لم يُخف عمدة مدينة ستان الصغيرة الواقعة في الضاحية الباريسية، عز الدين الطيبي، ولا العديد من المناضلين العرب والفرنسيين، الذين وقفوا إلى جانبه، ابتهاجهم لرفض المحكمة الإدارية في مدينة مونتروي طلب ولاية الأمن في منطقة سين- سان دونيه من البلدية سحب صورة للمناضل الفلسطيني مروان البرغوثي، المعتقل في السجون الإسرائيلية منذ أكثر من 14 سنة.
ويرى العمدة، شأنه شأن كثير من مناضلي اليسار الفرنسي، وعلى رأسهم الرئيس السابق لمنظمة أطباء بلا حدود الفرنسية، روني برومان، في البرغوثي "نيلسون مانديلا فلسطين".
وتعود علاقة المناضل الفلسطيني بالمدينة الصغيرة إلى سنة 2009 حين أصبح "مواطن شرف" بها. وصرّح العمدة، الذي ينتمي إلى الحزب الشيوعي الفرنسي، بعد صدور الحكم القضائي، مساء يوم الثلاثاء، بأن "دولة القانون انتصرت"، وهي إشارة إلى أن القضاء الفرنسي المستقل استطاع التخلص من محاكمة أريدَ لها أن تأخذ أبعادا سياسية.
وللحزب الشيوعي الفرنسي مواقف قوية بشأن القضية الفلسطينية، إذ لم يتوقف عن دعم المناضل الفلسطيني وكافة الأسرى الفلسطينيين ودعم نضالات الشعب الفلسطيني.
وفور صدور الحكم الجديد، الذي ألغى حكما سابقا كان يُلزم البلدية بسحب الصورة الكبيرة للبرغوثي الموجودة على واجهة البلدية منذ 2009 في انتظار حكم نهائي، أصبح بإمكان الجميع رؤية القائد الفلسطيني الأسير على واجهة البلدية، من جديد.
ولأن المحاكمة كانت في أساسها سياسية، فقد توبع العمدة، عز الدين الطيبي، أيضا، بتهمة "التبرير العلني لعمل إرهابي"، بعد شكوى رفعها ضده "المكتب الوطني لليقظة ضد معاداة السامية"، وهي واجهة فرنسية للدفاع عن السياسة الإسرائيلية.
إلا أن القضاء الفرنسي لم يجد عناصر تسمح بفتح تحقيق في الموضوع. وهو ما جعل العمدة يصرح بأنه "مثلما لم تكن إدانة الأبرتهايد فعلا عنصريا ضد الأفريكانير فإن انتقاد سياسة حكومة يمين متطرف إسرائيلي تقود سياسة كولونيالية متوحشة ليس معاداة للسامية". وهو انتقاد غير مباشر لرئيس الحكومة مانويل فالس، الذي يكرر، منذ بعض الوقت، أن "انتقاد دولة إسرائيل هو نوع من معاداة السامية".