ك" و"-33 أس يو" في الغارات الجوية على حلب.



على صعيد متصل، نقلت الصحيفة عن رئيسة الحكومة البريطانية، قولها "ما قد رأيناه، للأسف، أنّ الروس متمكنون فعلاً من إطلاق هجمات على المدنيين الأبرياء في سورية".

وأضافت ماي "ما يهم أنّ الضغط على روسيا، كما هو متفق بين الجميع، هو السبيل الوحيد لحل الأزمة، مع التأكد أنّ عملية انتقال سياسي ستحصل في سورية. هذا ما يجب أن نصب عليه اهتمامنا الآن".
 

ولفتت الصحيفة ذاتها إلى أنّ المخاوف تتزايد في هذا الوقت من نشر اثنين من أقوى حاملات الصواريخ الروسية في بحر البلطيق.

وأشارت إلى أنّ حاملتي الصواريخ الروسية "زيلني دول" و"سيربوخوف"، اللتين تحملان صواريخ كروز من طراز "كاليبر" ذات القدرة النووية بعيدة المدى، ستنضمان إلى الأسطول الروسي في البلطيق في كالينينغراد، وفق ما ذكرت صحيفة "إزفستيا"، الموالية للحكومة الروسية.

ونقلت "ذا تلغراف" عن المحرر في الصحيفة العسكرية الروسية (الدفاع الوطني)، ألكسندر موزغوفوي، قوله، إنّ حاملة الصواريخ "بويان إم" تشكّل "تهديداً أكثر خطورة بكثير لحلف الأطلسي من أي حاملة طائرات".

وأوضح موزغوفوي أنّ هذه الحاملة "ليست كبيرة ومكلفة، لكنها تشكل في ثناياها قبضة خطيرة. فباستطاعتها أن توجه ضربة إلى لندن من جنوب البلطيق. في الواقع أنّ صواريخها من طراز كاليبر يمكنها أن تغطي معظم أوروبا من هناك"، بحسب قوله.