هادي يستبق وصول ولد الشيخ للرياض ويغادرها إلى عدن

صنعاء

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
26 نوفمبر 2016
448E7AC8-B336-4BA7-B094-7B6E38A0F005
+ الخط -
وسط سباق بين الحل السياسي والحسم العسكري؛ غادر الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، مقر إقامته في الرياض، متوجهاً إلى العاصمة المؤقتة عدن، على رأس وفد رفيع، يضم وزير الخارجية، رئيس الوفد التفاوضي في الحكومة اليمنية، عبد الملك المخلافي، وعدداً من الوزراء والمستشارين، بالتزامن مع وصول المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، إلى الرياض، من أجل استئناف المباحثات السياسية حول مبادرته لإنهاء الحرب في اليمن.

وكانت مصادر يمنية رسمية قد أفادت أن زيارة الرئيس اليمني إلى عدن، التي تصفها الحكومة الشرعية بـ"العاصمة المؤقتة"، تأتي للوقوف على أوضاع المدينة واحتياجاتها، "على مختلف المستويات الخدمية والمعيشية والأمنية". كما سيلتقى هادي "عدداً من الشخصيات السياسية والعسكرية والأمنية والاجتماعية والوطنية والسلطات المحلية والعسكرية والأمنية في عدن والمحافظات المجاورة لها".
غير أنّ مصادر متعددة تحدّثت عن زيارة سيقوم بها ولد الشيخ، خلال اليومين القادمين، إلى عدن، بعد إبلاغه من الرئاسة اليمنية أن بإمكانه مقابلة الرئيس اليمني في العاصمة المؤقّتة، وذلك لمناقشة حزمة ملاحظات ستقدمها الحكومة اليمنية على خريطة الطريق، بعد فشل اللقاء الذي كان مزمعاً أن يتم بين الجانبين، قبل أسبوعين، في العاصمة السعودية الرياض.

تعقيباً على ذلك، قال المحلل السياسي، فؤاد الصلاحي، لـ"العربي الجديد"، إنه "بعد جولات مكوكية متعددة للمندوب الأممي، إسماعيل ولد الشيخ، والذي تحددت مهمته في مساعدة أطراف الصراع لاعتماد منهج الحوار، وبعد فشل المحادثات المطولة في الكويت؛ يحاول ولد الشيخ أن يلملم كل أوراقه، بدعم بعض الأطراف الغربية، ناهيك عن رغبة أطراف عربية في إنهاء الأزمة اليمنية".

وأضاف الصلاحي أنّه "على الرغم من أهمية الحل السياسي؛ إلا أن خطة ولد الشيخ لا تتضمن جديداً في أجندتها، ولا في آفاق المعالجات لجذر الأزمة، وإذا كان الحل مطلباً يمنياً؛ فهو أيضاً مطلب خليجي وسعودي على وجه الخصوص، وإذا كان الحل السياسي المطلوب هو الذي يعزز من إعادة بناء الدولة والمواطنة، ونسج علاقات قوية مع دول الخليج، في إطار تكامل سياسي واقتصادي، فإن أطراف الصراع، خاصة طرف صنعاء، له منهج آخر يتمحور حول المحاصصة في اقتسام السلطة، وهو أمر أصبح له من يؤيده من المجتمع الدولي".

ورأى أن "هذا الحراك الدبلوماسي للمندوب الأممي يعتبر آخر محاولة له لتحقيق أي نجاح ممكن، وبدونه أشك أن يستمر في مهامه، لأنه دون تحقيق أي نجاح سياسي ودبلوماسي؛ يجب أن يعلن فشله تماماً".



وما بين زيارات ولد الشيخ المتعددة إلى عدة عواصم، ومنها صنعاء والرياض ومسقط؛ كان الرئيس هادي قد أكد، في مناسبات عدة، رفضه المطلق لمبادرة ولد الشيخ، واتخذ، بالتوازي مع قرار الرفض هذا، عدداً من القرارات في الجانب العسكري، بحيث شملت هذه القرارات عدة تغييرات في القيادات العسكرية العليا، وأهمها تعيين اللواء فضل حسن محمد قائداً جديداً للمنطقة العسكرية الرابعة، والتي تضم محافظات عدن وأبين والضالع ولحج وتعز، حيث تدور معارك ضارية بين قوات الشرعية والانقلابيين في عدة جبهات.

