وعقد أعضاء مجلس خبراء القيادة بدورته الخامسة اجتماعهم الأول، صباح اليوم، وهذا عقب إجراء الانتخابات، أواخر شهر فبراير/شباط الماضي، بالتزامن مع الانتخابات التشريعية العاشرة، وحضر الجلسة الافتتاحية عدد من المسؤولين الإيرانيين كرئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة الإيرانية، حسن فيروز أبادي، ورئيس هيئة الطاقة الذرية، علي أكبر صالحي، كما حضرها الرئيس المحافظ السابق محمود أحمدي نجاد ضيفاً.
كما تم انتخاب كل من موحدي كرماني وهاشمي شاهرودي في منصب نائبين للرئيس، فضلا عن اختيار كل من أحمد خاتمي ودري نجف أبادي كأعضاء في الهيئة الرئاسية، التي يتم انتخاب أعضائها مرة كل عامين، وهذا خلال دورة مجلس الخبراء والتي تستمر لثمانية أعوام.
ووجه المرشد الأعلى، علي خامنئي، رسالة مكتوبة للأعضاء الجدد، اعتبر فيها أن هذا المجلس يتولى مسؤولية حراسة الهوية الإسلامية والثورة في إيران، مضيفاً أنه تقع على عاتق أعضائه، مهمة حساسة وهامة، واصفاً إياها بالمسؤولية الثقيلة.
من جهته، اعتبر جنتي في كلمته، أن انتخابات مجلس الخبراء الأخيرة جرت في ظروف حساسة للغاية، إلا أنها انتهت بشكل جيد حسب رأيه، معتبراً أن لدى هذا المجلس مهمة دينية.
وقد توقع كثر عدم ترشح جنتي لهذا المنصب، إلا أنه فاجأ الجميع بترشحه وحتى بفوزه بالمقعد الرئاسي، وهو المحسوب على الخط المحافظ المتشدد، لاسيما أن لائحة المعتدلين تقدمت بشكل كبير خلال الانتخابات الأخيرة، إذ احتل أعضاؤها 14 مقعداً من أصل 16 هي حصة العاصمة طهران، والتي تعد الدائرة الأثقل في العملية الانتخابية.
لكن الجدير بالذكر أن تيار الاعتدال يضم شخصيات محسوبة على خط الوسط من كلا التيارين المحافظ والإصلاحي.
وقد حصل رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، أكبر هاشمي رفسنجاني، على المرتبة الأولى في دائرة طهران خلال الاستحقاق الانتخابي الأخير، وتلاه رجل الدين محمد أقا إمامي، الذي تقدم على الرئيس الحالي، حسن روحاني، والذي حل ثالثا في طهران، فحافظ هؤلاء على مقاعدهم في الخبراء، فيما تراجع، أحمد جنتي، كثيراً ليحصل على الكرسي السادس عشر والأخير.
جنتي الذي يترأس لجنة صيانة الدستور في الوقت الراهن، التي تمنح الأهلية أو تمنع ترشح بعض الشخصيات للاستحقاقات الانتخابية في إيران، محسوب على دائرة المحافظين المتشددين، وهو المولود عام 1927، وسبق أن تولى مناصب عديدة في الجمهورية الإسلامية، وحافظ على تواجده في مجلس الخبراء سنوات طويلة، فترشح مرتين عن محافظة خوزستان، ومرتين عن طهران، واستطاع الحفاظ على مقعده في السنوات الأخيرة بصعوبة، وينسب له مشروع تشكيل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الإيرانية.