وقال ناشطون لـ"العربي الجديد" إن "جبهة النصرة في المخيم تعيش ساعاتها الأخيرة".
وتوقعوا أن "يستكمل التنظيم السيطرة على كامل المخيم خلال ساعات، بعد أن هرب بعض قادتها، مثل أبو عماد يبغا، إلى المناطق المجاورة، فيما أصيب آخرون مثل أبو عبيدة شحوار وأبو أحمد وجيه" ، مشيرين إلى "وقوع قتلى وجرحى من الجانبين جراء القتال العنيف، الذي تجدد اليوم في المناطق القليلة المتبقية مع الجبهة شمال غربي المخيم".
وذكر الناشطون أن "عناصر داعش بدأوا في ملاحقة واستهداف أشخاص محددين من النصرة، عرفوا بمناصبتهم العداء للتنظيم، مثل الإعلامي عمر الفوط، الذي كان يتعاون مع قناة الجزيرة باسم عمر القيصر، وآخرين انشقوا عن التنظيم مثل (أبو معاذ) الذي يعرف باسم (أبو معاذ تفخيخ) لمهارته في التفخيخ".
وكان التنظيم قد أعدم أمس الطفل، يحيى الأسمر ابن أبو معاذ الأسمر، أحد القادة المنشقين عنه بإطلاق الرصاص عليه في أثناء وجوده في المنزل، علماً بأن شقيق الطفل قنصه عناصر تنظيم الدولة عمداً أمس الأول، مما أدى إلى مقتله أيضا.
ومنذ صباح اليوم، شن عناصر داعش هجمات منسقة على المواقع المتبقية بيد جبهة "النصرة" غربي المخيم، فسيطروا على شارع الـ 15 ومربع الشتات ومنطقة الكوسكو مارت، بعد اشتباكات عنيفة قتل فيها عدد من مقاتلي الطرفين.
وقال التنظيم، عبر وكالة "أعماق" التابعة له، إنه استولى على مستودعات مواد غذائية ومولدات وبطاريات وسيارات ووقود، كانت تخزنها النصرة في المنطقة.
وشرح الناطق باسم الهيئة الإعلامية العسكرية في جنوب دمشق، الناشط الإعلامي، آدم الشامي، لـ "العربي الجديد"، طريقة اقتحام تنظيم "داعش" لمربع شارع الـ 15 المحصن من قبل عناصر جبهة "النصرة"، فأوضح أن "مجموعة من عناصر التنظيم (داعش) تسللت عبر نفق لوسط المربع المحصن، واستخدموا أسلحة كاتمة للصوت خلال الاقتحام".
وأضاف أن "المجموعة قامت بتلغيم محيط مبنى يحوي نحو 10 عناصر من جبهة النصرة، فيما قام البقية بالاستسلام، وتم تحويلهم إلى مقرات تابعة للواء العز بن عبد السلام، التابع لتنظيم الدولة (داعش) في حي التضامن جنوبي دمشق، ريثما يتم البت بأمرهم من قبل قيادات التنظيم".
ولفت الشامي إلى أن "مقاتلي النصرة انسحبوا صباح اليوم من حي الشتات في مخيم اليرموك، باتجاه ساحة الريجة شمال غرب المخيم، فيما شدد تنظيم داعش حصاره على حي الجاعونة وعزله بدشم ومتاريس ووضع مراكز قنص ثابتة".
جدير بالذكر أن تنظيم "داعش" يتخذ من مدينة الحجر الأسود المجاورة للمخيم مقرا له، ويسيطر أيضا على أجزاء من منطقة القدم وأجزاء من حي التضامن، ويبلغ عدد أفراده في هذه المناطق نحو 3000 مقاتل، بينما هنالك نحو 300 مقاتل لدى جبهة "النصرة" التي كانت تسيطر على غالبية المخيم، إثر انسحاب التنظيم منه العام الماضي، بعد أن سهلت الجبهة دخوله للمخيم.
يأتي ذلك وسط حالة توتر وقلق كبيرة بين أبناء المخيم المحاصرين والمهجرين، بسبب الاشتباكات وأعمال القصف والقنص التي تستهدف المدنيين ومنازلهم، في حين يستمر حصار الجيش النظامي ومجموعات القيادة العامة على المخيم لليوم الـ 1038 على التوالي، ويقطع عنه الكهرباء منذ أكثر من نحو ألف ومائة يوم، والماء منذ حوالى 600 يوم على التوالي.
وفي سياق منفصل، أعلن فصيل "جيش الإسلام"، التابع للجيش السوري الحر، مقتل تسعة عناصر من قوات النظام وتدمير دبابة وسيارة إثر صد هجوم ، على جبهة قرية بالا في الغوطة الشرقية، شرقي العاصمة دمشق.
وقال الناطق العسكري لجيش الإسلام ،النقيب إسلام علوش، لـ"لعربي الجديد": "لم تتوقف محاولات قوات النظام التقدم في الغوطة الشرقية، لتضييق الخناق على المدنيين وعزل مناطق بعينها، من أجل السيطرة على الخزان الغذائي للغوطة"، مشيراً إلى أن "مقاتلي الجيش أفشلوا إحدى هذه المحاولات بعد ظهر اليوم وقتلوا تسعة عناصر إلى جانب عدد من الجرحى".
وأشار إلى "تدمير دبابة من طراز T72 وسيارة تحمل رشاشاً متوسطاً مضاداً للطائرات، مما أدى إلى مقتل طاقمهما بالكامل، وتراجع القوات إلى مراكزها".