وعلى الرغم من تجاوز هذه المرحلة في حكومة العبادي الحاليّة، إلّا آنّ وزارة الداخليّة تصدر، بين فترة وأخرى، قائمة بأسماء مطلوبين بتهم إرهابيّة.
وفي هذا السياق، قال مصدر في الوزارة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الوزارة أصدرت أخيرا قائمة ضمّت 2000 اسم، مطلوب بتهم إرهابيّة مختلفة"، مبيّنا أنّ "القائمة صدرت على ضوء المعلومات الاستخباريّة الخاصّة بالوزارة، والتي استقتها من مصادرها، ولا علم للجهات القضائيّة بها".
وأضاف المصدر أنّ "الأسماء ضمّت رجالا بأعمار مختلفة، من بينهم موظفون حكوميون، وتم تعميم القائمة على مفارز الوزارة في عموم المحافظات، وعلى مراكز الشرطة كافة، لتعقّب ومتابعة المطلوبين"، مؤكّدا أنّه "تم التوجيه بنصب حواجز أمنيّة متنقّلة في عموم المناطق، وبخاصة في بغداد، للقبض على المطلوبين"، مشيرا إلى أنّه "تم في غضون الأيّام الماضية اعتقال نحو 100 من المطلوبين، وأحيلوا إلى مراكز الشرطة بغية التحقيق معهم".
اقرأ أيضاً: التقشف يهضم الرواتب:العراقيون يشكون الاقتطاعات بالتزامن مع ارتفاع الأسعار
من جهتهم، شكا عدد من المواطنين من "التضييق الذي يلاقونه على الحواجز الأمنيّة داخل بغداد"، مؤكدين، خلال حديثهم لـ"العربي الجديد"، أنّ "بغداد شهدت، خلال الأيّام الأخيرة، انتشارا أمنيّا مكثّفا، وأنّ مفارز الشرطة لديها قوائم بأسماء مطلوبين تبحث عنهم، وأنّها ترفض أيّ هوية كإثبات شخصي عدا هوية الأحوال المدنيّة".
وذكر المشتكون أنّ "تلك الإجراءات تسببت بقلق كبير لدى المواطنين، بسبب الخشية من تلك القوائم التي كتبت من قبل استخبارات الداخليّة، ما يعني عودة المخبر السرّي للعمل من جديد، الأمر الذي يؤشّر على خطر يحيق بالمدنيين الأبرياء".
من جهته، عدّ الخبير الأمني، سلام الفيّاض، أنّ "تلك القوائم تؤكّد أنّ العراقيين لم يتخلّصوا حتى الآن من تهمة الإرهاب التي راح ضحيّتها الآلاف من الأبرياء الذين زجّوا في السجون".
وقال الفيّاض، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحكومة السابقة كانت تتخذ تهمة الإرهاب ذريعة لتصفية الخصوم وللتصفيات الطائفيّة والسياسيّة"، مبيّنا أنّ "إصدار تلك القوائم المشبوهة هي عودة من جديد إلى تهمة الإرهاب والمخبر السرّي"، داعيا الحكومة إلى "وضع حدّ لتلك الإجراءات التي تشلّ حركة المواطنين، وتضيّق عليهم معيشتهم"، مؤكّدا أنّ "أغلب تلك القوائم تضمّنت أسماء نازحين فرّوا من معاناة "داعش" ليجدوا أنفسهم مطلوبين للحكومة".
يشار إلى أنّ وزارة الداخليّة تصدر على فترات قوائم بأسماء مطلوبين، الأمر الذي يتسبب باعتقال مئات الأبرياء الذين يزج بهم في السجون إلى فترات مختلفة.
اقرأ أيضاً: العراق: سكان المقدادية وطلابها تحت الإقامة الجبرية