التزمت السلطات الفرنسية الحذر في التعاطي مع لغز تحطم الطائرة المصرية في مياه البحر المتوسط بين جزيرة كارباتوس اليونانية والإسكندرية الخميس الماضي. وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت اليوم الجمعة، أن "جميع الفرضيات قيد البحث حالياً، وليس هناك فرضية مفضلة عن الفرضيات الأخرى".
وتناقلت وسائل الإعلام الفرنسية الفرضية المصرية بشأن تعرض الطائرة المصرية لعمل "إرهابي" بكثير من الحذر في غياب أدلة تعزز هذه الفرضية، وفي انتظار أن يخضع حطام الطائرة وأشلاؤها للتحقيق.
وحدها مجلة "لونوفيل أوبسرفاتور" اعتبرت اليوم الجمعة، أنه في حال ما ثبت تعرض الطائرة لاعتداء "إرهابي" وتم تفجيرها بواسطة قنبلة، فإن أصابع الاتهام ستوجه لا محالة إلى أمن مطار شارل ديغول الذي انطلقت منه الطائرة.
وبحسب الصحيفة، فإنه مباشرة بعد الإعلان أمس الخميس، في باريس، عن فتح القضاء الفرنسي لتحقيق حول فقدان الطائرة المصرية وتحطمها، يعكف فريق من المحققين التابعين لجهاز الدرك الفرنسي المتخصص في النقل الجوي على التحقيق في ملابسات إقلاع الطائرة المصرية من مطار شارل ديغول.
اقــرأ أيضاً
ويدرس المحققون لائحة ركاب الطائرة، إضافة إلى أشرطة فيديو المراقبة في ردهات المطار، خصوصاً في الرواق، والذي تم فيه تسجيل الركاب وتحميل الأمتعة.
ويدرس المحققون لائحة ركاب الطائرة، إضافة إلى أشرطة فيديو المراقبة في ردهات المطار، خصوصاً في الرواق، والذي تم فيه تسجيل الركاب وتحميل الأمتعة.
ويحاول المحققون التأكد من عدم وجود ثغرات أمنية في المطار، خصوصاً في ما يتعلق بمراقبة هويات الركاب والأمتعة. مع العلم أن مطار شارل ديغول صار يخضع لمراقبة أمنية شديدة بعد اعتداءات 13 نوفمبر/ تشرين الثاني. وتم تخصيص وحدة أمنية خاصة معززة بكلاب حراسة لمراقبة الأمتعة والحقائب عند وضعها في جوف الطائرات. كما أنشأ أمن المطار وحدة خاصة من مراقبي الوجوه الذين يطلق عليهم اسم "بروفايلرز" Profilers، تتمثل مهمتها في تفحص وجوه وحركات المسافرين بحثاً عن المشتبه فيهم. بالإضافة إلى وحدات من الجيش الفرنسي، تتحرك في إطار عملية "سونتينال" الخاصة في مواجهة التهديدات الإرهابية، تذرع أروقة المطار بانتظام لمراقبة حركة المسافرين وعمال المطار.
وبحسب الصحيفة التي استندت إلى شهادات متخصصين في الأمن ومكافحة الإرهاب، فإنه رغم كل هذه الإجراءات الأمنية المشددة من الوارد أن يتم تمرير قنبلة داخل المطار وزرعها في الطائرة، أو في حقائب الركاب، خصوصاً إن كان هناك مساعدة من قبل العاملين داخل المطار، المكلفين بنقل الأمتعة إلى الطائرات.
وبحسب "لونوفيل أوبسيرفاتور"، فإنّ المحققين الفرنسيين يستجوبون حالياً جميع الموظفين، والذين احتكوا بالطائرة المصرية من قريب أو بعيد للتأكد من هوياتهم ومن سلوكهم.
وذكرت الصحيفة أن مصلحة أمن مطار شارل ديغول سرّحت العشرات من العمال المكلفين بنقل الأمتعة، بعد اعتداءات باريس، وجميعهم عرب ومسلمون، معروفون بتدينهم وممارستهم للصلاة في المطار. كما أنها رفضت تجديد أذونات العمل داخل منطقة تواجد الطائرات لنحو 600 عامل، بعد اكتشاف تورطهم في مشاكل مع القضاء سابقاً.
ولا يستبعد المحققون الفرنسيون، بحسب الصحيفة، احتمال زرع قنبلة ما داخل الطائرة المصرية قبل وصولها إلى مطار شارل ديغول، خصوصاً أنها مرت يوم الخميس الماضي عبر أريتيريا وتونس قبل انتقالها إلى باريس. وبحسب الصحيفة، فإن طائرة "إيرباص" المصرية، بقيت رابضة في المطار الفرنسي ساعة كاملة، قبل إقلاعها، وهو وقت كافٍ لكي تخضع للمراقبة من قبل أمن المطار قبل إقلاعها، وهذا ما يحاول المحققون التأكد منه حالياً.