قال مسؤول تركي كبير، اليوم الأحد، إن الحكومة استعادت السيطرة على أنحاء البلاد، عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ليل الجمعة - السبت، كاشفا عن أن "مجموعات قليلة من مدبري الانقلاب لا تزال صامدة في إسطنبول، لكنها لم تعد تشكل خطرا".
ونقلت وكالة "رويترز" عن المسؤول التركي، أنه "لم يُلق القبض بعدُ على بعض العسكريين المهمين، لكن يُرجح أن يتم الإمساك بهم قريبا".
ويؤكد حديث المسؤول التركي، اليوم، ما قاله وزير الدفاع التركي، فكري إشك، أمس السبت، إذ شدد على أن "كل شيء بات تحت سيطرة الحكومة الشرعية"، موضحاً أن جميع قيادات الجيش التركي أحرار، قبل أن يضيف: "الآن لا يوجد شيء خارج سيطرتنا، ولكننا في حالة استنفار".
وذكر إشك أن كل حديث عن أن "مخاطر الانقلاب أصبحت من الماضي، هو أمر سابق لأوانه".
وفي السياق، ذكر وزير العدل التركي، بكير بوزداج، اليوم، أن "عملية التطهير متواصلة"، وكشف عن أن هناك حوالي 6 آلاف موقوف، وأن العدد مرشح للارتفاع، بحسب "الأناضول".
إلى ذلك، قررت محكمة تركية في ولاية دنيزلي، جنوب غربي البلاد، صباح اليوم، اعتقال 52 عسكرياً برتب مختلفة، بينهم قائد لواء الكوماندوز الـ11 والحامية العسكرية في الولاية، العميد كامل أوزهان أوزبكر، وذلك في إطار التحقيقات المتعلقة بمحاولة الانقلاب الفاشلة.
وقد اكتملت إجراءات التحقيق بحق 58 عسكرياً، لتتم إحالتهم إلى المحكمة نفسها، والتي بدورها أمرت باعتقال 52 منهم، وإطلاق سراح 6، شريطة محاكمتهم وهم طلقاء.
وأوقفت قوات الأمن، أيضا، اليوم الأحد، 109 قضاة ونواب عامين، في مدن عدة.
وعن محاكمة العسكريين المتورطين في الانقلاب الفاشل، قال المتحدث باسم الحكومة، نعمان قورتولموش، إنهم "سيحالون إلى المحاكمة خلال فترة وجيزة لينالوا جزاءهم العادل".
وتوعد قورتولموش، في مقابلة مع قناة "خبر تورك"، بمحاسبة المتورطين في محاولة الانقلاب على الحكومة المنتخبة، مشددا على أن "الشعب تمكّن ببصيرته وفعله المقاوم من دحر الانقلابيين وإفشال محاولتهم".
كما أحالت السلطات اليونانية، اليوم الأحد، إلى القضاء، 8 عسكريين أتراك فروا إليها عقب محاولة الانقلاب، إذ نقل الأمن اليوناني الانقلابيين الثمانية إلى القصر العدلي في مدينة أليكساندروبولي، مكبلين ببعضهم، على متن حافلة خاصة.
وحاول الانقلابيون، خلال عملية نقلهم، إخفاء وجوههم عن كاميرات الصحافيين، فيما أشارت وسائل إعلام يونانية إلى أن السلطات ستحاكمهم بتهمة الدخول إلى البلاد بطريقة غير قانونية، ومحاولة تقويض العلاقات بين بلدين جارين.
وتسلمت عناصر من القوات المسلحة التركية من السلطات اليونانية طائرة مروحية استخدمها الانقلابيون للفرار، في وقت مبكر من صباح أمس السبت، حيث حطوا في مطار ديدياغاتش، وقاموا بإزالة رتبهم، وطلبوا اللجوء السياسي.
وفي سياق متصل، أجرى وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، مساء أمس السبت، اتصالا هاتفيا بنظيره الأميركي، جون كيري، "تبادلا خلاله الآراء" حول إعادة زعيم "حركة الخدمة"، فتح الله غولن، المقيم في أميركا، والذي تتهمه أنقرة بتدبير الانقلاب.
وأفادت مصادر دبلوماسية تركية، وكالة "الأناضول"، بأن جاويش أوغلو وكيري تناولا مسألة الإجراءات القانونية لإعادة غولن، والعوائق أمام تلك الإجراءات، وذلك بعدما طالب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الولايات المتحدة، بتسليمه، في خطاب للشعب للتركي، أمس السبت.