وأوضح عبدالسلام، في تغريدة على صفحته الشخصية في "فيسبوك": "نؤكد على موقفنا الثابت بأن مقترح الحل يجب أن يكون شاملاً، بما فيه مؤسسة الرئاسة، وهي من تكلف بتشكيل حكومة وإجراء الترتيبات الأمنية"، وذلك بعد وقف شامل لما وصفه بـ"العدوان".
وتمثل مطالبة الحوثيين بالتوافق على "مؤسسة الرئاسة" رفضاً ضمنياً لبقاء الرئيس عبدربه منصور هادي، بكامل صلاحياته على الأقل، أو مطالبة بأن تتخذ قراراته لمرحلة انتقالية قادمة بالتوافق، فيما تتضمن المقترحات الدولية، التي أعلن عنها وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في أغسطس/آب الماضي، تشكيل حكومة "وحدة وطنية" من دون الإشارة إلى منصب الرئيس.
وقال بيان صادر عن الوفد المفاوض عن الحوثيين، اليوم أيضاً، إن "أي لقاءات أو مباحثات قادمة يجب أن تعتمد على مقترح لحل شامل وكامل من قبل الأمم المتحدة تقدمه مكتوباً بصورة رسمية كأرضية للنقاش".
وأضاف البيان، أن الحل المكتوب يجب أن "يتضمن كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية والإنسانية، وفي مقدمتها وقف العدوان (في إشارة لغارات التحالف العربي) ورفع الحصار، والتوافق على مؤسسة رئاسية جديدة".
في المقابل، يتمسك وفد الحكومة برؤية مبنية على قرار مجلس الأمن 2216 القاضي بحل تسلسلي يبدأ بانسحاب مسلحي "الحوثي" من المدن التي يسيطرون عليها، وتسليم السلاح، ومن ثم الولوج إلى ترتيبات سياسية يتوافق عليها الجميع.
وترفض الحكومة الحديث عن حكومة توافقية أو المس بمؤسسة الرئاسة، ما يعني أن الاشتراطات الأخيرة هذه تعتبر نسفاً لكل الاتفاقات المبدئية التي تم التوصل إليها في جولات المشاورات السابقة.
وجاءت هذه التطورات بالتزامن مع الجهود التي يقودها المبعوث الدولي، والذي كان الأيام الماضية في العاصمة السعودية الرياض، والتقى فيها الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، ومن المقرر أن ينتقل إلى العاصمة العُمانية مسقط، للقاء وفد الحوثيين وحزب المؤتمر، الذي يترأسه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
وفي سياق متصل، ندد سفير بريطانيا في اليمن، أدموند فيتون براون، بإعلان الحوثيين وحزب صالح ما يسمى "حكومة إنقاذ وطني"، بعد يومين من إعلان "المجلس السياسي" للانقلابيين تكليف عبدالعزيز بن حبتور بتشكيل "حكومة الإنقاذ".
ونقل موقع وكالة الأنباء اليمنية بنسختها التابعة للحكومة، عن براون، خلال لقاء عقده اليوم مع الرئيس هادي في الرياض، أن تشكيل الحوثيين وصالح الحكومة يعتبر "تحدياً مباشراً لعملية السلام الجارية برعاية من الأمم المتحدة"، وإن "هذا التصرف الأحادي الجانب أمر مرفوض".
وكانت الحكومة اليمنية والتحالف العربي، الذي يساندها منذ 26 مارس/ آذار 2015، وجهوا اتهامات إلى جماعة "الحوثي" وحزب المؤتمر الشعبي العام (جناح صالح) بالتصعيد العسكري والسياسي، وآخره استهداف سفينة إماراتية والإعلان عن "تشكيل حكومة إنقاذ" في العاصمة صنعاء، التي يسيطرون عليها منذ أكثر من عامين.