غير أن موجات التعاطف وحركات التأييد لحقوق الشعب الفلسطيني التي وصلت إلى مختلف شرائح الرأي العام البريطاني خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في صيف عام 2014، أثارت غضب اللوبي الصهيوني البريطاني، إذ كتب السفير الإسرائيلي إلى المملكة المتحدة، رون بروسور مقالة في صحيفة "ديلي تلغراف" (13 يونيو/حزيران 2008) وصف فيها بريطانيا بأنها "مركز عالمي للعداء تجاه إسرائيل، ومركز لنزع الشرعية عنها"، و"معقل للمشاعر المعادية لإسرائيل". كما اعتبر السياسي الإسرائيلي ناتان شارانسكي خلال مداخلة له في البرلمان البريطاني، عام 2008، أن "معاداة السامية الجديدة، أي شيطنة إسرائيل، باتت قوة رائدة في بريطانيا....". أما رئيس مركز الأبحاث الإسرائيلي "ريوت"، غيدي غرينشتاين، فوصف عام 2010 لندن بأنها صارت "مكة (قِبلة) نزع الشرعية عن إسرائيل".
وفي مواجهة هذا الوضع، نشطت منظمات اللوبي الصهيوني في بريطانيا للتأثير على وسائل الإعلام البريطانية، واستمالة النخب الثقافية والسياسية بالترغيب أو الترهيب. ومن أمثلة ذلك، ما جرى خلال الأيام القليلة الماضية عندما دفع الضغط الصهيوني لاستقالة النائبة عن حزب "العمال" البريطاني، نياز شاه من منصبها كمساعدة لوزير الخزانة في حكومة "الظل"، وتعليق عضويتها في الحزب بعد اتهامها بـ"اللاسامية"، وهو السيف ذاته الذي اُشهر في وجه عمدة لندن السابق، العضو المُخضرم في حزب العمال كين ليفينغستون، وأدى إلى تعليق عضويته في الحزب.
أما الصورة الأخرى، فقد تمثلت في حملة الضغط والابتزاز التي تعرضت لها الشابة الجزائرية ماليا بوعطية، بعد انتخابها رئيسة للاتحاد العام للطلاب في بريطانيا. وقد تجندت وسائل إعلام بريطانية داعمة لإسرائيل في حملة مُنظمة لتلطيخ سمعة الشابة الجزائرية بوصفها "معادية للصهيونية"، و"معادية للسامية"، و"داعمة للإرهاب". وهدّدت جامعات وجمعيات طلابية بالانسحاب من الاتحاد الوطني لطلبة بريطانيا في ظل رئاسة بوعطية.