يتفق المقدسيون بتنظيماتهم السياسية ومؤسسات مجتمعهم المدني، والمواطن العادي البسيط أيضاً، على أن عدم احتفالهم بذكرى إعلان استقلال دولة فلسطين مردّه التغييب المتعمّد من قبل صانع القرار والسلطة الفلسطينية لمدينتهم في المشهد الفلسطيني العام بكافة تجلّياته.
ويقول عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، ديمتري دلياني، لـ"العربي الجديد"، والذي كان قد صدر قرار بفصله لمشاركته في مؤتمر للحركة في مخيم الأمعري جنوبي رام الله، الشهر الماضي، إن "القدس غيّبت للأسف وعلى نحو متعمّد من كل المشهد الفلسطيني، سواء على مستوى اهتمام السلطة الفلسطينية باحتياجات مواطنيها، أو على صعيد ما خصص لها من موازنة سنوية بالكاد تفي باحتياجات حي من أحيائها، أو على مستوى الاهتمام الرسمي بمستقبلها ومصيرها السياسي".
ويتابع: "كذلك مواطنها البسيط الذي فقدَ مرجعيته الوطنية؛ فكيف يطالب إذن بأن يحتفل بذكرى هي لا تزال قراراً لم يجد تعبيراً حقيقياً له على الأرض يخفّف من معاناته في مواجهة المحتل". ويرى دلياني أن الجميع متهم بالتقصير، سواء التنظيمات أو حتى المؤسسات التي لم تعد تحتفي بهذه الذكرى.
في المقابل، يرى الناشط في مجال حقوق الإنسان والأسير السابق، سليمان قوس، من البلدة القديمة في القدس، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنه "لا معنى لهذا الاحتفال حتى وإن كان رمزياً، بينما الوقائع على الأرض تتحدّث عكس ذلك، فالتغوّل الإسرائيلي على كل مظاهر السيادة والاستقلال الفلسطيني ألغى أي سلطة حقيقية للفلسطينيين على مناطقهم التي حاصرها الاحتلال بكل أنواع الحصار من جدار عزل وحواجز عسكرية وعزلٍ للقدس، وانتزعها من قلب الوطن الفلسطيني، وتغوّل على سكانها قتلاً واعتقالاً وتدميراً لمنازلهم".
وعلى خلاف ما كان عليه الحال في السنوات السابقة، حين كان نشطاء مقدسيون يحيون ذكرى الاستقلال لرفع الأعلام على أسوار القدس، وإلى جانبها صورة الرئيس الراحل ياسر عرفات؛ اختفت هذه المظاهر الاحتفالية التي لم تلامس قلوب ومشاعر المواطن المقدسي.
اقــرأ أيضاً
ورأى كثيرون أنها "احتفالات شكلية لا معنى لها، ولا تعبّر عن شعور حقيقي بالابتهاج في ظل احتلال يلغي رموز الاستقلال ومعانيه"، كما يقول الناشط المقدسي خالد الزرو، في حديث لـ"العربي الجديد"، ويتّفق معه كذلك الناشط ناصر عبد اللطيف.
أما مهند صبيح، وهو أحد النشطاء المقدسيين كذلك، فيقول لـ"العربي الجديد"، إن "مشاركة المقدسيين في إحياء هذه الذكرى تبدو فقط في احتفالات ومهرجانات صغيرة تقام إما في رام الله أو في أبو ديس شرقي القدس، حيث يمنع الاحتلال تنظيمها في القدس ويحاربها بضراوة".
بدوره، يقول قيادي مقدسي في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، متحفّظاً على ذكر اسمه، إن "الاحتفال بالاستقلال فقد رمزيته وقيمته؛ ولم يعد الفلسطينيون عامة يشعرون بدلالاته السابقة، وقد باتوا بصورة مطلقة تحت مطرقة الاحتلال؛ في حين فقدوا الأمل بأي تقدّم في المفاوضات العبثية التي قادتهم إلى الكارثة في أيامنا هذه".
في حين، لم تخل مواقع التواصل الاجتماعي من بعض التعليقات الساخرة من قبل بعض المقدسيين في هذه الذكرى، من ذلك ما كتبه أحدهم من أن مطار القدس - قلنديا ألغى سفر الطائرات اليوم، بمناسبة الاحتفال؛ فيرد عليه آخر بأنه ألغى سفره فعلاً ليوم غد، بينما يصف ثانٍ الذكرى بأنها استهبال للعقول.
