وفي حديث خاص لـ"العربي الجديد" فور وصوله إلى مقر إقامته في جنيف، قال الزعبي إن "(رئيس النظام السوري) بشار الأسد ليس رجل سلام ولا يريد أي حل سياسي في سورية ينهي معاناة الشعب السوري ويعيد المهجرين إلى منازلهم"، مشيراً إلى "ضرورة رحيل الأسد ونظامه بكافة رموزه".
وأوضح الزعبي أن "الوفد يبحث مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا خلال جلسات التفاوض المزمع عقدها في هذه الجولة؛ آليات تحقيق الانتقال السياسي في سورية، ومنع وفد النظام من وضع الحواجز أمام مناقشة مصير الأسد".
ودعا روسيا لـ"لعب دور أكثر إيجابية في هذه المرحلة، وإجبار النظام على الانخراط بشكل حقيقي في العملية السياسية، وعدم المشاركة بأي عملية عسكرية يخطط لها النظام ضد قوات المعارضة"، مشيراً إلى أن "ذلك يقوض العملية السياسية ويهدد بقاءها".
ووصل وفد المعارضة السوري إلى مقر إقامته في مدينة جنيف السويسرية عصر اليوم الثلاثاء، قادماً من الرياض عقب اجتماعات مستمرة مع الهيئة العليا للمفاوضات منذ 7 نيسان/ إبريل الحالي، وتغيب عن الوفد بسمة قضماني لأسباب صحية على أن تلتحق بعد عدة أيام، بينما يصل عدد من أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات ظهر غد الأربعاء، إضافة إلى عدد من المستشارين القانونيين والسياسيين.
ومن المقرر أن يلتقي وفد الهيئة العليا للمفاوضات المبعوث الدولي يوم غد الأربعاء في مقر الأمم المتحدة، لبحث استكمال الأوراق التي طلبها دي ميستورا في نهاية الجولة الماضية، والإجابة عن 29 سؤالاً تتعلق بمفهوم الحكم، ومناقشة الورقة التي طرحها دي ميستورا كنقاط مشتركة بين الطرفين، كأساس تنطلق منه العملية التفاوضية.
من جهته، قال "الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية"، إنّ "وقف الأعمال العدائية سيفقد معناه وقيمته إذا كانت اعتداءات نظام الأسد وجرائم القتل التي يرتكبها تستمر في سورية دون أي رادع، وإن حملة النظام على حلب هي انتهاك أكيد وواضح لاتفاق وقف الأعمال العدائية".
ودعا إلى "تصعيد ضغوط المجتمع الدولي على النظام وحلفائه على جميع المستويات من أجل الدفع باتجاه حل سياسي ينسجم مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ويحقق تطلعات وحقوق الشعب السوري".
وتابع: "يجب أن يكون واضحاً للجميع بأن مواجهة الإرهاب والقضاء عليه لا يمكن أن تتم على يد إرهاب الدولة، وأن إتمام الحل السياسي هو البداية الصحيحة لتحقيق ذلك".
وبين أن "النظام يسعى مستفيداً من الدعم الروسي والإيراني، ومستغلاً شماعة الإرهاب، وستار المفاوضات واتفاق وقف الأعمال العدائية؛ إلى تحقيق ما عجز عنه بكل وسائل الإجرام التي انتهجها بحق السوريين، بدءاً بالاعتقال والتعذيب والقتل، وصولا إلى الأسلحة الكيميائية".
وحذر الائتلاف من "عواقب الجريمة التي يخطط النظام لارتكابها في حلب، والمخاطر التي قد تترتب على سلبية المجتمع الدولي تجاه التحضيرات الجارية لها".
ورأى أن "إدانة هذه الحملة أو التشكيك بنواياها والاكتفاء بذلك، لن يكون كافياً، وسيفهم باعتباره ضوءاً أخضر جديداً للنظام، وإقراراً من أطراف المجتمع الدولي بأنها لا تقيم وزناً للحل السياسي ولا لاتفاق الهدنة الذي لا يمكن له الصمود في ظل هذه الانتهاكات الشديدة والمستمرة".