اتهم المجلس المحلي لمدينة معضمية الشام الأمم المتحدة بغض النظر عن جرائم النظام السوري.
وأضاف المجلس في بيان، حصل "العربي الجديد" على نسخة منه: "إن الأمم المتحدة تغض البصر بل تساعد النظام من خلال تجاهلها مآسي المدنيين جراء الحصار ولا تتدخل حتى تصل أحوالهم إلى الموت، بعد أن تتعرض للإحراج ووضع إنسانيتها على المحك بسبب الصور والفيديوهات الصادمة للموت والجوع والهياكل العظمية".
ولفت الناشط الإعلامي سامر المعضماني إلى أن المدينة دخلت مرحلة الخطر الآن، نظرا لنفاد المواد الغذائية لتعيش مرحلة الكارثة الإنسانية نظراً لافتقارها إلى أي من مقومات الحياة من غذاء ودواء ومياه وكهرباء وأي مواد تدفئة، مضيفاً أن المدينة محاصرة بنسبة 100 % منذ 25 ديسمبر/كانون الأول 2015 بعد إغلاق المعبر الوحيد للمدينة الذي يصلها بالعاصمة دمشق.
يذكر أن تعداد المحاصرين نحو 45 ألف مدني، بينهم نحو 20 ألف طفل منهم 3500 دون سن الثالثة وتنتشر أعراض سوء التغذية بشكل كبير بين المسنين والأطفال.
إلى ذلك، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن المعضمية ستكون جزءاً من عملية توزيع المساعدات التي ستتم قريباً، معلناً أنه من المنتظر أن يتم إدخال مساعدات إنسانية وطبية إلى كل من مضايا والزبداني ومعضمية الشام بريف دمشق وكفريا والفوعة بريف إدلب، وذلك بشكل متزامن.
وأكد المجلس المحلي للمدينة في بيانه أن المساعدات دخلت إلى الحي الشرقي من المدينة وهو القسم الموالي للنظام، والذي يسيطر عليه، متهماً الأمم المتحدة بخضوعها لمتطلبات النظام بدخول المساعدات لهذا الحي وإخراج أهالي المدينة إليه وإذلالهم على أيدي موالين لبشار الأسد، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة تساهم في إجبار الأهالي على الذهاب إلى الحي الموالي الذي يبعد نحو 2.5 كيلومتر عنهم، من خلال وضعهم وجهاً لوجه مع الموت، وتحت ضغط الجوع والمرض والحاجة الماسة لكل شيء كانوا يذهبون رغم تعرضهم للإهانة والتنكيل والشتم وغيرها من الممارسات غير الأخلاقية، إضافة لوضع النظام قوائم بأسماء الأسر لاستخدامها من قبل مواليه وسرقة الكثير من مساعدات الإغاثة.
وطالب المجلس عبر بيانه الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية بالدخول للمدينة والوقوف على مسؤولياتها القانونية والإنسانية تجاه المدنيين، لا سيما أن الموت غيّب 7 من أبنائها خلال الأيام الماضية، بسبب الجوع وسوء التغذية ونقص الدواء وعدم تمكن الأهالي من مغادرة المدينة جراء الحصار المطبق، مضيفاً أن القادم سوف يحمل كارثة إنسانية إذا ما استمرت الأمم المتحدة بمطاوعة النظام وتجاهل المدينة، لا سيما أن العشرات من أبنائها يعانون سوء التغذية بالمستشفى الميداني.
وأشار الناشط إلى أنه صباح اليوم الأربعاء توجهت 12 قافلة بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري إلى المعضمية بريف دمشق ووصلت إلى مدخل المدينة تنتظر الدخول، وعندما حاول الأهالي الخروج للحصول عليها تعرضوا للشتم والضرب والرصاص المباشر.
وفي السياق ذاته تتعرض المدينة بشكل يومي لقصف جوي مكثف من طيران النظام المروحي مترافق مع قذائف الهاون التي تستهدف الأحياء السكنية وسط المدينة بشكل عشوائي، وذكرت تقارير إعلامية أن المدينة تعرضت لقصف بغاز سام قبل أيام أدى إلى إصابة أكثر من 97 شخصاً بحالات اختناق وصلوا إلى المستشفى بينهم مدنيون ومتطوعون في فريق الدفاع المدني ومقاتلون من المعارضة المسلحة.
اقرأ أيضاً: روسيا والنظام السوري يطيحان بمحادثات جنيف السورية