ويأمل كاميرون في إقناع أغلبية من البريطانيين بالتصويت بـ"نعم" في استفتاء 23 يونيو/حزيران حول بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، رغم فشله في ضم رئيس بلدية لندن، الذي يحظى بشعبية، بوريس جونسون، إلى معسكر مؤيدي بقاء المملكة في الاتحاد الأوروبي.
وأعلن جونسون، في تصريح من أمام منزله بلندن "سأدعو إلى مغادرة" الاتحاد الأوروبي. وأضاف مبرراً "يجب عدم الخلط بين روائع أوروبا وقضاء عطل في أوروبا والغذاء الممتاز والصداقات (..) مع مشروع سياسي قائم منذ عقود وينذر اليوم بالخروج عن السيطرة الديمقراطية".
ويشكل انخراط جونسون في معسكر مناهضي بقاء بريطانيا في الاتحاد، نكسة لكاميرون، الذي يضع على المحك مكانته في التاريخ ومكانة بلاده في العالم ويدعو إلى بقاء بلاده في الاتحاد الأوروبي.
ونجح كاميرون حتى الآن في تفادي انشقاق الشخصيات الرئيسية في حزب المحافظين مثل تيريزا ماي. وحاول، في وقتٍ سابق، الأحد استمالة جونسون وخاطبه عبر هيئة الإذاعة البريطانية قائلاً "أريد أن أقول لبوريس ما أقوله للجميع وهو أننا سنكون أكثر أمناً وقوة وازدهاراً داخل الاتحاد الأوروبي".
وأضاف "أن خيار التعاون مع (رئيس حزب الاستقلال البريطاني +يوكيب+ المشكك في الفكرة الأوروبية) نايجل فاريجن وجورج غالوي (النائب السابق) والقفز في المجهول، ليس الخيار الجيد لبلادنا"، في إشارة إلى أبرز الشخصيات المعارضة لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
لكن بوريس جونسون، أعلن أنه سينأى بنفسه عن هذه الشخصيات وأنه لن يشارك في حوارات تلفزيونية ضد حزبه حتى موعد الاستفتاء في 23 يونيو/حزيران 2016.
"رصاصة الرحمة"
وفي معسكر المحافظين انضم رئيس بلدية لندن بذلك إلى خمسة وزراء بينهم وزير العدل، مايكل غوف، الصديق الشخصي لكاميرون، وزاك غولدسميث المرشح لخلافة بوريس جونسون.
وعنونت "ديلي ميل"، يوم الإثنين "بوريس يريد إطلاق رصاصة الرحمة"، مشيرة إلى "حرب ينقصها التمدن" داخل حزب المحافظين.
وأمام كاميرون أربعة أشهر لإقناع البريطانيين بجدوى الاتفاق الذي تم التوصل إليه في بروكسل لتعزيز "الوضع الخاص" لبريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي.
وأشار استطلاع الرأي الأول منذ الاتفاق، والذي أجرته صحيفة "ميل أون صنداي" إلى رفض 48 في المائة من المشاركين الخروج من الاتحاد فيما أيده 33 في المائة وما زال 19 في المئة مترددين.
وقرار الخروج من الاتحاد سيستدعي إجراء استفتاء آخر حول استقلال اسكتلندا، كما ذكرت الأحد رئيسة الوزراء الاسكتلندية، نيكولا ستورجن.
وصرحت ستورجن في مقابلة في برنامج أندرو مار "إذا خرجنا من الاتحاد الأوروبي فسترتفع المطالب باستفتاء ثان حول الاستقلال". ففي استفتاء أول حول استقلال اسكتلندا في سبتمبر/أيلول 2014 أحرز رافضوه 55 في المائة من الأصوات.
اقرأ أيضاً: كاميرون يشن هجوما على مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد