كما كان متوقعاً نجح رئيس الكونغو، المنتهية ولايته دينيس ساسو أنغيسو، الذي يحكم البلاد بيد من حديد منذ 32 عاماً في الفوز بولاية رئاسية إضافية في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية، التي أعلنت نتائجها الرسمية يوم الجمعة. وحسب الأرقام الرسمية فقد حاز أنغيسو على 60.39 في المائة من الأصوات، في حين حاز منافسه الأول غي بريس كوليلاس على 15.05 في المائة. أما الجنرال السابق جان ماري ميشال موكوكو، فلم يحصل سوى على نسبة 13.89 في المائة. واحتجت المعارضة بقوة على هذه الأرقام، متهمة وزارة الداخلية بتزييف النتائج والضغط بشتى الوسائل على الناخبين للتصويت لصالح أنغيسو.
ومنذ الإعلان عن موعد هذه الانتخابات بدا واضحاً أن أنغيسو سيكون الفائز من الدور الأول، كونه سخّر كل أجهزة الدولة لحشد الأصوات بالمال والتهديد وترهيب المعارضة التي دخلت المعركة الرئاسية، في 20 مارس/آذار الحالي، من دون موارد ولا إمكانات.
واعتبر موكوكو أن "ما حدث هو بمثابة "انقلاب انتخابي" وأن "قطع وسائل الاتصالات كان هدفه تسهيل عمليات التزييف في مكاتب الاقتراع ومنع المعارضة من التواصل والتنسيق لفضح التزوير". ودعا مرشح المعارضة الآخر كوليلاس إلى العصيان المدني احتجاجاً على تزوير الانتخابات وإعادة احتساب الأصوات.
مع العلم أن السلطات أغرقت البلاد في عزلة تامة، وقطعت كل وسائل الاتصالات الهاتفية وشبكة الإنترنت، منذ يوم الاقتراع. كما نُشرت وحدات من الجيش والقوات الخاصة في شوارع العاصمة برازافيل، وبقية المدن الأخرى، لمنع أي تحرك للمعارضة وأنصارها. وبدت البلاد وكأنها في حال طوارئ عسكرية قصوى.
اقرأ أيضاً: 3 انتخابات أفريقية اليوم تُلخّص مآزق القارة السمراء
كما تعرّض الموفد الخاص لصحيفة "لوموند" الصحافي كريستوف شاتلو، وصحافيون من وكالة "فرانس برس" إلى اعتداء وحشي بالضرب في برازافيل، من مجموعة مجهولة، بعد خروجهم من مؤتمر صحافي نظمه موكوكو، يوم الاقتراع. ودمّر المعتدون آلات تصوير الصحافيين وسلبوهم آلات التسجيل.
وجرت الانتخابات في أجواء مشحونة وفي غياب أي مراقبة دولية، بعدما قرر الاتحاد الأوروبي عدم إرسال بعثة لمراقبة هذه الانتخابات، لكون التعديل الدستوري الأخير الذي فرضه أنغيسو في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وصادق عليه 92 في المائة من الناخبين، بعد أن قاطعته المعارضة، لا يضمن شفافية الاقتراع. وضمن هذا التعديل إمكانية ترشح أنغيسو لولاية ثالثة، في حين كان الدستور السابق يحصر الحكم في ولايتين رئاسيتين فقط. وفور الإعلان عن نتائج الاستفتاء اندلعت تظاهرات حاشدة في كافة أنحاء البلاد، فقمعها أنغيسو بقوة، بعد أن أسفرت عن مقتل 20 شخصاً وجرح واعتقال المئات من المعارضين.
وتشكل الكونغو نموذجاً لمأساة الحكم الديكتاتوري في أفريقيا، فأنغيسو (72 عاماً) يرفض بشدة أن يتنازل عن السلطة، وشهد حكمه منذ ثلاثة عقود اضطرابات دموية، قمعها بالحديد والنار، رغم احتجاجات الأسرة الدولية والجيران الأفارقة في بوركينا فاسو والكونغو الديموقراطية.
وكان أنغيسو قد وصل إلى السلطة عام 1979، على ظهر دبابة بعد أن قام بانقلاب عسكري مدعوماً بوحدات من الجيش الأنغولي. واضطر عام 1992 تحت ضغط فرنسا والأمم المتحدة إلى تنظيم أول انتخابات رئاسية في تاريخ البلاد منذ عام 1960، تاريخ الاستقلال عن فرنسا، وانهزم فيها أمام المعارض باسكال ليسوبا، في اقتراع ديمقراطي راقبته لجنة من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وتوارى أنغيسو عن الأنظار لمدة 5 سنوات، ثم عاد مرة أخرى إلى التربّع على "العرش" من جديد بالحديد والنار، عبر انقلاب عسكري جديد وبدعم من الجارة أنغولا، ما أدخل البلاد في دوامة حرب أهلية دامية.
