وأكد ستولتنبرغ في بروكسل، بمناسبة اجتماع لوزراء الدفاع في الاتحاد الأوروبي، أنّه "واثق" من أنّ ترامب "سيحترم كل التزامات الولايات المتحدة"، حيال الحلف بعدما لمّح الرئيس الجمهوري المنتخب خلال حملته الانتخابية، إلى أنّه سيضع شروطاً على استمرار تمويله.
وقال ستولتنبرغ إنّ "ترامب قال خلال الحملة إنّه من كبار مؤيدي الحلف الأطلسي، وأنا واثق أنّه سيكون رئيساً يحترم كل التزامات الولايات المتحدة حيال الحلف".
وأكد ستولتنبرغ أنّ ترامب سيقوم بذلك "لأنّ وجود حلف أطلسي قوي مهم لأوروبا وكذلك للولايات المتحدة".
وكان ترامب أثار جدلاً خلال حملته الانتخابية، حين لمّح إلى أنّ واشنطن "يمكن أن تتأنى قبل المجيء لمساعدة حليف من دول الحلف الأطلسي يواجه خطراً إذا لم يكن قد سدّد مستحقاته للحلف".
وهذا الموقف ألقى شكوكاً على مبدأ الدفاع الجماعي الذي هو في صلب الاتفاقية المؤسسة لحلف شمال الأطلسي.
والمرة الوحيدة التي اضطر فيها حلف شمال الأطلسي للجوء إلى هذا المبدأ كانت بعد اعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 في الولايات المتحدة، كما ذكر ستولتنبرغ سابقاً، حيث نشر الحلفاء قوات آنذاك لمساعدة الجيش الأميركي في غزو أفغانستان.
وشدد الأمين العام للحلف، على "اتفاقه التام" مع ترامب حول "أهمية زيادة النفقات الدفاعية" من قبل الحلفاء الأوروبيين، مشيراً إلى أنّ "هذه هي رسالة القادة الأميركيين منذ سنوات".
وهناك خمس دول فقط في حلف شمال الأطلسي (من أصل 28) تحترم حتى الآن مستوى النفقات الدفاعية المطلوب، أي 2% من الحد الأدنى لإجمالي الناتج الداخلي، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا واليونان وبولندا وأستونيا.
من جهة أخرى، أكد ستولتنبرغ أنّ حلف شمال الأطلسي، يريد إجراء حوار مع روسيا بعدما اتفق ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الاثنين، على العمل نحو "تعاون بناء".
وقال ستولتنبرغ، إنّ "رسالة حلف شمال الأطلسي هي أنّنا نريد الحوار مع روسيا. روسيا أكبر جارة لنا، وروسيا موجودة لتبقى، ولاسيما عندما تتزايد التوترات ونواجه تحديات أمنية مختلفة".
وأضاف "نعتقد أنّ من المهم احترام وحدة أراضي وسيادة كل الدول بما في ذلك أوكرانيا، ومن ثم فإننا لن نحترم أو نقبل مطلقاً انتهاك وحدة أراضيها وسيادتها".
وتأتي تصريحات ستولتنبرغ، اليوم الثلاثاء، بعد تحذيره من أنّ "التحرّك بشكل منفرد ليس خياراً"، بعد انتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة.
وكتب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مقالاً الأحد الماضي، لصحيفة "ذي أوبزرفر" (نسخة الأحد من صحيفة "ذي غارديان") جاء فيه "نحن نواجه أكبر التحديات الأمنية منذ جيل"، وذلك في سياق مخاوف بشأن موقف الرئيس الأميركي الجديد من حلف شمال الأطلسي. كما شدّد على أن "هذا ليس هو الوقت للتشكيك في الشراكة بين أوروبا والولايات المتحدة".