وقُتل، أمس الثلاثاء، المتحدث الرسمي باسم "داعش"، أبو محمد العدناني، بعد استهداف سيارته من قبل طائرة تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، قرب مفرق قرية قديران، الخاضعة لسيطرة التنظيم (شرقي مدينة حلب)، وفق مصادر خاصة لـ"العربي الجديد".
لكن في وقت لاحق نقلت وكالة "رويترز"، عن وزارة الدفاع الروسية أنها هي من قتلت المتحدث باسم "داعش".
ووصف كوك العدناني، بأنّه "المهندس الرئيسي للعمليات الخارجية، ونسّق وشجّع أفراداً على شنّ هجمات على مدنيين وأعضاء في الجيش، ونشط في تجنيد أعضاء جدد لداعش".
وأشار إلى أنّ "العدناني هو احد أهم قادة التنظيم، ولعب دوراً كبيراً في عدد من الهجمات الكبيرة السنة الماضية، بما فيها الاعتداءات التي شهدتها كل من باريس ومطارا بروكسل واسطنبول والمطعم في بنغلادش، فضلاً عن عملية إسقاط الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء المصرية، والتفجير الانتحاري في تظاهرة بأنقرة"، مبيّناً أنّ "هذه الهجمات أدت إلى سقوط اكثر من 1800 قتيل وحوالى أربعة آلاف جريح".
وذكر كوك أنّ "المتحدث الإعلامي كان عضواً في تنظيم القاعدة في العراق، وعضواً في مجلس الشورى، وأكثر قيادي معروف رسمياً لداعش"، مشدداً على أنّ "الجيش الأميركي سيواصل كأولوية وبلا هوادة، استهداف قادة داعش والمتآمرين في الخارج للدفاع عن وطننا وحلفائنا وشركائنا وسنواصل العمل على تدمير ورم التنظيم ومحاربة انتشاره في العالم".
في المقابل، أكد تنظيم "الدولة الإسلامية"، مساء أمس، مقتل متحدثه الرسمي، وذلك "أثناء تفقده جبهات حلب". ونجا العدناني (طه صبحي فلاحة) من محاولة اغتيال سابقة، بعد استهدافه بغارة جوية، قرب محافظة الأنبار في العراق في مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، وهو ينحدر من مدينة بنش (شرقي مدينة إدلب)، واختفى عام 1998 بسبب حالة اكتئاب أصابته بعد وفاة صديقه المقرب، ياسر قاق، ليعلم ذووه لاحقاً أنه سافر إلى لبنان لفترة ثم عاد، على الرغم من تسجيل وفاته لدى السجلات المدنية.
وباشر العدناني "العمل الجهادي التنظيمي" عام 2000، وبايع الزعيم السابق لتنظيم "القاعدة" في العراق، أبو مصعب الزرقاوي، في سورية. واستدعي من قبل جهاز أمن الدولة السوري مراراً وخضع للتحقيق، وسجن ثلاث مرات في سورية "على خلفيات دعوية وجهادية"، كما اعتُقِل في 31 مايو/أيار 2005 بمحافظة الأنبار على يد قوات التحالف الدولي في العراق لمدة ست سنوات، واستخدم حينها اسماً مزوراً، وهو ياسر خلف حسين نزال الراوي، وقد أفرج عنه لاحقاً لعدم المعرفة بأهميته.
وعاد العدناني للظهور على الساحة مرة أخرى عندما أعلن مبايعته البغدادي كأمير لـ"داعش"، وعاد، في أواخر عام 2011 فجأة إلى مدينة بنش، ولكن باسم جديد، وبشخصية مختلفة كليّاً عن تلك التي يعرفه بها محيطه، قبل اختفائه منذ ثلاثة عشر عاماً، إذ عاد بلحية طويلة، وبزي أفغاني، وكان لا يتكلم إلا اللغة العربية الفصحى.
ويعتبر العدناني أحد أعمدة التنظيم في سورية والعراق، وظهر في تسجيل مصور مموّه الوجه عام 2014، وهو يشرف على إزالة الساتر الترابي بين سورية والعراق، ليعلن كسر الحدود بينهما، وإقامة "خلافة إسلامية"، وهو الذي هدّد الغرب بافتعال تفجيرات "في عقر داره".