وتعتبر الكونغو بمثابة إمارة نفطية أفريقية غنية، تتحكم شركة "توتال" الفرنسية في 60 في المائة من نفطها، في حين يعيش حوالي 70 في المائة من سكانها تحت عتبة الفقر، ولا يتجاوز دخلهم اليومي دولاراً واحداً. وتعالت بعض الأصوات في باريس، الشريك التجاري والاقتصادي الأول للكونغو، تنديداً بنتائج الاقتراع الرئاسي وباستحواذ أنغيسو على السلطة. لكن السلطات الفرنسية التزمت الصمت ولم تعلق حتى الآن. ويرى مراقبون للشأن الأفريقي أن فرنسا لها أولويات محددة في أفريقيا، وعلى رأسها محاربة التنظيمات الأصولية في منطقة الساحل من خلال عملية "برخان" واستنفار الدول الأفريقية الفرنكفونية لهذا الهدف بالذات، وليس لغيره.
واعتبر موكوكو أن "ما حدث هو بمثابة "انقلاب انتخابي" وأن "قطع وسائل الاتصالات كان هدفه تسهيل عمليات التزييف في مكاتب الاقتراع ومنع المعارضة من التواصل والتنسيق لفضح التزوير". ودعا مرشح المعارضة الآخر كوليلاس إلى العصيان المدني احتجاجاً على تزوير الانتخابات وإعادة احتساب الأصوات.
مع العلم أن السلطات أغرقت البلاد في عزلة تامة، وقطعت كل وسائل الاتصالات الهاتفية وشبكة الإنترنت، منذ يوم الاقتراع. كما نُشرت وحدات من الجيش والقوات الخاصة في شوارع العاصمة برازافيل، وبقية المدن الأخرى، لمنع أي تحرك للمعارضة وأنصارها. وبدت البلاد وكأنها في حال طوارئ عسكرية قصوى.
اقرأ أيضاً: 3 انتخابات أفريقية اليوم تُلخّص مآزق القارة السمراء
كما تعرّض الموفد الخاص لصحيفة "لوموند" الصحافي كريستوف شاتلو، وصحافيون من وكالة "فرانس برس" إلى اعتداء وحشي بالضرب في برازافيل، من مجموعة مجهولة، بعد خروجهم من مؤتمر صحافي نظمه موكوكو، يوم الاقتراع. ودمّر المعتدون آلات تصوير الصحافيين وسلبوهم آلات التسجيل.
وجرت الانتخابات في أجواء مشحونة وفي غياب أي مراقبة دولية، بعدما قرر الاتحاد الأوروبي عدم إرسال بعثة لمراقبة هذه الانتخابات، لكون التعديل الدستوري الأخير الذي فرضه أنغيسو في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وصادق عليه 92 في المائة من الناخبين، بعد أن قاطعته المعارضة، لا يضمن شفافية الاقتراع. وضمن هذا التعديل إمكانية ترشح أنغيسو لولاية ثالثة، في حين كان الدستور السابق يحصر الحكم في ولايتين رئاسيتين فقط. وفور الإعلان عن نتائج الاستفتاء اندلعت تظاهرات حاشدة في كافة أنحاء البلاد، فقمعها أنغيسو بقوة، بعد أن أسفرت عن مقتل 20 شخصاً وجرح واعتقال المئات من المعارضين.
وكان أنغيسو قد وصل إلى السلطة عام 1979، على ظهر دبابة بعد أن قام بانقلاب عسكري مدعوماً بوحدات من الجيش الأنغولي. واضطر عام 1992 تحت ضغط فرنسا والأمم المتحدة إلى تنظيم أول انتخابات رئاسية في تاريخ البلاد منذ عام 1960، تاريخ الاستقلال عن فرنسا، وانهزم فيها أمام المعارض باسكال ليسوبا، في اقتراع ديمقراطي راقبته لجنة من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وتوارى أنغيسو عن الأنظار لمدة 5 سنوات، ثم عاد مرة أخرى إلى التربّع على "العرش" من جديد بالحديد والنار، عبر انقلاب عسكري جديد وبدعم من الجارة أنغولا، ما أدخل البلاد في دوامة حرب أهلية دامية.
وتعتبر الكونغو بمثابة إمارة نفطية أفريقية غنية، تتحكم شركة "توتال" الفرنسية في 60 في المائة من نفطها، في حين يعيش حوالي 70 في المائة من سكانها تحت عتبة الفقر، ولا يتجاوز دخلهم اليومي دولاراً واحداً. وتعالت بعض الأصوات في باريس، الشريك التجاري والاقتصادي الأول للكونغو، تنديداً بنتائج الاقتراع الرئاسي وباستحواذ أنغيسو على السلطة. لكن السلطات الفرنسية التزمت الصمت ولم تعلق حتى الآن. ويرى مراقبون للشأن الأفريقي أن فرنسا لها أولويات محددة في أفريقيا، وعلى رأسها محاربة التنظيمات الأصولية في منطقة الساحل من خلال عملية "برخان" واستنفار الدول الأفريقية الفرنكفونية لهذا الهدف بالذات، وليس لغيره.
اقرأ أيضاً الأمم المتحدة: زيادة ملحوظة لجرائم قوات حفظ السلام الجنسية