ورحل اليزل بعد صراع مع مرض سرطان الدم، استمر طوال العامين الأخيرين من حياته، وقضى نحبه في مستشفى خاص بمنطقة المعادي، جنوبي القاهرة، مساء أمس الإثنين، وذلك بعد أن توفي إكلينيكيا منذ يومين بعد إصابته بنزيف في المخ، بحسب مصدر قيادي في ائتلافه، ولم يحضر جلسات البرلمان طوال الشهر الماضي، لحالته الصحية المتراجعة.
ونعى رئيس مجلس النواب، علي عبد العال، ووكيلاه، السيد الشريف، وسليمان وهدان، سيف اليزل، في بيان متأخر، الثلاثاء، واصفين إياه بـ"الوطني المخلص، الذي أفنى حياته في حب مصر، والدفاع عن ترابها، بعد أن تميز بالوقار والاعتدال في حياة ثرية، شهدت مواقفه الوطنية من أجل الاصطفاف من أجل المصالح العليا للوطن".
وكان البرلماني الراحل ضابطا بالجيش، وعمل بجهازي المخابرات الحربية، والعامة، وترقى حتى رتبة لواء، ثم خرج من الخدمة ليؤسس مركزا للدراسات والأبحاث الأمنية، وعُرف بقربه من المجلس العسكري خلال فترة حكمه عقب تنحي الرئيس المخلوع، حسني مبارك، صاحبه ظهور مكثف عبر القنوات الفضائية بوصفه "خبيرا استراتيجيا".
وادعى سيف اليزل من خلال مداخلاته الفضائية، أن "المسيحيين المتظاهرين يحملون أسلحة آلية، وكلاشنكوفات أثناء مذبحة ماسبيرو في أكتوبر/تشرين الأول 2011، وبأنهم أسقطوا عدداً كبيراً جدا بين جنود الجيش، وأن وزير الخارجية الأميركية آنذاك هيلاري كلينتون عرضت حماية الأقباط"، في الوقت الذي تبين فيه كذب ادعاءاته بعد أن سقط العشرات من الضحايا المسيحيين برصاص الجيش.
وكافأ الرئيس الحالي، ووزير الدفاع السابق، عبد الفتاح السيسي، سيف اليزل على لعبه دورا إعلاميا بارزا في تأليب المواطنين على جماعة الإخوان خلال فترة حكم الرئيس المعزول، محمد مرسي، والزعم بدعم أميركا لها، واختراق الحدود الشرقية من قبل حركة "حماس" لإقامة دولة فلسطينية في سيناء، في الشهور السابقة لانقلاب الجيش في يوليو/تموز 2013.
وعزف الراحل خلال تلك الفترة على نغمة "تآمر جماعة الإخوان على الجيش المصري، ووجود عمل ممنهج منذ فترة طويلة في صورة مخططات ضد الدولة المصرية، ضالع فيها تنظيم الإخوان الدولي"، والادعاء باستئجار التنظيم شركة علاقات عامة أميركية بملايين الدولارات لتشويه القوات المسلحة، وإشعال الإخوان للحروب الطائفية للاستنجاد بالغرب، وطلب التدخل الدولي.
وأناط السيسي باليزل مهمة تشكيل تحالف انتخابي للفوز بمقاعد القائمة في انتخابات مجلس النواب العام الماضي، بمعاونة عدد من رجاله المقربين، وعلى رأسهم مدير مكتبه اللواء عباس كامل، ومستشاره القانوني محمد أبو شقة، واختيرت أسماء النواب الحاليين في اجتماعات عقدت داخل مقر المخابرات العامة لتشكيل تحالف "في حب مصر"، الذي تطور في وقت لاحق إلى ائتلاف "دعم مصر".
وفور انعقاد مجلس النواب في العاشر من يناير/كانون الثاني الماضي، قال اليزل إن "البرلمان سيستدعي رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، المستشار هشام جنينة، لاستجوابه فيما يخص تصريحاته عن الفساد بأجهزة الدولة"، ولم يكن يعرف زعيم أكبر كتلة تحت القبة النيابية أن الاستجواب قاصر على الوزراء ونوابهم، ولا يحق استجواب رئيس جهاز رقابي، وفقا لنصوص اللائحة المنظمة.
ويعد البرلماني الراحل الرئيس السابق للفرع الإقليمي لشركة "جى فور إس" الأمنية، وهي شركة بريطانية دانمركية تمتلك فروعا فى معظم أنحاء العالم، تتولى تسفير "مرتزقة" إلى الدول التي تشهد صراعات، وتدعم قوات الاحتلال الإسرائيلي بفلسطين المحتلة، حيث تقدم خدمات أمنية على نقاط التفتيش العسكرية الإسرائيلية، وللمستوطنات في الضفة الغربية.
واعترف سيف اليزل في تصريحات سابقة بأن الشركة تعمل في 126 دولة في العالم، ومنها إسرائيل، وأن "عملها في سيناء ينحصر في تأمين بعض الفنادق السياحية في شرم الشيخ، وأنها تقدم من بين أنشطتها الخدمات الحكومية في الداخل والخارج، والتعامل مع ما سماه "خطر الإرهاب الدولي" لحماية الممتلكات في المناطق الساخنة بعشر دول في منطقة الشرق الأوسط".