وقال عريقات: "من الواضح جداً أنّ إسرائيل أوقفت المفاوضات الثنائية، وترفض تنفيذ الاتفاقيات الموقعة، وترفض عقد المؤتمر الدولي، لأن خيار هذه الحكومة هو الإملاءات والمستوطنات وليس السلام والمفاوضات".
وتابع عريقات في تصريحات صحافية عقب لقائه والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، المبعوث الفرنسي الخاص، بيير فيموند، "الجانب الفرنسي أكّد أن فرنسا ستقوم بتوزيع الدعوات للمؤتمر الدولي في شهر ديسبمر/كانون الأول القادم، وأكّد التزام فرنسا بحل الدولتين بحدود 1967، وأكد وجوب تحقيق تنفيذ خيار الدولتين عبر مفاوضات ذات مصداقية وبالإشراف الدولي المناسب".
وأضاف "آن الأوان للمجتمع الدولي أن يعقد العزم والتصميم فالذين يريدون الانتصار على الإرهاب وهزيمة داعش في هذه المنطقة، عليهم أن يدركوا أن ذلك لن يتم بمعزل عن تجفيف مستنقع الاحتلال الإسرائيلي".
وحول لقاء عباس المبعوث الفرنسي، أوضح عريقات "لقد أكد الرئيس على الدعم الفلسطيني التام للمبادرة الفرنسية الهادفة للحفاظ على خيار الدولتين على حدود 1967 وعلى خيار السلام، وخاصةً أمام تصميم الحكومة الإسرائيلية على تدمير خيار الدولتين، واختيار للمستوطنات والإملاءات بدلاً من السلام والمفاوضات".
وأشار عريقات إلى أنّ هناك ضرورة "لمرجعيات محددة لعملية السلام وهي موجودة في مجلس الأمن والجمعية العامة ذات العلاقة، والاتفاقيات الموقعة، خريطة الطريق، ومبادرة السلام العربية، نريد جداول زمنية محددة للمفاوضات والتنفيذ، ونريد آليات متابعة دولية لضمان التنفيذ الدقيق للاتفاقيات".
وأكّد أنّ "الجانب الفلسطيني سيقوم بالتنسيق والتعاون مع جميع الجهات الإقليمية والدولية والأشقاء العرب، والاتحاد الأفريقي، والتعاون الإسلامي، ودول عدم الانحياز، ودول أميركا اللاتينية، وأعضاء اللجنة الرباعية، حتى يقف الجميع خلف المبادرة الفرنسية".
بدوره، أكّد عباس دعم الجانب الفلسطيني الكامل للمبادرة الفرنسية، ورحب بجهود فرنسا لعقد مؤتمر دولي، قبل نهاية العام الجاري، لتحريك العملية السياسية"، بحسب تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الرسمية "وفا".
وشدد المبعوث الفرنسي خلال لقائه الرئيس الفلسطيني على "عزم فرنسا على عقد المؤتمر الدولي في باريس، قبل نهاية العام الجاري، والتزام فرنسا بحل الدولتين على حدود عام 1967".
إلى ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، في تصريحات صحافية نشرتها وكالة الأنباء الرسمية"وفا"، إنّ "الرفض الإسرائيلي الدائم لأي جهد دولي يؤدي إلى حل الدولتين وإقامة سلام دائم وقائم على الشرعية الدولية، هو رسالة تحدٍ واستخفاف بالمجتمع الدولي".
ولفت إلى أنّ "الموقف الفلسطيني الواضح هو مع مبادرة السلام الفرنسية سواء وافقت إسرائيل أم رفضت"، معتبراً أنّه "على المجتمع الدولي أنّ يتخذ الموقف الحازم لوقف هذه السياسة الاحتلالية التي هي السبب الرئيس لعدم الاستقرار في المنطقة، والذي أدى إلى تورط دول العالم جميعها في ما يجري في الشرق الأوسط".
في المقابل، أكدت إسرائيل مجدداً رفضها المبادرة الفرنسية، بادعاء أن "أية مبادرة دولية أو مفاوضات غير مباشرة، تبعد فرص تحقيق سلام بينها وبين الفلسطينيين".
وأشار بيان صادر عن ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى أن القائم بأعمال هيئة الأمن القومي، العميد (احتياط) يعقوف نايجل، والموفد الخاص لرئيس الحكومة الإسرائيلية، المحامي يتحاق ملوخو، التقيا اليوم بالمبعوث الفرنسي، بيير فيمون، الذي يعمل على دفع المبادرة الفرنسية.
وبحسب البيان، فإن ملوخو ونايجل، أكدا للموفد الفرنسي "الموقف الإسرائيلي الواضح، أن دفع المفاوضات مع الفلسطينيين وتحقيق السلام، سيتحقق فقط من خلال مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وأي مبادرة أخرى تبعد المنطقة عن تحقيق السلام". وأكد أنّ "إسرائيل لن تشارك في أي مؤتمر دولي يعقد خلافاً لموقفها".
وكانت المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية قد توقفت في أبريل/نيسان 2014 بسبب استمرار إسرائيل في الاستيطان، ورفضها الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين من سجونها.