دعا زعيم تيار المستقبل في لبنان، سعد الحريري، "حزب الله" إلى الانسحاب من كل المعارك الإقليمية التي يخوضها ويزج اللبنانيين فيها"، متسائلاً "عندما يلعب الحزب بالأمن الخليجي ويهدد أمن السعوديين ماذا يكون هذا العمل إلا إرهابياً".
وتوجّه الحريري، خلال مقابلة تلفزيونية إلى الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بالقول: "أنا عدت إلى لبنان وأتمنى منك أيضاً العودة إلى لبنان، والنظر إلى مصلحة لبنان في الاستقرار".
وأشار إلى أنّ "السعودية والدول الخليجية هي من تقرر الإجراءات التي تريد اتخاذها عندما يجدون أن أمنهم بات مهدداً وبالطبع سيكون للخليج موقف من هذا التهديد".
وتساءل الحريري أيضاً عن اعتبار نصر الله، أن القتال في اليمن أشرف وأهم من قتال الإسرائيليين، قائلاً: "ما المطلوب من كل هذه السياسة ومن كل هذه التدخلات؟ وأين هي مصلحة اللبنانيين من كل ذلك"؟
وشدد على "رفض كل الأعمال الأمنية والعسكرية التي يقوم بها حزب الله خارج لبنان، بدءاً بسورية ووصلاً إلى اليمن، ومروراً بدول الخليج العربي".
كذلك، أعلن رئيس تيار المستقبل، تمسّكه بالحكومة اللبنانية التي يشارك فيها وحزب الله برئاسة رئيس مجلس الوزراء، تمام سلام، مؤكداً في الوقت نفسه وجوب استكمال الحوار مع الحزب.
كما أبدى الحريري استعداده للقاء نصر الله "إذا كانت هناك مصلحة للبلد"، موضحاً أن اللقاء "سيكون لانتخاب رئيس وبناء الثقة مع الحزب واستكمال الحوار الوطني برعاية الرئيس الجديد".
اقرأ أيضاً:لبنان: الرئاسة مؤجلة والجلسة بحضور الحريري وغياب فرنجيه
ولفت إلى أن "السعودية ليست ضد الحوار مع حزب الله وهي تحاور الحوثيين في اليمن والحوار يكون بين الأفرقاء المتخاصمين"، مشيراً إلى أنّ "الحزب مكون أساسي في لبنان ومن الواجب السعي دائماً إلى حماية هذا البلد".
وجدد الحريري، دعمه الموقف الذي صدر عن وزير الداخلية، نهاد المشنوق، خلال اجتماع وزراء الداخلية العرب (عقد في تونس الأسبوع الماضي)، مشيراً إلى أنّ "المشنوق وافق على البيان واكتفى بالتعبير عن النأي بالنفس تجاه الفقرة التي تتّهم حزب الله بالإرهاب، ليكون بذلك قد وقف إلى جانب الإجماع العربي".
وحول الوضع في سورية، أكد الحريري حتمية سقوط النظام "الذي يقتل شعبه"، مشيراً الى أن "لا حزب الله ولا إيران تمكنا من إبقاء النظام على رجليه".
وأضاف أن "الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مقتنع جداً بالحل السياسي في سورية".
وبخصوص الانتخابات الرئاسية، أعرب الحريري عن تفاؤله بإمكانية انتخاب رئيس جديد، متهماً حزب الله بـ"تعطيل جلسات الانتخاب بفعل عدم مشاركته وتعطيله النصاب القانوني للجلسات".
وأعاد الحريري تأكيد تمسّكه بدعم زعيم تيار المردة، حليف حزب الله والنظام السوري النائب سليمان فرنجية، في الاستحقاق الرئاسي، مكرراً الأسئلة نفسها حول "استمرار حزب الله في تعطيل الجلسات".
وتابع : "المرشحان اليوم إلى رئاسة الجمهورية من فريق الثامن من آذار، ولم يعد لديهم أي حجة لعدم انتخاب رئيس، وعدم انتخاب رئيس أضعه في خانة الفراغ، ومن يعطل يريد الفراغ، والحديث عن مؤتمر تأسيسي يعني الذهاب إلى مجهول أكثر مما نحن فيه".
اقرأ أيضاً:لبنان: الحريري يلتقي وزير الخارجية ويرفض معاداة العرب