وبذلك تكون مدينة داريا، قد عاشت يومها الأول، خالية من كامل ساكنيها، إذ دخلتها قوات النظام، بعد انتهاء مراحل تنفيذ الاتفاق، الذي أفضى لتهجير آخر سكانها، وخروج مقاتلي المعارضة التي سيطرت عليها قبل نحو أربع سنوات.
وأكدت مصادر محلية في إدلب لـ"العربي الجديد"، أن "الحافلات التي تقل مقاتلي مدينة داريا وعائلاتهم، بدأت تصل إلى ريف إدلب الشمالي، حيث تم تجهيز منازل لاستضافتهم هناك"، مشيرة إلى أن "نحو 20 حافلة تحمل قرابة ألف مقاتل و200 ما بين نساء وأطفال، كانت وصلت فجراً إلى منطقة قلعة المضيق بريف حماه، قادمة من ريف دمشق".
وكانت الدفعة الأخيرة من أهالي ومقاتلي مدينة داريا جنوبي غرب دمشق، قد خرجت مساء أمس.
وإضافة إلى قافلة الحافلات التي تقل مقاتلين وعائلات غادرت داريا نحو إدلب أمس، فقد ذكر مصدر من المجلس المحلي في داريا لـ"العربي الجديد" أن "حافلات أخرى تقل مدنيين من المدينة، توجهت نحو مدينتي صحنايا وقدسيا قرب العاصمة دمشق، ليتم وضعهم في مخيمات لفترة محددة".
وكانت أول دفعة تضم نحو 300 شخص من مقاتلي المعارضة وعائلاتهم، قد غادرت داريا الجمعة ووصلت فجر السبت إلى منطقة باب الهوى شمالي إدلب، فيما غادرت حافلات أخرى بالتزامن داريا، وتحوي نحو 500 من المدنيين متجهة إلى بلدة حرجلة غربي مدينة الكسوة بريف دمشق الجنوبي الغربي.
ودان الائتلاف السوري المعارض، "إجبار سكان داريا على الهجرة من أرضهم تحت التهديد بالإبادة، بعد أن كثف النظام قصفه بالبراميل المتفجرة والحارقة على داريا في الأشهر الماضية، وأحرق الأراضي الزراعية ومنع وصول القوافل الإغاثية للمدنيين داخل المدينة المحاصرة منذ أربع سنوات".
وبخروج آخر من تبقى في داريا، تكون المدينة قد أفرغت من كامل أهلها، بعد أن كان عددهم يبلغ نحو 350 ألف نسمة، وتقلص تدريجياً مع نزوح عشرات الآلاف خلال السنوات الخمس الماضية، نتيجة قصف قوات النظام شبه اليومي.