دعا نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، اليوم الأربعاء، في العاصمة التركية أنقرة، قوات حزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني) إلى مغادرة ضفة الفرات الغربية تحت طائلة فقدان الدعم الأميركي، مبدياً دعماً واضحاً لعملية "درع الفرات"، بينما لم يظهر أي تغيير في الموقف الأميركي اتجاه تسليم زعيم حركة الخدمة، فتح الله غولن، والذي تتهمه الدولة التركية بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة في منتصف يوليو/تموز الماضي.
وخلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، اليوم، قال بايدن: "علينا أن نجعل ذلك واضحاً للغاية؛ على قوات الاتحاد الديمقراطي أن تعود إلى الضفة الأخرى من الفرات (الضفة الشرقية)، لأنها لن تتمكن، ولن تحصل، تحت أي ظرف كان، على الدعم الأميركي إن لم تلتزم بتعهداتها"، في إشارة إلى الاتفاق التركي الأميركي الذي كان يقتضي انسحاب قوات الاتحاد الديمقراطي، وعودتها أدراجها إلى الضفة الشرقية للفرات، بعد الانتهاء من طرد "داعش" من مدينة منبج.
وجدد المسؤول الأميركي دعم بلاده للشعب التركي، مؤكداً أن "أميركا الحليفة للشعب التركي ستبقى داعمة لتركيا، لا سيما بعيد محاولة الانقلاب التي تعرضت لها الأخيرة"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأميركية ستعمل على تقديم أي مساعدة تطلبها الحكومة التركية منها.
وأكد نائب الرئيس الأميركي أن بلاده لم تكن "على علم بانقلاب تركيا ولم تدعمه"، معبراً عن "إعجابه بالشعب التركي الذي تحدّى الانقلابيين وهاجم الدبّابات"، مشيراً إلى أن "بلاده لم تفهم في الساعات الأولى من محاولة الانقلاب إن كانت المحاولة حقيقة أم خدعة إنترنت أم غير ذلك".
وبدا واضحاً أن الموقف الأميركي تجاه ترحيل غولن إلى تركيا لا يزال على حاله، فقد أكد بايدن أن التعاون المشترك بين خبراء أميركيين وأتراك ما زال مستمراً.
وعلّق على ذلك الأمر قائلاً: "أقدّر حساسية الحكومة والشعب التركي في هذا الجانب، إننا نعمل بشكل مشترك، نقوم بمباحثات مشتركة مع مسؤولين أتراك، لدينا خبراء حقوقيون يتواصلون في هذا الصدد مع خبراء أتراك، وهم الآن في طور فحص الأدلة وتدقيقها".
وأضاف: "إن الأدلة الموجودة لدى تركيا يجب أن تُقدّم إلى المحاكم الأميركية، عند ذلك نستطيع إعادة غولن، وكلما حصلنا على معلومات إضافية سندرجها في الملف المتعلق بهذا الأمر، نحن لا نقوم بأي شكل من الأشكال بحماية أي شخص كان، فكيف إذا كان الأمر متعلقاً بشخص يلقي بالضرر على دولة حليفة مثل تركيا؟ ولكننا مجبرون على مراعاة القوانين لدينا".
من جانبه، عبّر رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، عن شكره لبايدن على زيارته، وتضامنه مع الشعب التركي، والحكومة التركية، مشيراً إلى أن الزيارة مكّنت الطرفين من تبادل الرؤى والأفكار حول التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة، مشيداً بالعلاقات الثنائية بين البلدين، والتي تمتدّ إلى جذور عميقة، بالقول: "علينا ألا نسمح للأحداث التي من شأنها أن تعكر صفو هذه العلاقات أن تقع".
ولم يفت يلدريم التأكيد مجدداً على المطالب التركية بتسليم غولن، قائلاً: "إذا سرّعت الولايات المتحدة عملية تسليم غولن من أجل محاسبته فإن خيبة الأمل لدى الشارع التركي ستزول بسرعة"، داعياً الإدارة الأميركية إلى "إعادة النظر في موقفها حيال حزب الاتحاد الديمقراطي وقواته العسكرية".
وفي تصريحات لاحقة، قال يلدريم إن التوغل العسكري الذي تدعمه الولايات المتحدة في سورية سيتواصل إلى حين عودة مقاتلي مليشيا وحدات حماية الشعب الكردية إلى شرق نهر الفرات.
وأضاف في مقابلة بثت على الهواء مباشرة على قناة خبر التركية، في وقت متأخر من ليلة الأربعاء، أن حكومة النظام السوري لا يمكن تجاهلها من أجل إيجاد حل سياسي للصراع السوري المتعدد الأطراف.
من ناحية أخرى قال يلدريم إن هناك حاجة لتحسين العلاقات مع مصر وإنه لا يمكن أن تستمر العلاقات على هذا الوضع.