وتزامنت زيارة هادي إلى عدن مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة، تضم عشرات المدرعات والدبابات والمدافع وناقلات الجند، وتم تمركز هذه التعزيزات في المعسكر التابع لقوات التحالف العربي في عدن، وكذلك الإعلان عن تشكيل لجنة وزارية برئاسة نائب رئيس الوزراء، وزير الخدمة المدنية، عبدالعزيز جباري، للإشراف على صرف مرتبات الجيش اليمني في سبع مناطق عسكرية.

في السياق، قال المحلل السياسي، مجيب المقطري، لـ"العربي الجديد"، إن "الرئيس هادي أدرك أخيراً أن مبادرة ولد الشيخ تحظى بدعم أممي كبير، وخاصة من اللجنة الرباعية، التي تضم أميركا وبريطانيا والسعودية والإمارات، وهذا سيعقّد من رفض الحكومة الشرعية المبادرة، وبالتالي؛ لا بد من التحرك السريع والجاد باتجاه الحسم العسكري، الذي لو تم بالفعل؛ فستكون له كلمة الفصل التي ستعزز من موقف هادي وحكومته الرافض للمبادرة".

ورأى المقطري أن "التحركات العسكرية الأخيرة، خصوصاً في محافظة تعز، تشير إلى توجه هادي وحكومته لحسم معركة تعز، وتحرير الساحل الغربي، باعتبار أن تحريرهما سيسهّل من عملية دخول العاصمة صنعاء من عدة اتجاهات، وهذا سيختصر كثيراً من تكاليف التحرير".

وجاء وصول هادي إلى عدن بعد أشهر قضاها في مقر إقامته بالسعودية، ولا يعرف ما إذا كان سيستقر هذه المرة في المدينة، غير أن وسائل إعلامية تحدثت عن أن الزيارة ستستمر نحو أسبوع. فيما قالت مصادر قريبة من الحكومة لـ"العربي الجديد" إن الجانب الحكومي أعد رؤية أو ملاحظات على الرؤية المقدمة من المبعوث الأممي، وسيسلمها إليه الأسبوع الجاري. 

ميدانيّاً، قُتل اثنان وجرح 3 آخرون من عائلة واحدة، جراء قصف شنّته مليشيات جماعة "أنصار الله" (الحوثيون)، والقوات المتحالفة معها، غرب مدينة تعز اليمنية.


وقال نبيل الجوباني، أحد المسعفين، لـ"العربي الجديد"، إن قذيفة مدفعية استهدفت منزل المنشد اليمني محمد السامي زربه، في منطقة بئر باشا غربي المدينة، ما أدى إلى مقتل والدته (65 عاماً)، وطفله (9 أعوام) على الفور، وإصابة والده المقعد إصابة خطيرة، الى جانب إصابة اثنين آخرين من العائلة نفسها.

وأكّد الجوباني أن "القصف كان من مواقع الحوثيين في منطقة الربيعي غرب تعز".

ذات صلة

الصورة
الصاروخ اليمني أحدث حفرة في موقع سقوطه شرق تل أبيب (إكس)

سياسة

أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأحد بأن صاروخاً أُطلق من اليمن سقط في منطقة مفتوحة وسط إسرائيل، دون إصابات، وسط دوي صفارات الإنذار في مناطق واسعة.
الصورة
موانئ ماليزيا/Getty

اقتصاد

تتسع رقعة حرب الملاحة البحرية ضد السفن الإسرائيلية وغيرها التي تبحر نحو دولة الاحتلال، ولكن هذه المرة ليس في البحر الأحمر الذي يشهد هجمات مكثفة من قبل الحوثيين.
الصورة
ميناء أشدود/Getty

اقتصاد

انعطفت الأسواق الإسرائيلية سريعاً نحو أوروبا، وسط نقص وتأخير في السلع القادمة من آسيا تحديداً، بسبب استهداف الحوثيين المكثف للسفن المتجهة إلى إسرائيل.
الصورة
معين عبد الملك رئيس الحكومة اليمنية/حسين بيضون

سياسة

قال رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك في حوار مع "العربي الجديد"، إن خريطة طريق يتم بحثها للحل في اليمن قد تستمر عامين، لافتاً إلى أن الزخم الدبلوماسي المتصاعد حالياً يضع الحوثيين مجدداً أمام استحقاقات السلام.