وعلى ذلك، تعتقد غالبية المقدسيين بهذا الرأي، بينما تبدي دهشة واستغراباً من بعض الاحتفالات التي نظمت في رام الله، والتي يصفونها بأنها باتت "عاصمة السلطة الفلسطينية"؛ واحتفالات أخرى مماثلة في الخليل، على الرغم من أنّها كانت على نطاق محدود.
اقــرأ أيضاً
ويقول عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، ديمتري دلياني، لـ"العربي الجديد"، والذي كان قد صدر قرار بفصله لمشاركته في مؤتمر للحركة في مخيم الأمعري جنوبي رام الله، الشهر الماضي، إن "القدس غيّبت للأسف وعلى نحو متعمّد من كل المشهد الفلسطيني، سواء على مستوى اهتمام السلطة الفلسطينية باحتياجات مواطنيها، أو على صعيد ما خصص لها من موازنة سنوية بالكاد تفي باحتياجات حي من أحيائها، أو على مستوى الاهتمام الرسمي بمستقبلها ومصيرها السياسي".
ويتابع: "كذلك مواطنها البسيط الذي فقدَ مرجعيته الوطنية؛ فكيف يطالب إذن بأن يحتفل بذكرى هي لا تزال قراراً لم يجد تعبيراً حقيقياً له على الأرض يخفّف من معاناته في مواجهة المحتل". ويرى دلياني أن الجميع متهم بالتقصير، سواء التنظيمات أو حتى المؤسسات التي لم تعد تحتفي بهذه الذكرى.
في المقابل، يرى الناشط في مجال حقوق الإنسان والأسير السابق، سليمان قوس، من البلدة القديمة في القدس، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنه "لا معنى لهذا الاحتفال حتى وإن كان رمزياً، بينما الوقائع على الأرض تتحدّث عكس ذلك، فالتغوّل الإسرائيلي على كل مظاهر السيادة والاستقلال الفلسطيني ألغى أي سلطة حقيقية للفلسطينيين على مناطقهم التي حاصرها الاحتلال بكل أنواع الحصار من جدار عزل وحواجز عسكرية وعزلٍ للقدس، وانتزعها من قلب الوطن الفلسطيني، وتغوّل على سكانها قتلاً واعتقالاً وتدميراً لمنازلهم".
وعلى خلاف ما كان عليه الحال في السنوات السابقة، حين كان نشطاء مقدسيون يحيون ذكرى الاستقلال لرفع الأعلام على أسوار القدس، وإلى جانبها صورة الرئيس الراحل ياسر عرفات؛ اختفت هذه المظاهر الاحتفالية التي لم تلامس قلوب ومشاعر المواطن المقدسي.
ورأى كثيرون أنها "احتفالات شكلية لا معنى لها، ولا تعبّر عن شعور حقيقي بالابتهاج في ظل احتلال يلغي رموز الاستقلال ومعانيه"، كما يقول الناشط المقدسي خالد الزرو، في حديث لـ"العربي الجديد"، ويتّفق معه كذلك الناشط ناصر عبد اللطيف.
أما مهند صبيح، وهو أحد النشطاء المقدسيين كذلك، فيقول لـ"العربي الجديد"، إن "مشاركة المقدسيين في إحياء هذه الذكرى تبدو فقط في احتفالات ومهرجانات صغيرة تقام إما في رام الله أو في أبو ديس شرقي القدس، حيث يمنع الاحتلال تنظيمها في القدس ويحاربها بضراوة".
بدوره، يقول قيادي مقدسي في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، متحفّظاً على ذكر اسمه، إن "الاحتفال بالاستقلال فقد رمزيته وقيمته؛ ولم يعد الفلسطينيون عامة يشعرون بدلالاته السابقة، وقد باتوا بصورة مطلقة تحت مطرقة الاحتلال؛ في حين فقدوا الأمل بأي تقدّم في المفاوضات العبثية التي قادتهم إلى الكارثة في أيامنا هذه".
في حين، لم تخل مواقع التواصل الاجتماعي من بعض التعليقات الساخرة من قبل بعض المقدسيين في هذه الذكرى، من ذلك ما كتبه أحدهم من أن مطار القدس - قلنديا ألغى سفر الطائرات اليوم، بمناسبة الاحتفال؛ فيرد عليه آخر بأنه ألغى سفره فعلاً ليوم غد، بينما يصف ثانٍ الذكرى بأنها استهبال للعقول.
وعلى ذلك، تعتقد غالبية المقدسيين بهذا الرأي، بينما تبدي دهشة واستغراباً من بعض الاحتفالات التي نظمت في رام الله، والتي يصفونها بأنها باتت "عاصمة السلطة الفلسطينية"؛ واحتفالات أخرى مماثلة في الخليل، على الرغم من أنّها كانت على نطاق محدود.