أرجأ رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، الجلسة الخامسة والثلاثين لانتخاب رئيس للجمهورية، بعد تعطّل جديد للنصاب القانوني، نتيجة مقاطعة كل من حزب الله وتكتل التغيير والإصلاح للجلسات.
ويستمرّ الطرفان في تعطيل الجلسات الانتخابية، على الرغم من حصر المعركة الرئاسية في المرشحين المنتميين لقوى 8 آذار الذي يقوده حزب الله، وهما الأول ميشال عون المدعوم مباشرة من قبل الحزب، ومن خصمه الأول في قوى 14 آذار رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، والثاني رئيس كتلة المردة، النائب سليمان فرنجية، المدعوم من زعيم تيار المستقبل و14 آذار، رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. إلا أنّ حسم المعركة على الورق لصالح فرنجية يفرض نفسه في المشهد الرئاسي، فتأتي مقاطعة حزب الله، في محاولة لفرض عون رئيساً للجمهورية.
ولم يحضر الجلسة الخامسة والثلاثين سوى 58 نائباً، من كتل مختلفة، منها تيار المستقبل وحزبا القوات اللبنانية والكتائب، بالإضافة إلى كتل اللقاء الديمقراطي التي يرأسها النائب وليد حنبلاط، وكتلة التنمية والتحرير برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري. وحدّد الأخير تاريخ الثاني من مارس/آذار، موعداً للجلسة السادسة والثلاثين لانتخاب الرئيس.
وفي سياق هذا التعطيل المستمر في ملف الرئاسة الشاغرة منذ مايو/أيار 2014، أعلن رئيس الحكومة السابق، نجيب ميقاتي، بعد استقباله صهر عون، وزير الخارجية جبران باسيل، أن "الفراغ الرئاسي سيطول، وليس هناك من مؤشرات قريبة لانتخاب رئيس جديد، بسبب تطورات المنطقة والتجاذبات المحلية المرتبطة بأمور داخلية".
من جهته، وصف النائب عمار حوري عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة بـ"الاعتداء على الدستور وعلى الديمقراطية وعلى حق الناس في مؤسسات دستورية مستقرة في أن يكون لها رئيس، وأن يكون وجوده خطوة لإعادة تفعيل المؤسسات الدستورية وإعادة تفعيل الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياحية في البلد".
ولفت حوري إلى أن "الحجج واضحة وتتكرر على لسان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وأن هذه الورقة مصادرة من قبل إيران إلى حين الوصول إلى تسويات إقليمية معينة"، معتبراً أن بعض اللبنانيين ينجرفون في هذه "المغامرة ويسيرون في ظل هذا الركب الذي لم يوفر جهداً لتدمير الدولة اللبنانية ولتدمير الحياة السياسية في لبنان، آملين في الوصول لاحقا إلى شكل من أشكال المؤتمر التأسيسي وإعادة توزيع الصلاحيات داخل السلطة في لبنان".
بدوره، قال وزير الصحة، وائل أبو فاعور، بعد لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، في عين التينة، بعد ظهر اليوم، إن "الأمور لا تزال غير ناضجة لانتخاب رئيس، وبالتالي يبدو أن الشغور الرئاسي سيستمر في هذه المرحلة".
لكن أبو فاعور أكد أن استمرار الشغور "لا يعني الاستمرار في إضاعة الوقت وإضاعة الفرص على اللبنانيين"، داعيا إلى "الاستمرار في المداولات والاتصالات، للوصول إلى تفاهم حول مسألة رئاسة الجمهورية، مع الاستفادة من المناخ الايجابي الحاصل على صعيد العمل الحكومي، بحيث تكون هناك جداول أعمال نوعية في مجلس الوزراء، تعالج جزءا من الضائقة الاقتصادية والاجتماعية والإدارية، مع التفات أساسي إلى الموضوع الأمني".
ورأى وزير السياحة ميشال فرعون أنه "لا يجوز تحميل المسيحيين وحدهم مسؤولية تعطيل الاستحقاق الرئاسي"، لافتا إلى أن "الانتخاب غير متاح في هذه المرحلة، نتيجة تعطيل النصاب في المجلس وغياب التوافق خارجه، ما يحتم المزيد من المشاورات للتفاهم على سلة متكاملة، لأن منصب رئاسة الجمهورية بات مرتبطا بتسمية رئيس الحكومة، وتعيين قائد الجيش، وسن قانون الانتخاب، وشكل الحكومة الأولى للعهد".
وشدد فرعون، في حديث إذاعي، على أن "الاستحقاق متوقف حاليا على مرشحين، ينتظر الأول، الذي لم يشمله دعم الأحزاب المسيحية الأساسية، غطاء من حزب الله لكي ينزل إلى المجلس النيابي، ويحتاج الثاني إلى التشاور مع الفريق السني لكي ينجح في الحصول على دعمه".