على الرغم من نجاح قوات المعارضة السورية، مساء أمس الخميس، باستعادة معظم القرى التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في ريف حلب الشمالي، إلا أن التقدم الذي أحرزه التنظيم في المنطقة لاسيما سيطرته على ثلاثة مخيمات للاجئين السوريين هناك، دفع بآلاف النازحين إلى التوجه غرباً نحو الشريط الحدودي مع تركيا، دون أن ينجحوا بعبور الحدود بسبب إغلاقها من قبل السلطات التركية.
وقال الناشط، حسن الحلبي، المتواجد في المنطقة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات المعارضة نجحت مساء الخميس باستعادة السيطرة على قرى جارز وحوار كلس وإكدة، بعد ساعات من تقدم "داعش" وسيطرته عليها وعلى قرى كفرغان وتل حسين وبراغيدة والشيخ ريح، بالإضافة إلى ثلاثة مخيمات للنازحين الهاربين من مناطق حلب وريفها، وهي مخيمات إكدة والرحمة والحرمين، الواقعة إلى الشرق من مدينة أعزاز قرب الحدود التركية، والتي تحوي بمجموعها نحو 25 ألف نازح".
وأدت الاشتباكات في محيط المخيمات الثلاثة، ومن ثم سيطرة "داعش"، إلى فرار النازحين المقيمين فيها، ليتجمهروا على الجانب السوري من الحدود، من دون أن تسمح لهم قوات حرس الحدود التركية بالعبور.
من جهة أخرى، قالت مصادر طبية في مدينة أعزاز، لـ"العربي الجديد"، أنّ عشرات الإصابات وصلت إلى النقاط الطبية وإلى مشفى أعزاز، لنازحين أصيبوا برصاص طائش نتيجة الاشتباكات المستمرة، أمس، بين قوات المعارضة وقوات داعش".
وبات نحو عشرين ألفاً من النازحين، الليلة الماضية، في العراء تحت أشجار الزيتون على الجانب السوري من الحدود المشتركة مع تركيا، في ظروف كارثية مع انعدام الغذاء والمياه وعدم وجود أي صرف صحي وفي درجة حرارة منخفضة ليلاً، بعد اضطرارهم لترك خيمهم التي كانوا يقيمون بها في المخيمات التي سيطر عليها "داعش". وفقاً لناشطين.
وبحسب الناشطين، فلم يكن أمام هؤلاء النازحين أي خيار آخر بسبب امتلاء مدينة أعزاز والمخيمات المحيطة بها بنحو 50 ألف لاجئ فروا إليها من مناطق ريف حلب الشمالي، التي تقدمت إليها قوات النظام السوري والمليشيات الحليفة لها بدعم جوي روسي في شهر فبراير/شباط الماضي.