ووصف وزير الخارجية المغربية، بعد عصر اليوم الجمعة، خلال اجتماع مشترك للجنتي الخارجية في مجلسي النواب والمستشارين، بان كي مون، بأنه "موقد للنيران" في المنطقة، متهماً إياه بتعمد إثارة هذا الخلاف قبل أشهر قليلة من نهاية ولايته على رأس هذه المنظمة الأممية.
وأورد مزوار بأن تصريحات بان كي مون جاءت كرد فعل "انتقامي ومفضوح" من المغرب، منحازاً في ذلك إلى جهات أخرى لها علاقة بملف الصحراء"، في إشارة إلى الجزائر، خاصة بعد أن طلبت الرباط تأجيل زيارته إلى المملكة إلى الصيف المقبل لأسباب وصفها مزوار بكونها منطقية.
اقرأ أيضاً: أحزاب مغربية ترفض كلام بان حول الصحراء الغربية
وأردف المسؤول الحكومي المغربي شارحا بأن "المغرب تعاطى بجدية وحسن نية مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة، ذلك أنه اقترح في البداية موعد شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي لزيارة "بان كي مون" للرباط، لكن هذا الأخير رد بالاعتذار بحكم التزامات مهنية لا تسمح له بذلك".
واستطرد مزوار بأن المغرب بعد أن أبلغه المسؤول الأممي بعدم إمكانية زيارته البلاد في ذلك الموعد المقرر اقترح تاريخا جديدا متمثلا في شهر يناير/ كانون الثاني المنصرم، لكنه موعد رفضه بان كي مون من جديد، بدعوى أنه لا يستجيب لرزنامة أنشطته الطارئة عبر دول العالم.
وبعد أن ألغى الأمين العام للأمم المتحدة الموعدين معا، يضيف وزير خارجية المغرب، تلقت الرباط مقترحا جديدا من بان كي مون مفاده بأن يرغب في زيارة الرباط في شهر مارس/آذار في جولة تقوده أيضا إلى الجزائر وموريتانيا ومخيمات تندوف، لكن كان الرد بأن أجندة الملك في هذا الوقت لا تتيح له لقاءه في هذا الوقت.
واسترسل مزوار بالقول إنه أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بهذا المستجد خلال لقاء له معه في بريطانيا، قبل أسابيع مضت، حيث أوضح له أن الموعد الجديد للزيارة لا يناسب الملك، فضلا عن أن الزيارة تتطلب تحضيرا وركائز مرعية في الزيارات الرسمية، وبأنه لا يمكن فرض موعد للزيارة على رئيس الدولة.
وزاد وزير الخارجية بأن المغرب كان ينتظر من بان كي مون تحديد موعد زمني يناسبه ويوافق أيضا أجندة الملك محمد السادس، لكنه تفاجأ لقرار الأمين العام لزيارته إلى مرحلتين، الأولى تتمثل في القيام بزيارة إلى موريتانيا والجزائر، والثانية في وقت لاحق، وهو ما رفضته المملكة.
واسترسل بأن سبب رفض المغرب لهذه المواعيد التي حاول بان كي مون فرضها، أن الزيارة التي يقوم بها إلى الجزائر ومخيمات تندوف تقع قبل تاريخ تقديمه تقريره المرتقب إلى مجلس الأمن الدولي في أبريل/نيسان المقبل، وهو ما سيؤثر حتما في توجهات التقرير، لكونه سينحصر فقط على رحلته للبلدين الجارين للمغرب فقط.
وأبدى وزير خارجية المغرب أسفه مما سماه خضوع الأمين العام للأمم المتحدة لضغوطات جهات أخرى في نزاع الصحراء المفتعل، مشيرا إلى حالة الجزائر تحديدا، متهما إياها بكونها "عملت على فرض الأمر الواقع على المغرب، وهو ما ظهر جليا بوصفه للصحراء بالأرض المحتلة".
اقرأ أيضاً: بان يرفض اتهامات الرباط بالانحياز في قضية الصحراء