وجاء ذلك خلال جزء خصصه السيسي للحديث عن مستقبل القضية الفلسطينية والصراع مع إسرائيل، بمناسبة الذكرى 68 للنكبة الفلسطينية وإعلان إنشاء دولة إسرائيل، في معرض خطابه أثناء افتتاحه مشروعات طاقة وخدمات بمحافظة أسيوط.
وتحدث السيسي لأول مرة علناً، منذ توليه السلطة، عن ضرورة توحيد الفصائل الفلسطينية، وذلك بعد أسابيع من لقاءات رسمية سرية بين قيادات بحركة "حماس" ومسؤولين بالمخابرات المصرية، نتج عنها حلحلة الأوضاع المتوترة بين الجانبين، وبعد أسبوع من لقائه عباس في القاهرة، الذي كان راغباً في معرفة الموقف المصري الرسمي إزاء الوضع المنقسم حالياً في السلطة الفلسطينية.
وقال السيسي، إن "المضي قدماً في أي عملية سلمية بين فلسطين وإسرائيل يتطلب من إخواننا الفلسطينيين تحقيق مصالحة حقيقية وسريعة وتوحيد الفصائل" دون أن يسميها.
وشدد على ضرورة العمل الجاد لتحقيق السلام النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتفعيل واحدة أو أكثر من المبادرات المعروضة حالياً على الساحة، ومن بينها المبادرة العربية والمبادرة الفرنسية التي كانت إسرائيل قد أعلنت رفضها، كما دعا لضرورة تضافر الجهود الدولية العربية والأميركية والأوروبية.
وطالب السيسي الفلسطينيين والإسرائيليين باستلهام تجربة الرئيس المصري الراحل، أنور السادات، (الذي وصفه بالشهيد) قائلاً: "أنا عشت فترات النكسة (1967) والانتصار (1973) ومفاوضات السلام (1977)، وأعرف جيداً الفرق بين المشاعر التي كانت لدى المصريين قبل النكسة والمشاعر الآن...الزمن كفيل بحل العديد من المشاكل والخلافات... والسلام بين مصر وإسرائيل قائم منذ 40 عاماً".
وأشار إلى أن "مكاناً واحداً (يقصد فلسطين) جمع، منذ أيام بين مظاهر بهجة واحتفالات للإسرائيليين، ومظاهر حزن وألم فلسطيني، بسبب ذكرى النكبة، وأن هذه المشاهد تعلمنا أنه يجب علينا العمل من أجل مستقبل أفضل".
وأضاف السيسي، أن "حل القضية الفلسطينية سيؤدي لحل العديد من المشاكل الأخرى في المنطقة" علماً أنه كان يشير سابقاً في بياناته الصحافية، إلى أن "استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يعطي الفرصة والمبرر للقوى المتطرفة لممارسة أعمال العنف".
وأكد السيسي في خطابه أيضاً، أن "مصر لا تبحث عن دور ريادي أو قيادي في ما يتعلق بمحادثات السلام بين الجانبين، لكنها ستبذل قصارى جهدها لتحقيق هذه الخطوة التاريخية، التي ستشعر شعوب المنطقة بقيمتها مستقبلاً" وتابع: "البعض قد يعتبر أن الوقت غير ملائم حالياً لذلك، لكني أرى أن الوقت مناسب لاتخاذ هذه الخطوة ويجب أن يُقبل عليها كل من يسمعني في فلسطين وإسرائيل".
ودعا السيسي الحكومة الإسرائيلية إلى "بث كلمته أكثر من مرة في وسائل الإعلام الإسرائيلية" كرسالة داعمة للسلام.
ويأتي حديث السيسي، الأول من نوعه، قبل ساعات من لقائه مع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الذي سيزور مصر الأربعاء. ومن المنتظر أن تسيطر على محادثاتهما مستجدات الأزمة الليبية التي يدفع السيسي بها في اتجاه جذب الدعم السياسي والعسكري إلى حليفه اللواء المتقاعد خليفة حفتر.