توصّلت دولتا السودان وجنوب السودان، اليوم الإثنين، إلى اتفاق يقضي بحلحلة القضايا الأمنية وفتح المعابر بين الدولتين خلال مدة 21 يوماً، وأعطى الرئيس السوداني، عمر البشير، توجيهات بإيصال مساعدات غذائية للولايات الحدودية بين الدولتين اعتباراً من الغد.
وأنهى النائب الأول لرئيس دولة جنوب السودان، تعبان دينق، اليوم زيارة إلى الخرطوم اتفق خلالها مع الرئيس السوداني على تنفيذ اتفاقيات التعاون الموقعة بين البلدين قبل نحو أربعة أعوام، فضلاً عن إبعاد المعارضة المسلحة في البلدين.
ودخل المسؤول الجنوبي في مباحثات مشتركة مع الرئيس السوداني صباح اليوم امتدت لنحو ساعتين حول القضايا المتصلة بين البلدين فضلاً عن التطورات المتلاحقة في دولة جنوب السودان.
ووصل تعبان الخرطوم بعدما اعتذرت الحكومة السودانية، في وقت سابق، عن استقبالة فور تعيينه نائباً أول للرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت، بديلاً لزعيم المعارضة المسلحة رياك مشار، لاسيما وأن الخطوة مثلت انقلاباً داخل المعارضة المسلحة.
وتشهد العلاقة بين دولتي السودان وجنوب السودان تجاذباً منذ انفصال الجنوب وتكوين دولته المستقلة في العام 2011. وتطورت في سنوات فائتة لحرب قصيرة بين الطرفين بمنطقة هجليج ساءت معها العلاقات بين الدولتين، وتسببت في إغلاق الحدود، فضلاً عن إغلاق آبار النفط ورفض الخرطوم تصدير البترول الجنوبي إلى أن تراجع الطرفان عن الخطوات التصعيدية بعدها.
وقال دينق في مؤتمر صحافي بالخرطوم اليوم، إن بلاده عرضت على الرئيس البشير التوسط لدى الحركات المسلحة التي تقاتل الخرطوم في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وحثها على عملية السلام. ونفى بشكل تام السماح لتلك الحركات بالانطلاق من جوبا، وتنفيذ عمليات عسكرية ضد الخرطوم، مشدداً على أهمية العلاقة بين الدولتين وتحسينها باعتبارها علاقة استراتيجية.
وأكد دينق أن بلاده طلبت من الرئيس البشير تقديم الدعم الفني لإعادة تشغيل آبار النفط في ولاية الوحدة مشدداً على استقرار الجنوب وعدم وجود أي حرب.
وأكد كذلك عدم اعتراف بلاده بقرار مجلس الأمن نشر نحو أربعة آلاف عنصر من القوة الإقليمية بالدولة الوليدة، لكنه في الوقت نفسه فتح الباب أمام مناقشة القرار الأممي داخل جوبا وشدد على الحاجة الماسة للسلام في الخرطوم وجوبا.