وحسب نتائج الدراسة التي نشرتها صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، فبالإضافة إلى الأخطاء الأمنية التي ارتكبت في بلجيكا وفي فرنسا، وأيضاً تواجد شبكة من الانتحاريين، إلا أن هذه ليست الأسباب الكفيلة بتفسير الهجمات التي عرفتها العاصمة الفرنسية ونظيرتها البلجيكية، حسب الوثيقة التي أشارت، إلى أن جل الشباب الذين سافروا من أوروبا للانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، هم ناطقون باللغة الفرنسية.
وأكدت الدراسة أن هدفها ليس الربط بين اللغة الفرنسية والقابلية للتطرف، مشيرة إلى الهدف هو تحليل الثقافة السياسية الفرنسية التي تعتبرها الدراسة من أسباب تطرف الشباب وارتمائهم في أحضان تنظيم "داعش"، ولدعم فكرتها تشير الدراسة إلى أن فرنسا وبلجيكا هما البلدان الأوروبيان الوحيدان اللذان قاما بمنع ارتداء الحجاب في المدارس.
كما تحدثت الدراسة على أن مؤشرات الديمقراطية في كل من فرنسا وبلجيكا "ليست هي الأفضل في القارة الأوروبية"، مواصلة بأن فرنسا تعيش حالة من عزل شباب الضواحي، بالإضافة إلى طبيعة الخطاب السياسي تجاه المسلمين في فرنسا، وشددت الدراسة على أن العلوم الاجتماعية مازالت تواجه مشكلاً حقيقياً في تفسير ظاهرة التطرف على الرغم من مرور 15 سنة على هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة الأميركية.
وانتقدت الدراسة الأوضاع التي يعيشها الشباب في الضواحي سواء في فرنسا أوبلجيكا، حيث يعاني هؤلاء من البطالة وعلى سبيل المثال فإن حي "مولنبيك" الذي خرج منه أغلب منفذي هجمات باريس بروكسل، يعرف نسبة بطالة في صفوف الشباب تصل إلى 50 في المائة.
وبالإضافة إلى العزلة والبطالة التي يعيشها شباب الضواحي الفرنسية، فقد أكدت الدراسة أن مشكلة الضواحي والفوارق التي تعيشها هذه الضواحي سواء من حيث التجهيزات أو قربها من المدينة، جعل هؤلاء الشباب يعيشون في حالة عزلة عن محيطهم.