مع حركة التعيينات الجديدة التي أجراها الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، يبدو أن مفاصل السياسة الأميركية، داخليّاً وخارجيّاً، ستُدار بقبضة صقور الجمهوريين خلال السنوات الأربع المقبلة.
الأسماء التي استقرّ عليها الفريق الانتقالي بعد مفاوضات معقّدة، لا تبدو مختلفةً كثيراً عن ترامب في مواقفها وتوجّهاتها. تلك العوامل، وسواها، تبدو منذرة بالسوء أكثر مما كان عليه الحال قبل ليلة الانتخابات، كما يرى معلّق صحيفة "واشنطن بوست"، روث ماركوس، في مقاله المنشور اليوم السبت.
ترامب كان قد وعد خلال حملته الانتخابية، وتحديداً في شهر أبريل/نيسان الماضي، أنّه "سيتصرّف كرئيس حالما يحين الوقت"، غير أنّ الطّباع والكفاءة والأيديولوجيا التي أظهرها منذ لحظة انتخابه، لا توحي أنّه يسير على هذا المنوال حقّاً، وفق ما يرى كاتب المقال.
وفي ما يتعلّق بـ"الطّباع"، يذكّر كاتب المقال أنّ 63% من المقترعين في الانتخابات الأخيرة لا يعتقدون أن ترامب يمتلك طباعاً تؤهّله لأن يكون رئيساً، بمن فيهم 26% من المصوّتين لترامب نفسه.
لكن لحظة إعلان النتائج، لربّما غيّر كثيرون لوهلة رأيهم حيال هذا الأمر، لا سيما حين أطلق ترامب خطاباً "تصالحيّاً"، معلناً أنّه سيكون "رئيساً لكلّ الأميركيين"، وبدا أنّه تجاوز تصريحاته السابقة حول "سجن كلينتون الفاسدة"، لصالح الإشادة بـ"الخدمات الي قدّمتها للبلاد".
غير أنّ هذا الصورة التصالحيّة، كما يقول ماركوس، بدأت تبهت تدريجيّاً مع عودة "ترامب المغرّد" إلى الظهور مجدّداً، بدءاً بالهجوم على المتظاهرين الرافضين له، والذين وصفهم بـ"المحترفين الذين يتمّ تحريضهم من وسائل الإعلام"؛ مروراً بهجومه المتواصل على صحيفة "نيويورك تايمز"، التي وصفها أنّها "تشعره بالإحباط لأنّ العاملين فيها يبدون مثل الحمقى وهم يغطّون الأخبار المتعلّقة به".
ثانياً، وفي ما يتعلّق بالأهلية، يرى معلّق الصحيفة أنّ الفوضى التي تشهدها عمليّة الانتقال السياسي، بعد أقلّ من أسبوعين على انتخاب ترامب، لا تبشّر بالخير بالنّسبة لما سيكون عليه سلوك الرئيس الجديد خلال إدارته.
اقــرأ أيضاً
ولا يختلف الكاتب مع الحجج القائلة إن لكلّ عمليّة انتقال سياسي تعقيداتها الخاصّة، لكنّه يرى الأمر مختلفاً في حالة ترامب تحديداً، لا سيّما بعد أن "طهّر" فريقه الانتقالي من حاكم ولاية نيوجيرسي، كريس كريستي، الذي كان من المفترض أن يرأس مفاوضات التوليفة الحكوميّة الجديدة.
ترامب، المعروف بقرارات الطرد المثيرة للجدل دائماً، لم يكتفِ بعزل كريستي فحسب، بل عزل معه كلّ الموالين له في الفريق، وهو ما جعل عمليّة الانتقال تبدأ بهذه الصورة الفوضوية. وبحسب معلومات خاصّة لكاتب المقال؛ فإن فريق كريستي كان يبدو في حالة جيّدة، غير أنّ المسألة برمّتها كانت مسألة "تسجيل نقاط" بين زوج ابنة ترامب، جاريد كوشنر، ورئيس فريقه الانتقالي، كريستي، وقد حسمها ترامب لصالح ابنه.
ثالثاً، مسألة الأيديولوجيا، وهي المسألة التي يعتبرها معلّق الصحيفة "الأكثر إثارة للقلق"، نظراً لأن قائمة التعيينات، حتّى الآن، تشي بأن ترامب يرشّح أشخاصاً "على هواه". ورغم أنّ اختيار أشخاص موثوقين يعتبر حقّاً لكلّ رئيس، إلّا أنّ اختيار شخصيّات تشارك ترامب بعض المواقف العنصرية، تجاه المسلمين والأقليات تحديداً، فتعيين ستيف بانون كبيراً لمستشاريه، وجيف سيشنز وزيراً للعدل، ومايك بومبايو مديراً لوكالة الاستخبارات المركزيّة؛ كلّ ذلك ينقل رسالة مفادها أنّ "الولاء ستتمّ مكافأته"، ويجعل حديثه ليلة فوزه في الانتخابات عن "تضميد جروح الانقسام" مجرّد خطاب فارغ.
