قال وزير الدفاع التونسي، فرحات الحرشاني، إن الجيش التونسي لا تقارن إمكانياته بجيوش دول عظمى اخترقها الإرهاب، لكنه أشار إلى أنه "تمكن مع ذلك من دحر الإرهاب في تونس، وهو ما يتيح له أن يتعاون مع العالم ويتبادل معه التجارب".
ودعا البرلمان التونسي، عقب جلسة حوار له اليوم، كل من وزيري الدفاع فرحات الحرشاني والداخلية الهادي مجدوب لحوار النواب وتقديم الإجابات حول الهجوم الانتحاري في بنقردان الحدودية مع ليبيا.
ووفق ما صرح به وزير الدفاع في الندوة الصحافية التي عقدت عقب الجلسة، أن "النواب قدموا عدة أسئلة وكانت دقيقة وتتعلق بمعطيات واضحة ومحددة وقدم الوزيران الأجوبة عنها"، معتبراً أن الدعوة تأتي في صميم الرقابة البرلمانية على عمل القوات الحاملة للسلاح وحق نواب الشعب في معرفة حيثيات حدث بأهمية ما جرى في بنقردان.
وقدم الوزيران المعطيات الأمنية حول الحرب على الإرهاب مفسرين أن الدولة تسلك الطريق الصحيح في مكافحة الإرهاب. كما أطلع وزير الدفاع النواب على تقدم القوات العسكرية في تأمين الحدود والنجاح الذي حققه الساتر الترابي في الحيلولة دون اختراق الأراضي التونسية، بالإضافة إلى تقدم تأمين منظومة الرقابة الإلكترونية التي ستركز على امتداد الحدود التونسية الليبية.
اقرأ أيضاً: تونس: "داعش" يتبنى هجوم بنقردان ويتوعد
وبين الحرشاني أن الحرب على الإرهاب هي حرب غير تقليدية ومجتمعية بالأساس يجب أن تنخرط فيها جميع مكونات المجتمع التونسي انطلاقاً من الأحزاب والجمعيات وصولاً إلى المواطن العادي الذي دعاه وزير الدفاع إلى تقديم كل المعطيات والمعلومات التي يتحصل عليها للقوات الأمنية والعسكرية.
وحيا الوزير التونسي النجاح الباهر الذي حققته القوات المشتركة بين الأمن والجيش، قائلاً ''نحن الناجحون في مكافحة الإرهاب رغم إمكانياتنا اللوجستية والعسكرية التي لا تقارن بدول أخرى". مشيراً إلى أن ذلك يفتح بابا للتعاون مع هذه الدول التي أصابتها آفة الإرهاب بعدة طرق من بينها تبادل المعطيات الاستخباراتية والتعاون التقني والتدريب.
وشدد وزير الدفاع على أن مكافحة الإرهاب لا تتم فقط بالأسلحة لأن الإرهاب ثقافة تحارب بالثقافة على حد تعبيره، مضيفاً أن الدولة انطلقت بدورها في محاربته بمشاريع تربوية وتعليمية وخطاب ديني يدعو للتسامح والأخوة بين المواطنين وبمشاريع تنموية واقتصادية في الجهات.
وفي كلمة مقتضبة، قال وزير الداخلية، الهادي مجدوب، إن القوات الأمنية على أتم الاستعداد للتصدي لكل ما يمس أمن واستقرار تونس، لافتاً إلى أن الحرب على الإرهاب تتطلب نفساً طويلاً وهو ما تملكه تونس.
وقال رئيس مجلس نواب الشعب، محمد الناصر، في تصريح صحافي إثر الجلسة، إن البرلمان يقوم بمهمته الرقابية، مطمئناً التونسيين على سلامة جهازي الأمن والجيش وقدرتهما على ضمان أمن واستقرار البلاد بناء على إجابات الوزيرين المعنيين.
وعرج وزير الدفاع، فرحات الحرشاني، حول صحة إيقاف نائب عن حركة النهضة بالجهة "أحمد العماري" بالثكنة العسكرية بمنطقة بنقردان بالتزامن مع انطلاق مسلحي ما يسمى بتنظيم "داعش" بمحاولة السيطرة على المدينة، وهو ما أثار ريبة حول دواعي تواجده بالمكان، وزاد من حدة الشكوك تضارب التصريحات لدى قيادات الحركة حول إيقافه من عدمه.
وأججت تصريحات الحرشاني الخلاف بين نواب الحركة ونواب المعارضة، حيث أكد أن النائب كان متواجداً قرب الثكنة مع انطلاق الاشتباكات بالمنطقة، مما دفع القوات العسكرية لإدخاله للثكنة العسكرية لحمايته. وعلق النائب، أحمد العماري، في حديث لـ"العربي الجديد" عن هذا التصريح: "إن الوزير رد بكل وضوح على من يتساءلون عن شبهة إيقافي، وقال إن هذا النائب محترم يقدم خدمات جليلة للمنطقة ولم يقع إيقافه بالمرة".
واعتبر النائب عن الجبهة الشعبية، منجي الرحوي، في تصريح لـ"العربي الجديد" أنه أخلاقياً كان على الحركة أن تقول إنه تم احتجازه في الثكنة بطريقة ما في حين أنه وقع إنكار هذا الأمر سابقاً وخرج أحمد العماري في قناة تلفزية لينفي مسألة إيقافه، واستمر التكذيب مع عدد من النواب الذي فندوا ذلك، مبرزاً أن الحرشاني، قال إن النائب كان قريباً من الثكنة ثم تم إبقاؤه بها حماية له".
اقرأ أيضاً: رئيس الحكومة التونسية يزور بنقردان ويبعث رسائل تطمين