دخلت معركة الفوز بمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، والتي ستجري في شهر مارس /آذار المقبل، مرحلة جديدة، بإعلان دولة كينيا دعمها لمرشح قطر، حمد الكواري، وزير الثقافة القطري السابق والمستشار الثقافي لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لمنصب المدير العام لليونسكو.
الدعم جاء خلال استقبال رئيس جمهورية كينيا، أوهورو كينياتا، الأسبوع الماضي، للمرشح القطري. وأكد رئيس كينيا، وفق وكالة الأنباء القطرية " قنا"، "دعم بلاده لمرشح دولة قطر الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، مديرا عاما لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة"، مؤكداً أنّ "كينيا سوف تسعى لدعم هذا الترشح لدى الدول الأخرى".
وكانت قطر قد أعلنت قبل أكثر من عام ونصف العام، ترشيحها الكواري للمنصب، وهو الترشيح الذي حظي بدعم دول مجلس التعاون الخليجي الست، والذي أصبح الكواري بموجبه مرشحا لدولة قطر، ومجلس التعاون الخليجي، لليونسكو.
ودخلت مصر، الثلاثاء الماضي، رسميا على خط معركة اليونسكو، بعد ترشيحها، السفيرة مشيرة خطاب لمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو، وهو المنصب الذي تحاول مصر الحصول عليه مجدداً، بعد محاولة سابقة لم يكتب لها النجاح، لوزير الثقافة الأسبق فاروق حسني في 2009.
وفي وقتٍ سابق، وصفت مصادر خليجية لـ "العربي الجديد" أنّ "الترشيح سياسي" وأن حظوظ المرشحة المصرية ضعيفة.
الأمر نفسه أكده فاروق حسني، في تصريحات لصحيفة "الدستور المصرية"، معلناً أنّ "قطر الأكثر حظاً، نظراً لما تملكه من إمكانات مادية كبيرة لدعم وتمويل اليونسكو، بخلاف أن الاسم الذي طرحته قطر، ذو ثقل على المستوى الدولي، وكان سفيراً في اليونسكو من قبل، وسفيرا لدولة قطر في باريس".
وأضاف أن مرشحة مصر "تحتاج لمساندة من قبل الدولة، لأن التجربة أثبتت أن الوقوف بقوة وراء المرشح، من الممكن أن يكون له تأثير كبير في الحصول على أصوات أكثر، خاصة وأنه في الوقت الحالي، تمر الدول العربية بظروف مختلفة، ولابد من فصل في القرار الموحد من العالم العربي، خاصة وأن هناك أكثر من مرشح من العرب".
وفي الوقت الذي تتوفر في موسوعة ويكيبيديا على الإنترنت، ثلاث صفحات باللغات "العربية، الإنكليزية، الفرنسية" لمرشح قطر، مدعومة بـ 10 مصادر من روابط خارجية باللغة الإنكليزية، لا تتوفر أية معلومات عن المرشحة المصرية مشيرة خطاب، في الموسوعة العالمية.
وكانت خطاب، السفيرة السابقة لمصر في جنوب أفريقيا والجمهورية التشيكية وسلوفاكيا، قد شغلت منصب وزيرة الأسرة من 2009 إلى 2011 في عهد الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، الذي أطاحته ثورة في 2011. وقبل ذلك، كانت الأمينة العامة للمجلس الوطني للطفولة والأمومة في مصر.
من جهة أخرى أكدت مصادر دبلوماسية لـ "العربي الجديد" أن أجندة القمة العربية، التي ستستضيفها العاصمة الموريتانية، نواكشوط، أواخر شهر، يوليو/ تموز الجاري، لا تحوي بندا حول تحديد مرشح للجامعة، لليونسكو. هذه المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، لم تستبعد أن تسعى كل من قطر ومصر لحشد التأييد لمرشحيهما، خلال اللقاءات الجانبية التي ستعقد على هامش القمة.
ويحق لـ 58 دولة، هي أعضاء في المجلس التنفيذي لمنظمة "اليونسكو"، التصويت لاختيار المدير العام المقبل، من بينها 7 دول عربية؛ هي الجزائر والمغرب ولبنان وعمان والسودان وقطر ومصر.
وإلى جانب المرشح القطري حمد الكواري، والمرشحة المصرية مشيرة خطاب، ترشح الوزير اللبناني السابق وأستاذ العلوم السياسية، غسّان سلامة، من دون تسميةٍ من بلده، فيما رشّح لبنان مواطنته فيرا خوري، وانسحب المرشح اليمني أحمد الصياد، وهو سفير بلاده في اليونسكو، من الترشيح.
ويُنتخب المدير العام لـ"اليونسكو" لولاية 4 سنوات، ويمكن إعادة انتخابه لولاية ثانية مرة واحدة، فيما تنتهى ولاية المديرة العام الحالية لليونسكو البلغارية إيرينا بوكوفا في شهر مارس/ آذار 2017.