اقــرأ أيضاً
الأسماء التي استقرّ عليها الفريق الانتقالي بعد مفاوضات معقّدة، لا تبدو مختلفةً كثيراً عن ترامب في مواقفها وتوجّهاتها. تلك العوامل، وسواها، تبدو منذرة بالسوء أكثر مما كان عليه الحال قبل ليلة الانتخابات، كما يرى معلّق صحيفة "واشنطن بوست"، روث ماركوس، في مقاله المنشور اليوم السبت.
ترامب كان قد وعد خلال حملته الانتخابية، وتحديداً في شهر أبريل/نيسان الماضي، أنّه "سيتصرّف كرئيس حالما يحين الوقت"، غير أنّ الطّباع والكفاءة والأيديولوجيا التي أظهرها منذ لحظة انتخابه، لا توحي أنّه يسير على هذا المنوال حقّاً، وفق ما يرى كاتب المقال.
وفي ما يتعلّق بـ"الطّباع"، يذكّر كاتب المقال أنّ 63% من المقترعين في الانتخابات الأخيرة لا يعتقدون أن ترامب يمتلك طباعاً تؤهّله لأن يكون رئيساً، بمن فيهم 26% من المصوّتين لترامب نفسه.
لكن لحظة إعلان النتائج، لربّما غيّر كثيرون لوهلة رأيهم حيال هذا الأمر، لا سيما حين أطلق ترامب خطاباً "تصالحيّاً"، معلناً أنّه سيكون "رئيساً لكلّ الأميركيين"، وبدا أنّه تجاوز تصريحاته السابقة حول "سجن كلينتون الفاسدة"، لصالح الإشادة بـ"الخدمات الي قدّمتها للبلاد".
ثانياً، وفي ما يتعلّق بالأهلية، يرى معلّق الصحيفة أنّ الفوضى التي تشهدها عمليّة الانتقال السياسي، بعد أقلّ من أسبوعين على انتخاب ترامب، لا تبشّر بالخير بالنّسبة لما سيكون عليه سلوك الرئيس الجديد خلال إدارته.
ولا يختلف الكاتب مع الحجج القائلة إن لكلّ عمليّة انتقال سياسي تعقيداتها الخاصّة، لكنّه يرى الأمر مختلفاً في حالة ترامب تحديداً، لا سيّما بعد أن "طهّر" فريقه الانتقالي من حاكم ولاية نيوجيرسي، كريس كريستي، الذي كان من المفترض أن يرأس مفاوضات التوليفة الحكوميّة الجديدة.
ترامب، المعروف بقرارات الطرد المثيرة للجدل دائماً، لم يكتفِ بعزل كريستي فحسب، بل عزل معه كلّ الموالين له في الفريق، وهو ما جعل عمليّة الانتقال تبدأ بهذه الصورة الفوضوية. وبحسب معلومات خاصّة لكاتب المقال؛ فإن فريق كريستي كان يبدو في حالة جيّدة، غير أنّ المسألة برمّتها كانت مسألة "تسجيل نقاط" بين زوج ابنة ترامب، جاريد كوشنر، ورئيس فريقه الانتقالي، كريستي، وقد حسمها ترامب لصالح ابنه.
ثالثاً، مسألة الأيديولوجيا، وهي المسألة التي يعتبرها معلّق الصحيفة "الأكثر إثارة للقلق"، نظراً لأن قائمة التعيينات، حتّى الآن، تشي بأن ترامب يرشّح أشخاصاً "على هواه". ورغم أنّ اختيار أشخاص موثوقين يعتبر حقّاً لكلّ رئيس، إلّا أنّ اختيار شخصيّات تشارك ترامب بعض المواقف العنصرية، تجاه المسلمين والأقليات تحديداً، فتعيين ستيف بانون كبيراً لمستشاريه، وجيف سيشنز وزيراً للعدل، ومايك بومبايو مديراً لوكالة الاستخبارات المركزيّة؛ كلّ ذلك ينقل رسالة مفادها أنّ "الولاء ستتمّ مكافأته"، ويجعل حديثه ليلة فوزه في الانتخابات عن "تضميد جروح الانقسام" مجرّد خطاب فارغ.