يتضح بعد عشرة أيام، بدءاً من اليوم الثلاثاء، ما إذا حققت القمة الأوروبية التركية المخصصة لأزمة المهاجرين نجاحاً، في وقت رأت فيه مجلة "لوبوان" الأسبوعية الفرنسية، أن القمة توصلت إلى "تسويات صغيرة بين بروكسل وأنقرة".
وانخرط الزعماءُ الأوروبيون والأتراك في "تجارة غريبة للكائنات البشرية"، بين ضفتي بحر إيجة، من أجل وقف تدفق المهاجرين نحو أوروبا، وهي "تجارة حقيقية ليس لها أي معنى"، كما تقول مسؤولة بلجيكية في منظمة CIRE، التي تعنى بقضايا طالبي اللجوء وبالأجانب.
استغرقت المحادثات نحو 12 ساعة، بين المسؤولين الأوروبيين ورئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، والتي بدأت بلقاء بين المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل وداود أوغلو، يوم الأحد الماضي استمر حتى فجر يوم الإثنين.
الوفد التركي وضع على الطاولة اقتراحاً باستعادة كل المهاجرين الذين اجتازوا بحر إيجة، بمن فيهم السوريون، وهو ما دفع رئيس المجلس الأوروبي إلى التعبير عن أمله في وضع حد نهائي لـ"الهجرات غير المنظمة إلى أوروبا"، ودفعت الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، إلى الاعتراف بأن المقترح "سيجنّب انهيار شينغين وتفكك الاتحاد الأوروبي".
اقرأ أيضاً: تركيا تعرض أفكارا جديدة في قمة بروكسل لأزمة اللاجئين
اقرأ أيضاً: تركيا تعرض أفكارا جديدة في قمة بروكسل لأزمة اللاجئين
وفاجأ الوفد التركي، نظراءه الأوروبيين باقتراحات، كانت قد نُوقشت، من قبلُ، مع الألمان ومع لجنة يونكر، تتضمن استعداد تركيا استقبال "كل المهاجرين غير القانونيين" الذين يصلون إلى الجزر اليونانية، أي عشرات الآلاف.
كما أن تركيا أظهرت استعدادها لاستعادة كل السوريين الذين وصلوا إلى اليونان، لكن بشرط أن تستقبل أوروبا عددا مماثلا، يتم انتقاؤهم من مخيمات اللاجئين الموجودة في تركيا.
وإذا ما استثنيت ألمانيا وهولندا والسويد فإن الدول الأوروبية الأخرى، وخاصة دول وسط أوروبا، لم تنظر بعين الرضى إلى المقترح التركي حول استقبال لاجئين سوريين، على الرغم من أن جان- كلود يونكر يرى في المقترح التركي وسيلة لمنع اللاجئين من عبور بحر إيجة، وأيضا وسيلة للالتفاف حول مافيا التهريب، وكذلك التخفيف عن اليونان، التي توجد على شفير أزمة إنسانية.
وقد عبّرت دولة المجر عن رفضها الاقتراح التركي، كما أن الموقف الفرنسي ليس بعيدا عن الرفض، فهو يتذرع بالتزامه باستقبال 30 ألف لاجئ. ويبدو أن معظم الدول الأوروبية لا ترى أية حاجة لاستقبال هؤلاء المهاجرين "القانونيين"، ما دام أنه لم يُسجَّل تراجُعٌ في عدد من يجتاز بحر إيجة.
كما أن تركيا أظهرت استعدادها لاستعادة كل السوريين الذين وصلوا إلى اليونان، لكن بشرط أن تستقبل أوروبا عددا مماثلا، يتم انتقاؤهم من مخيمات اللاجئين الموجودة في تركيا.
وقد عبّرت دولة المجر عن رفضها الاقتراح التركي، كما أن الموقف الفرنسي ليس بعيدا عن الرفض، فهو يتذرع بالتزامه باستقبال 30 ألف لاجئ. ويبدو أن معظم الدول الأوروبية لا ترى أية حاجة لاستقبال هؤلاء المهاجرين "القانونيين"، ما دام أنه لم يُسجَّل تراجُعٌ في عدد من يجتاز بحر إيجة.
الاقتراحات التركية لها ثمنٌ أيضاً، فإضافة إلى 3 مليارات يورو التي تم الاتفاق عليها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، باعتبارها مبلغا "أوليّا"، يُطالب الجانب التركي بـ 3 مليارات يورو إضافية، لفائدة اللاجئين، من الآن وإلى سنة 2018. ولكنّ الأوروبيين، الذين لا يعارضون زيادة المساعدات المالية لتركيا، يريدون مقابل هذا المبلغ الإضافي أن تقوم تركيا بوقف وصول المهاجرين إلى الجزر اليونانية، أو على الأقل، الحدّ من عددهم بشكل كبير.
الطلب التركي لا يقتصر على الأموال، فهي تؤكد أنها أنفقت، لحد الساعة، 10 مليارات، من أجل استقبال اللاجئين السوريين على أراضيها، بل تلح أيضاً، على العودة إلى ملف ترشحها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وتريد تحقيق إحراز تقدم في هذا الملف الذي افتتح قبل 11 سنة، ولكنه لم يحقق تقدما يذكر.
كما أن تركيا وضعت على الطاولة طلبا "مُلحّاً" ثالثا، يتعلق بحق مواطنيها في السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي من دون حاجة إلى تأشيرة، وهذا ما تعارضه كثير من الدول الأوروبية التي تشهد تنامياً غير مسبوق، للعداء تجاه المسلمين.
اقرأ أيضاً: قمة بروكسل: تحالف يقلق ميركل.. والمفتاح بيد تركيا
كما أن تركيا وضعت على الطاولة طلبا "مُلحّاً" ثالثا، يتعلق بحق مواطنيها في السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي من دون حاجة إلى تأشيرة، وهذا ما تعارضه كثير من الدول الأوروبية التي تشهد تنامياً غير مسبوق، للعداء تجاه المسلمين.
اقرأ أيضاً: قمة بروكسل: تحالف يقلق ميركل.. والمفتاح بيد تركيا