حمل الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الجمعة، النظام السوري وحليفيه روسيا وإيران مسؤولية ما وصفه بـ"الهجوم الوحشي" على حلب، قبل أن يقرّ بأنه "يشعر بشيء من المسؤولية حيال الوضع المأساوي في سورية"، مبديا اقتناعه بأنه اتخذ "القرارات السليمة نظرا للظروف". في حين أكد أن "روسيا هي التي اخترقت الحسابات الإلكترونية لمسؤولي الحزب الديمقراطي ومؤسساته.
وقال أوباما، خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض بمناسبة نهاية العام، "لا يمكنني التأكيد أننا نجحنا في سورية، وهذا أمر يصحّ أيضا مع مشاكل أخرى في العالم لكنني ما زلت أعتقد أنه كان النهج السليم، بالنظر إلى ما كنا نستطيع القيام به بشكل واقعي".
وذكر أن "العالم موحد ضد الهجوم الوحشي الذي شنه النظام السوري وحليفاه الروسي والإيراني على حلب"، معتبرا أن "أيديهم ملطخة بالدماء والفظائع"، وفق ما نقلت "فرانس برس".
وأضاف الرئيس الأميركي، الذي تنتهي ولايته في 20 يناير/كانون الثاني، "تحولت أحياء بكاملها إلى ركام. لا نزال نتلقى إشارات عن إعدام مدنيين. القانون الدولي يتعرض لكل أنواع الانتهاكات. إن مسؤولية هذه الأعمال الوحشية تقع على طرف واحد: نظام الأسد وحليفتاه روسيا وإيران".
واعتبر أن رئيس النظام السوري بشار الأسد، "لا يمكنه أن يكسب شرعيته على وقع المجازر"، داعيا إلى نشر "مراقبين محايدين" في حلب للإشراف على عملية إجلاء المدنيين الذين لا يزالون محاصرين في شطرها الشرقي.
وفي سياق آخر، عبّر أوباما عن "ثقة كبيرة" بأن "روسيا هي التي اخترقت الحسابات الإلكترونية لمسؤولي الحزب الديمقراطي ومؤسساته، بناء على طلب مسؤولين روس رفيعي المستوى"، مؤكدا أن "معلومات الاستخبارات التي اطلعت عليها تمنحني ثقة كبيرة في تقييمهم بأن روسيا قامت بهذا التسلل الإلكتروني".
وكشف عن تحذيره لنظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في سبتمبر/أيلول الماضي للتوقف عن التدخل في الحملات الانتخابية الأميركية بعد عمليات تسلل إلى رسائل البريد الإلكتروني للحزب الديمقراطي قبيل الانتخابات التي جرت في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني.
وذكر الرئيس الأميركي أنه قال لبوتين "أوقف هذا"، وذلك خلال مقابلة مباشرة في الصين أثناء اجتماع لمجموعة العشرين، مضيفا أنه بعد تحذيره للرئيس الروسي "لم يظهر أي دليل على تدخل روسي".
وترك أوباما الباب مفتوحا أمام رد أميركي على روسيا لردعها ودول أخرى، عن شن مزيد من الهجمات الإلكترونية، موضحا أنه يأمل أن يكون الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، قلقا إزاء تصرفات روسيا، مبرزا أنه "لا ينبغي أن يكون التحقيق "مباراة سياسية" بين الجمهوريين والديمقراطيين".
على صعيد آخر، حذر خلفه ترامب من معاداة الصين عبر التواصل مع تايوان، قائلا إنه "يجازف برد فعل قوي جدا إذا أنهى عقودا من التقاليد الدبلوماسية"، مبينا أن "فكرة الصين الواحدة تقع في صلب مفهومهم كأمة. وإذا كنت تريد الانقلاب على هذا فيجب أن تفكر في العواقب، لأن الصينيين لن يتعاملوا مع ذلك بالطريقة نفسها التي يتعاملون فيها مع قضايا أخرى. إن رد فعلهم على هذه المسألة قد يكون قويا جدا".